إثيوبيات يقفزن بألواح السكيت فوق الأحكام المسبقة!!
21.08.2022
أديس أبابا – بسراويل الجينز أو بالملابس الرياضية أو حتى بالعباءة، تنفذ شابات إثيوبيات حركات وقفزات استعراضية على حلبة التزلج على الألواح (السكيت بورد) في أديس أبابا، متحديات في آن واحد قوانين التوازن والأحكام المسبقة التي تريد إبقاءهنّ في المنزل.وتنتمي هؤلاء الشابات الآتيات من خلفيات متنوعة إلى مجموعة “إثيوبيان غيرل سكيترز” المحصورة في الإناث، والتي أسسها في ديسمبر 2020 المتزلج ميكي أسفاو والمتزلجة سوسينا تشالا.وتهدف المجموعة إلى توفير إطار للفتيات والمراهقات لتعلم التزحلق على الألواح وممارسته، وهي رياضة آخذة في الازدهار منذ بضع سنوات في أديس أبابا، ولكن يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها مخصصة للفتيان.وهذا لا يعني أن مختلف الرياضات النسائية في إثيوبيا تعاني من نفس النظرة الدونية.من غير الشائع كثيرا أن تتزلج الفتيات لأن الناس لا يشجعونهن، لذلك يعمل بعضهن على كسر هذه الحواجز الاجتماعيةوتشرح سوسينا تشالا (24 عاماً) التي تعتبر من أولى ممارسات التزلج بالسكيت في إثيوبيا أن “النساء والفتيات يواجهن صعوبة كبيرة للاندماج في المجتمع”، مضيفة “حتى التزلج مع الفتيان صعب جداً، لأن الناس يعتقدون أن على الفتيات أن يساعدن والديهن في المنزل وكأنهن خلقن لذلك”.وتشير الشابة التي نالت شهادة جامعية في اختصاص العلوم وشاركت أيضاً في تأسيس “ديستا”، وهي أول شركة إثيوبية لتصنيع ألواح التزلج، إلى أن “إثيوبيان غيرل سكيترز” مكّنت أكثر من 150 فتاة أو شابة من ممارسة هذه الهواية.وتلاحظ مصممة الأزياء هانا بليس (22 عاماً) التي بدأت مزاولة السكيت قبل عامين أن “من غير الشائع كثيراً أن تتزلج الفتيات، لأن الناس لا يشجعونهن. ولكن يجب أن تكون إحداهنّ رائدة، وأن تبدأ مجموعة ما، وقد كنا الأوليات، وهذا شرف لي أن أكون ضمن هذه المجموعة”.بداية ظهور رياضة التزلج على الألواح “سكيت بورد” كانت مع منتصف القرن الماضي، ومع مرور السنوات بدأت هذه الرياضة تلاقي انتشارًا واسعًا بداية من التسعينات واكتسبت شعبية كبيرة في دول العالم خاصة لدى العديد من الشباب الذين نالت اللعبة إعجابهم ووجدوا فيها شغفهم الخاص.وفي كل يوم سبت، تجتمع المتزلجات في حديقة التزلج هذه التي أقامتها في العاصمة الإثيوبية، مجموعة “إثيوبيا سكيت” – وسوسينا من أعضائها – بمساعدة منظمة “ميك لايف، سكيت لايف” غير الحكومية الأميركية التي تتولى بناء منشآت كهذه لصالح المجتمعات المعوزة في مختلف أنحاء العالم.وفي هذه الحديقة، كل شيء مجاني. فالتبرعات هي مصدر تمويل المجموعة، فيما تتولى “ديستا” تأمين الزلاجات.وفيما تحاول بعض الفتيات الصغيرات الحفاظ على توازنهن من خلال التزلج بحذر لبضعة أمتار، وتمسك صديقة بأيديهن أحياناً، تطلق أخريات العنان لزلاجاتهنّ بأقصى سرعة على المنحدرات أو المطبات الخرسانية.
وتتعلم كل الفتيات تحمّل الكدمات والجروح التي لا مفر منها، ولكن أيضاً تجاهل الانتقادات.وتؤكد الطالبة إيمان محمود التي تمارس السكيت منذ 18 شهراً مرتديةً عباءة سوداء ومنتعلةً حذاءً رياضياً أن التزحلق على الألواح علّمها التغلب على مخاوفها “وعدم الالتفات إلى ما يقوله الآخرون عنها كفتاة تمارس مثل هذه الرياضة، وهو أمر غير مـألوف في نظر المجتمع”.وتضيف “لكنني أحببتها بكل بساطة. إنها تجعلني سعيدة إلى درجة لا أستطيع تفسيرها”.وعلى عكس السكيت بورد تتوافد الإثيوبيات على مراكز رياضة ألعاب القوى أملا في تحقيق حلم الوصول إلى العالمية ببطولات ألعاب القوى على غرار العديد من الأبطال.
ويحلم المسؤولون على مركز “تيرونيش ديبابا” الرياضي في مدينة أصيلة بأن يصبح مركزهم الذي تأسس في عام 2009 مصنعا لأبطال ألعاب القوى، ونافورة للمواهب الرياضية، والكثير من الإثيوبيين يعيشون هذا الحلم، كما يقول مدير المركز بيزونيه كيبو.وتعتبر كرة القدم من أكثر الرياضات شعبية في إثيوبيا لدى النساء، ودخل فريق كرة القدم للسيدات عقده الثالث حيث أسس قبل 22 عامًا.
على مدار عقدين من الزمن، حققت كرة القدم النسائية في إثيوبيا نتائج مشرفة ورائعة، وظهرت أسماء رائعة في عالم كرة القدم النسائية، وعلى رأسها اللاعبة الشهيرة “لوزا أبرا”.وقالت مدربة المنتخب برهانو جيزاو، إن سر نجاح فريق كرة القدم للسيدات هو إعطاء المرأة الفرصة والأولوية، موضحة أنه يجب على جميع الأندية الإثيوبية أن تولي اهتمامًا متساويًا للرجال والنساء، مما يساعد على تطوير كرة القدم النسائية في إثيوبيا.كما انتقدت الافتقار إلى البنية التحتية المتعلقة بكرة القدم في الملاعب والأندية، متسائلة “كيف يمكن لإثيوبيا، مؤسسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، ألا تمتلك ملاعب تلبي المعايير الدولية وتعزز قدرات كرة القدم في كرة القدم؟”.
www.deyaralnagab.com
|