logo
1 2 3 41137
برتقال تونس.. موسم مبشر رغم الجفاف!!
24.12.2024

.تونس - تزينت مزارع محافظة نابل شمال شرقي تونس بثمار البرتقال، وانطلق الباعة يعرضون الثمار على حافة الطرق في مناطق من بينها منزل بوزلفة وبني خلاد وقرمبالية.وفي مزرعة محمد شاشية على أطراف مدينة بني خلاد ينهمك العمال في نقل صناديق برتقال جمعوها صباحا إلى خارج المزرعة لشحنها إلى السوق.وقال شاشية “أنا مزارع قوارص في بني خلاد أبا عن جد، ولي تجربة في مجال الزراعة منذ الصغر.” وتابع “عندما تخرجت في الجامعة (دار المعلمين العليا للتعليم التقني بتونس العاصمة) ولم أتمكن من الحصول على عمل في المعاهد الثانوية، عملت مزارعا.”
وبينما يتفقد أشجار البرتقال تحدث شاشية عن أنواعه في مزرعته قائلا “عندنا مندلينة وأنواع من البرتقال منها المالطي والطومسن والحلو.”وأوضح أن “المندلينة لها عدة أنواع، منها كسار (تونسي) ونوفا وإم 3 والماريصول والكلويلكين، ولي سبعة أنواع في ضيعتي.”
المزارعون يستغربون من وجود كميات كبيرة من الموز تم ضخها هذه الأيام في السوق من الخارج ونافست ترويج البرتقال ووفق الموقع الرسمي لنابل، يوجد في المحافظة ما بين 30 و40 نوعا من الحمضيات. وعن إنتاج هذا العام في مزرعته قال شاشية “المحصول جيد رغم الجفاف هذا العام، وتحصلنا على مياه من السدود رغم النقص الذي عانته، ولنا ماء من الآبار المحلية التي حفرها أجدادنا، ثم أتت أمطار سبتمبر، فتمكنا من تجاوز تحديات الموسم.”وأضاف “تزودنا من مياه قنال مجردة الوطني القبلي (قنال يربط بين سدود الشمال التونسي ومحافظة نابل) حتى آخر أغسطس، وفي سبتمبر أتت أمطار أنقذت الموسم.”وقال شاشية إن “العمل في ضيعتنا يتم على مدار العام، إذ نقوم بتحليل ورق الأشجار لنرى ما الأسمدة التي يمكن أن نزود بها الشجرة.”وتابع “ثم نقوم بتقليم الأشجار ونحميها، ثم نسقيها ونزيل الأعشاب الطفيلية، ثم نضع الأسمدة، ونعتمد الري قطرة قطرة.”وأضاف “بعد إزهار الأشجار نقوم برش الأسمدة على الأعواد أو عبر المياه.. خلال سنوات الجفاف خفنا على مزارعنا، وكان هناك ضياع للأشجار التي تدهورت بشكل سريع.”وعن مجابهة هذه الأوضاع قال شاشية “نتأقلم مع الوضع، فنقوم بقلع أشجار وغراسة أخرى، ولنا في الضيعة أشجار تعود إلى عام 1962 وأشجار تعود إلى التسعينات.”وبشأن أسعار البرتقال قال شاشية إن “الأسعار في بداية هذا الموسم كانت جيدة، ولكن الآن تراجعت، والبرتقال مرتبط بأسعار المنتوجات الأخرى مثل الزيتون والتمور.”
وبخصوص المشكلات التي تواجه مزروعات البرتقال قال شاشية إن “كلفة العمل ارتفعت وهامش العائدات تراجع ومردودية الشجرة تدهورت، بعد أن كانت تعطينا 200 أو 300 كلغ، الآن نقصت، وهناك أشجار ماتت.”كما أن “كلفة الأدوية ارتفعت، والماء ازداد الطلب عليه، إذ كنا نسقي الأشجار عادة من يونيو إلى نهاية أغسطس 6 مرات، ولكن الآن بعد الجفاف أصبحنا نسقي الأشجار مرتين فقط شتاء وصيفا.”وزاد أن “مَن يمكنه مواجهة المصاريف ويستعمل مواد مقوية، يمكن أن يتحصل على إنتاج جيد. ومَن ليست له أموال ولا ماء، يتراجع إنتاجه للأسف.”أما رئيس الاتحاد الجهوي للزراعة بنابل عماد الباي فقال “حسب المحصول الموجود هذا العام على مستوى محافظة نابل أو الجمهورية، يعتبر فوق المتوسط من ناحية الكمية، ومن ناحية الجودة هذا العام أفضل.”و”تمثل نابل 75 في المئة من الإنتاج الوطني من البرتقال هذا العام في حدود 260 ألف طن، وعلى مستوى الجمهورية لنا محصول بحوالي 380 ألف طن، بزيادة 5 في المئة عن الموسم الماضي،” كما أردف الباي.وبشأن مخاطر الجفاف قال الباي “في الأعوام الماضية أحسسنا بأن المزارع مهدد، إلا أن التهديد يومي للغابة، وتراه عندما تزور المزارع القديمة.”وأضاف “نحن في نابل لنا 18 ألفا و500 هكتار، منها 9 آلاف هكتار غابة قديمة حدث فيها نقص كبير، لأن مياه الري قلّت.”وقال “في العادة كنا نأخذ 30 مليون متر مكعب من مياه السدود، هذا العام أخذنا 3.2 مليون متر مكعب فقط. الإنتاج كان في الغابة الجديدة، ولكن في الغابة القديمة انعدم الإنتاج، والجميع لجأوا إلى الآبار الخاصة.”وبخصوص أسباب انعدام الماء رغم التزود من السدود، أجاب الباي “رغم وجود قنال وادي مجردة في الوطني القبلي تستمر المشكلة، فعندما تعطيني 3.2 مليونن متر مكعب (…)، فإن الهكتار لا يأخذ سوى 50 مترا مكعبا في الشهر، وهذا لا يفي بالحاجة.” وأضاف أن “هذا العام من له بئر خاصة في ضيعته له إنتاج ومن عول على مياه السدود ليس له إنتاج، فقط حافظ على حياة الشجرة، وثلثا الغابة القديمة لم يعودا منتجين، أي حوالي 6 آلاف هكتار لم تعد منتجة للبرتقال.”وحسب الباي فإن “الأسعار هذا العام متدنية بالنسبة إلى المزارع، ونستغرب وجود كميات كبيرة من الموز تم ضخها هذه الأيام في السوق من الخارج ونافست ترويج البرتقال.”وعن دور التصدير في إعانة المزارع قال الباي “نصدر فقط بين 7 و10 في المئة، والعام الماضي صدرنا 8 آلاف طن من برتقال المالطي الذي له سمعة جيدة في فرنسا علينا أن نحافظ عليها.”واعتبر أن “أبرز مشكلة هي أن الغابة هرمت وانتشرت فيها الأمراض الفطرية والفايروسية، وزاد الوضع تدهورا نقص الماء الذي تسبب في تراجع الإنتاج.” وختم الباي بقوله “عندما يتوفر الماء نتغلب على جميع المشكلات.”


www.deyaralnagab.com