logo
1 2 3 41134
لأول مرة في غزة.. السيدات يزاحمن الرجال على عرش المختَّرة!!
26.01.2014

ليس غريباً على المرأة الفلسطينية أن تتقلد مناصب رفيعة داخل الحكومات المتعاقبة أو تأخذ دورها العظيم في المجتمع الفلسطيني في الدفاع عن أبنائها وعن الوطن فنجد الاستشهاديات ومربيات القادة العظام ولكن أن تجد امرأة فلسطينية تشارك كبار السن من الرجال في المخترة لحل قضايا خلافية بين الناس فهذا في حد ذاته أمراً عجيب وهام لمساندة المرأة في قضيتها.ففي قطاع غزة تضاعفت قضايا المرأة الفلسطينية عن الأعوام الماضية نتيجة الحياة النفسية التي يعيشها المواطنون لقلة فرص العمل وقد استعصت قضايا المرأة في كثير من الأحيان على المخاتير كونها مواضيع حساسة تختص بين المرأة وزوجها مما يدخلها في حرج شديد يؤدي إلى ضياع حقها.
المختارة أم ماجد حسونة البالغة من العمر 60 عاماً نجحت في اجتياز دورة لإعداد كادر نسوى للوصول إلى عرش المخترة بهدف حل الإشكاليات التي تواجه المواطنين بشكل عام والنساء بشكل خاص اللواتي يفقدن حقهن في العديد من القضايا.أم ماجد قالت :"سمعت عن دورة في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بغزة وشعرت بفرحة عميقة داخل قلبي كون السعي في إصلاح ذات البين هو همي وشغلي الشاغل منذ 20 عاماً كنت حينها ناشطة اجتماعية تمتعت خلالها بلباقة الحديث وحسن الاستماع لمشاكل الناس وكان قبول الناس للتواصل معي لحل مشاكلهم كبيرة جداً.
وأضافت أم ماجد: "لدى 6 أبناء و5 بنات، استشهد نجلي سائد، زوجتُ أبنائي وبناتي وكلهم متعلمين فمنهم المهندس والدكتور وهذا ساعدني في حسن اللباقة والتعامل مع الناس، مؤكدة أن زوجها يدعمها في السير بطريق الإصلاح وحل الخلافات بين النساء خاصة إذا كانت المشاكل بين النساء".وعن اهتمامها لتصبح مختارة أكدت أم ماجد، أن المرأة للمرأة أقرب في طرح قضاياها فهناك قضايا حساسة لا تستطع المرأة طرحها على المختار فيضيع حقها، لذلك دفعتني الغيرة على بني جنسي لأدافع عنهم وأُعيد حقوقهم المسلوبة.
وأشارت أم ماجد، إلى أن الهدف من الدخول في معترك المخترة هو تقريب وجهات النظر بين الناس وإيصال رسالة المرأة إلى المختار وتكون هذه الرسالة شبه منتهية بفضل العمل على تقريب وجهات النظر مع المرأة وصاحب المشكلة.
"امرأة حرمتها زوجة أبيها من الميراث فذهبت إلى الكثير من المخاتير ولم ينصفوها حقها بحجة أنها أخذت 8 آلاف دولار برضاها ولكنها تريد أن تأخذ ما تحدث به الشرع الإسلامي وبعد عرض قضيتها علينا قمنا بعمل اللازم واستدعاء زوجة أبيها واقتنعت وأعطتها حقها الشرعي" القول للمختارة أم ماجد حسونة.وتضيف، هناك ما بين الـ6 إلى 9 قضايا عرضت علي شخصياً لأحلها منذ أن توليت عرش المخترة وبعضها تم حلها والبعض الأخر نسير في طريق حلها.
ولكن لكل مهنة معوقات ومعوقات أم ماجد هي عدم حصولها حتى الآن على ختم المخترة داعية الحكومة بغزة والحكم المحلي للموافقة لحصولها على ختم المخترة بناءً على نجاحها في حل الكثير من القضايا بين الناس ونجاحها في اجتياز دورة إعداد النساء لتولي منصب المخترة بهدف الدفاع عن حقوق المرأة.من جهته أكد مسؤول المشاريع في المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات عبد المنعم الطهراوي أن إعداد كادر نسائي قادر على حل الخلافات الأسرية بين الأزواج جاء بناءً على طلب الكثير من النساء اللواتي يتوافدن إلى المركز لطلب حل الخلاف بينها وبين زوجها أو أسرتها.
وقال الطهراوي في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"،: "إن النساء اللواتي يتوافدن إلى المركز يشعرن بحرج شديد عند طرح مشاكلهن على المخاتير ما دفعنا لعمل دورة خاصة لنساء ناشطات اجتماعيات ليصبحن قادرات على حل الخلافات الأسرية بين الأزواج وقضية الميراث".وأوضح الطهراوي، أن 25 امرأة شاركن في دورة إعداد كادر نسائي ليصبحن في المستقبل مختارات لحل مشاكل النساء واستمرت الدورة ما يقرب العامين متتاليين وتم خلالهن منح النساء دورات في العديد من القضايا منها " القدرة على الاستماع إلى مشاكل الناس، الاستنباط لحل الخلاف، ثلاث دورات في القانون".وأشار إلى أن الدورة تهدف إلى أن تكون المرأة وسيط بين المرأة والرجل لعمل الخير وليس للمرأة أن تصدر حكماً ولكنها تقوم بتقريب وجهات النظر والوساطة بين المختلفان.ولفت إلى أن النساء المتدربات خرجن إلى مجال العمل وكانت هناك العديد من القضايا والتي تم حلها بالتعاون مع المختارات الجدد، مبيناً أن القضايا التي تتعامل معها النساء هي قضية الخلافات الأسرية بين الزوج والزوجة أو أهل الزوج، والقضية الثانية هي قضية الميراث والخلاف مع الأشقاء حول نسبة المرأة وحقها الشرعي.
ومن الناحية الشرعية فقد قال الشيخ سميح حجاج: "لا مانع من أن تُصبح المرأة محكمة في قضايا محددة بشرط توفر الشروط اللازمة وهي أن تكون متعلمة فقيها، إذا واجهتها قضية ميراث عليها أن تكون عالمة بقضايا الميراث شرعاً وقانوناً وإذا واجهتها قضية تخص النساء فعليها أن تكون متعلمة وأن تتمسك بعلوم الألة.
وأوضح الشيخ حجاج ، أن بعض العلماء رفض أن تستلم المرأة ولاية عامة لأن الولايات العامة بحاجة إلى رجل يمتلك القوة والصبر ويحكم عقله لا أحاسيسه وعواطفه كما المرأة في كثير من القضايا.وفيما يتعلق بإطلاق لقب المخترة على بعض النسوة قال الشيخ حجاج، لا خلاف على المسمى طالما أن يندرج تحت القضايا التي تخصها والتي تتوافق مع الشرع والدين فلا يجب أن تتدخل المرأة في قضايا الدم أو خلافات عائلية كالرجال!!


www.deyaralnagab.com