روبوتات صغيرة تمتطي الجمال في سباقات الهجن!!
06.10.2022
كيف يمكن للروبوتات والذكاء الاصطناعي بصفة عامة الحفاظ على التقاليد والموروث الشعبي؟ فقد لجأ عشاق سباقات الهجن في الدول العربية وحتى في أستراليا إلى اعتماد روبوتات صغيرة لتركب الهجن في السباقات كما جرى مؤخرا في سباق الهجن بالأردن.
عمان ـ شهد الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان الأردن لسباقات الهجن، التي تقيمها سنويا لجنة الهجن على مضمار الشيخ زايد في منطقة الديسة. وحظي المهرجان بمشاركة واسعة في سباقاته من خلال مشاركة 500 رأس من الهجن. من الأردن ودول خليجية أخرى.
وعكف منظمو المهرجان منذ سنوات على استبدال الأطفال الذين يركبون الجمال بروبوتات آلية حفاظا على أرواحهم.
وكان الأطفال منذ نشأة هذه السباقات هم من يقودون الهجن المتسابقة، لذا اعتمد عليهم أصحاب الإبل كثيرا واشترطوا أوزانا خفيفة لهم تتراوح بين الـ45 إلى 53 كيلوغراما لركوب المطايا.
وعرف مهرجان سباقات الهجن بالأردن تنافسا مثيرا بين المشاركين إذ شهدت التظاهرة حضورا واسعا من السياح الذين عبّروا عن إعجابهم بتنظيم المهرجان.
وقد نجحت سباقات الهجن منذ سنوات في إدخال الروبوت ليمتطي الهجين والذي يصل وزنه إلى 2 أو 3 كيلوغرامات فقط بدلاً من صعود الأطفال الذين قد يتعرضون إلى الخطر.
الروبوت الذي يشبه الطفل بوزنه الخفيف ويقوم بالركوب على الناقة بدلا منه جاء بعد تجربة فاشلة قامت بها قطر سنة 2002 لروبوت يزن 27 كيلوغراما، كسرته الجمال بعد اكتشاف الخدعة.
بعد هذه التجربة راقب عالمان من علماء الأحياء بدقة سباقات هجن جمال وتصرفاتها المختلفة، وتمكن فريق سويسري من الوصول إلى التصميم الأفضل لـ”الروبوت راكب الجمل”. وقد تمت تجربته بنجاح، وهو الأمر الذي فاجأ حتى فريق العمل نفسه.
وتبعت تجربة قطر تجربة في أبوظبي، حيث أقيم سباق تجريبي شارك فيه الروبوت راكب الجمل بنجاح لينتشر بعد ذلك في سباقات الهجن في مختلف دول الخليج وصحراء أستراليا.
ولهذا الروبوت يدان يمسك بإحداهما الخطام وبالأخرى سوطا لتحريض الهجن على الركض، وذلك عن طريق جهاز تحكم عن بعد يتلقى من خلاله الروبوت التعليمات لاستعمال السوط لتعطي الجمال طاقتها القصوى في السرعة.
وقال خبير الروبوتات في معهد ماساشوسيتس التكنولوجي في بوسطن كارل لاجنيما عن الروبوت الذي مثّل تزاوجا نادرا بين التكنولوجيا والتراث الشعبي، “بالرغم من غرابة هذا التطبيق الذكي من النواحي التقنية، أثبت أنه جدير بالتحقيق على أرض الواقع. وهو يعتمد على مبادئ التحكم بالحركات المحدودة التي تقوم بها الإبل أثناء السباق، وأيضا على درجة الأتمتة المراد تحقيقها لهذه الحركات”.
وتطورت بعد ذلك تصاميم الروبوت، فازداد ذكاء وصار في وسعه تحقيق الميلان الخفيف من جنب إلى آخر كالإنسان تماما حين يشد لجام الحصان. ويرى المشرفون على سباقات الهجن في الدول العربية أن الاتجاه يسير نحو التوقف عن استخدام كل الركاب من البشر.
وحظرت عدة دول خليجية مشاركة الأطفال في الرياضة البدوية التقليدية في السنوات الأخيرة، بعد أن قالت جماعات حقوقية إن الصغار غالبا ما يصابون، وإن بعضهم تعرض إلى الخطر وغير ذلك من الحوادث.
لكن الروبوتات رغم نجاحها في توجيه الإبل، لما تعتمد عليه من أجهزة تحكم عن بعد، يظل الاعتماد على البشر لا بد منه في أوقات أخرى، خاصة وأن الراكب الآلي مجهز براديو حتى يتمكن المدرب الذي معه من التواصل مع جمله خلال السباق وبزرّ النقر إلى الدخول دون مفتاح للتفعيل السوط وحث الجمل على السرعة.يذكر أن الروبوتات الناشطة في المجال الرياضي قد انتشرت منذ أواخر القرن حيث نجد لاعب كرة السلة “كيو” والذي تم تطويره ليصبح بشكل إنسان طوله نحو 230 سنتيمترا ووزنه نحو 99 كيلوغراما، كما نجد “فورفيوس” الذي يلعب كرة الطاولة كالبشر، بل تفوّق على الكثير من اللاعبين المحترفين.وانتصر الروبوت على الإنسان في الألعاب الذهنية مثل الشطرنج والبوكر. ويتوقّع خبراء الذكاء الاصطناعي أن يصل عدد الروبوتات في العالم إلى عشرة مليار روبوت بحلول 2050 تتعايش مع الإنسان على كوكب الأرض.
www.deyaralnagab.com
|