محلات تجارية في الجزائر تتفرغ لبيع الحلويات التقليدية خلال رمضان!!
09.04.2022
*لا تغيب الحلويات التقليدية عن الأسر العربية خلال سهرات شهر رمضان، لذلك يتحول الكثير من التجار في الجزائر وخاصة أصحاب المطاعم وصناع البيتزا إلى إعدادها وبيعها في غياب الشروط الصحية وذلك بحثا عن الربح الوفير حتى أن هناك من يبيعها على قارعة الشوارع.
الجزائر - يعرف شهر رمضان في الجزائر العاصمة ظهور نشاطات تجارية مؤقتة ولكن مربحة للعديد من التجار الذين يتحولون إلى باعة زلابية وحلويات متنوعة تعرض في مختلف الأحياء والساحات.
وتبقى الزلابية بألوانها الحمراء أو الصفراء أو البرتقالية الحلوى الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان حيث تحطم الأرقام القياسية في المبيعات على غرار قلب اللوز أو أيضا المقروض وبعض الحلويات التقليدية التي يتم الإقبال عليها في مثل هذه المناسبات.
وتشهد شوارع ساحة الشهداء في الجزائر العاصمة وأزقتها انتشارا ملحوظا لباعة هذه الحلوى التقليدية المصنوعة من السكر والدقيق والتي تعرف إقبالا كبيرا من الزبائن على الرغم من شروط النظافة التي لا يتم احترامها غالبا.
وإذا كانت هذه الحلوى التقليدية مستمرة في جلب العديد من الزبائن لاسيما خلال شهر رمضان، فإن التجار المحفزين بدافع الربح السريع يلجأون إلى تغيير نشاطهم والتحول لممارسة هذه لتجارة المربحة التي ما فتئ الطلب يتزايد عليها في شهر رمضان المعظم.
وفي هذا الصدد يؤكد أحمد صانع البيتزا الذي تحول إلى تاجر مناسباتي للزلابية أن "الزلابية يكثر عليها طلب الزبائن خلال شهر رمضان وهي بالتالي استثمار مربح".
فمن صانع وبائع للبيتزا بمحل صغير يتواجد بحي باب الواد الشعبي، اضطر إلى غلق محله خلال شهر رمضان، وقرر تحويل تجارته إلى نقطة لبيع الزلابية والمشروبات التي تصنع من الليمون ولا تخلو مائدة إفطار منها.
وأضاف لوكالة الأنباء الجزائرية "لقد قررت مواصلة النشاط خلال شهر رمضان وذلك من خلال تغيير النشاط، لأن الاستثمار في تحضير وبيع الزلابية وقلب اللوز، نشاط جد مربح".
أما مراد الذي يعدّ من رواد تلك الأماكن فقد أشار إلى أن عدد باعة الزلابية يشهد ارتفاعا بمناسبة شهر رمضان، مضيفا أن "أولئك الذين لا يملكون محلات يبيعونها على طاولات مبسوطة في الشوارع المتاخمة للأسواق".
وتعد الزلابية عروس الحلويات التقليدية حيث لا يكاد يخلو تجمع سكاني من محلات تصنيعها خلال رمضان، لكن المدينة الأشهر في صناعة هذه الحلوى التقليدية تظل "بوفاريك" بمحافظة البليدة (جنوب العاصمة).
وتتضارب الروايات حول أصل تسمية الزلابية، فيرجعها البعض إلى اسم زرياب الأندلسي الذي ابتكرهَا عندما سافرَ إلى الأندلس ثم المغرب العربي حيث حُرّف اسمه من زرياب إلى زلياب.
وقال الباحث في تاريخ الحضارة الأندلسية فوزي سعدالله "يشيع الاعتقاد بأن الزلابية شهدت النور في الربوع الأندلسية، وأنّ اسمها مشتق من اسم مبتدعِها المفترَض الفنان مُتعدِّد المواهب زِرْيَاب، وهو أبوالحسن علي بن نافع، مُغني بلاط قرطبة الأموية خلال العقود الأولى من القرن التاسع الميلادي".
ومنهم من يقول إن أحدَ التُجّارِ أمرَ طبّاخَهُ بطهِي الحَلوى فلم يكن في المطبخِ إلا الزيت والسكر والدقيق، فعجنها ووضعها في المقلاة، وعندما رأى الزلابية غريبةَ الشكلِ قال باستهجان، إنها "زلَةٌ بيَ!" أي أني أخطأت في إعدادِها طالباً بذلك عفو سيده، فأصبحت من هنا، "زلةُ بي".. أو زلابية..! وتبقى هذه الرواياتُ الأكثرُ شيوعا".
وقالت الحاجة ذهبية، التي التقيناها في محل لبيع الزلابية إن "مائدة رمضان لا تخلو من الزلابية سواء عند الإفطار أو خلال السهرة".
وعلى مستوى أسواق الساعات الثلاثة تم تحويل نشاطات بعض المحلات، على غرار محلات الوجبات السريعة والمقاهي، إلى فضاءات لبيع المشروبات والزلابية وغيرها من الحلويات التقليدية التي يكثر عليها الطلب في مثل هذه المناسبات لاسيما قلب اللوز والقطايف وتورتات الفواكه الموسمية.
ويعتبر سمير، صاحب مطعم للوجبات السريعة، أن تغيير النشاط خلال شهر الصيام لتحضير وبيع الزلابية يسمح بتحقيق ربح وفير. حيث يقول “أتوفر على الوسائل اللازمة لمباشرة هذه المهنة شريطة احترام تعليمات النظافة والسلامة إرضاء الزبون".
من جهته، أكد ممثل مديرية التجارة وترقية الصادرات بولاية الجزائر العاصمة دهار عياشي أنه لا يوجد ترخيص يسمح للتجار بتغيير نشاطاتهم دون تغيير رمز نشاط السجل التجاري لدى المركز الوطني للسجل التجاري.
ويشترط على التاجر لتغيير نشاطه أن يعمد إلى تغيير رمز النشاط لدى مصالح السجل التجاري، حسب عياشي الذي ذكر بأن التجار المخالفين معرضون لعقوبة غلق محلاتهم. وأضاف في ذات السياق قائلا إنه من أجل التصدي لهذه الممارسات المعهودة في رمضان تم تسخير فرق رقابة و قمع الغش في الميدان بغية مطاردة التجار الذين لا يحترمون القانون.
من جهته قال مصطفى زبدي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، إن الخبازين وصانعي الحلويات فقط هم من يمكنهم توسيع نشاطاتهم إلى تحضير بعض الأصناف من الحلوى مثل قلب اللوز والبقلاوة وغيرها.
الزلابية عروس الحلويات التقليدية فلا يكاد يخلو تجمع سكاني من محلات تصنيعها في رمضان، لكن المدينة الأشهر في صناعتها تظل "بوفاريك" بمحافظة البليدة
وأوضح زبدي أن هذه المحلات مهيأة مسبقا بالتجهيزات الضرورية والأدوات اللازمة لتحضير الحلويات. ويرى زبدي أن المستهلك الجزائري أصبح "حذرا" إذ لا يقتني مستلزماته إلا من المحلات التي تحترم معايير الصحة والسلامة.
واعتبر الأمين العام للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين حزاب بن شهرة أن المستهلك الجزائري قد بلغ مرحلة من النضج تجعله يقتني مستلزماته من الفضاءات التجارية التي تراعي قواعد النظافة. وانتهز بن شهرة الفرصة لدعوة التجار غير الشرعيين إلى تسوية وضعياتهم من أجل تنظيم أفضل للقطاع.
www.deyaralnagab.com
|