فلسطينيات يكسرن قيود المجتمع بفنون القتال!!
30.01.2021
**عشرات الفلسطينيات من مختلف الأعمار يقبلن على ممارسة رياضة الووشو القتالية.
رام الله ـ تتجمع العشرات من الفتيات الفلسطينيات داخل قاعة في أكاديمية “سبورت بلس” لتعليم العديد من الرياضات الفردية والجماعية في مدينة رام الله بالضفة الغربية، بهدف تعلم أساسيات الفنون القتالية.
وتشهد محافظات الضفة الغربية زيادة ملحوظة في عدد الفتيات المهتمات بإتقان فنون “ووشو كونغ فو” القتالية، رغم نظرة المجتمع لهن، بسبب أن هذا النوع من الرياضة للرجال دون البنات لأنها تسلبهن أنوثتهن بحسب ما يعتقد البعض.
وتقول بيسان جرار، إحدى المدربات الخاصة بالفتيات لوكالة أنباء شينخوا، إن عدد الفتيات اللواتي ينضممن إلى الحصص الخاصة بتعليم الووشو الصينية يتزايد بشكل مستمر.
وتضيف جرار البالغة من العمر (25 عاما)، أن إقبال الفتيات على مثل هذه الرياضة يعتبر ظاهرة “جديدة”، خاصة أن المتعارف عليه لدى المجتمع الفلسطيني أن الرياضة القتالية مقتصرة على الرجال فقط.
وترى بعض أمهات الشابات اللاتي يقبلن على الرياضات القتالية أنها رياضة لا تناسب جسد الفتيات الناعم، وتزداد مخاوفهن من أن يعزف الرجال عن الزواج بهن، في حين ترى أخريات أن الفنون القتالية تحمي بناتهن من التحرش والاعتداءات في الشوارع، ثم إن الرياضة القتالية تساهم في صقل شخصية الفتاة وتجعلها معتدة بنفسها وبقراراتها.
رياضة الووشو أسلوب قتالي يتبنى مبادئ الفضيلة والسلام ويتجنب العدوان والعنف، وهي لعبة يتم توارثها عبر الأجيال
وتشير جرار إلى أنه على عكس ما هو ما متعارف عليه بأن الفنون القتالية تهدف إلى العنف، إلا أنها في الواقع تعمل على تعليم الأشخاص السيطرة على كافة عضلات الجسم والربط المباشر ما بين عواطفهم وعقولهم لاتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب في حالة الدفاع عن النفس.
وتعتبر رياضة الووشو أحد أنواع فنون الكونغ فو القتالية، وتعد رياضة استعراض والتحام كامل نابعة من الفنون القتالية الصينية، ولها أساليب قتال عديدة.
وعلى الرغم من كون رياضة الووشو أسلوب قتال، إلا أنها تتبنى مبادئ الفضيلة والسلام، وتدافع عنها، وتتجنب العدوان أو العنف، وهذه القيم تتوارثها فنون القتال المختلفة من جيل إلى آخر.
وتقوم رياضة الووشو على عدد من مجموعات الحركة وأنماط الملاكمة، ومهارات حمل السلاح، وبعض أعمال القتال المثيرة، إلا أنها تحتفظ بوظيفتها الأصلية، وهي الدفاع عن النفس.
وتقول جرار إن الووشو لها تاريخ طويل في فنون القتال الصينية، إذ تم تطويرها في عام 1949 في محاولة لتوحيد الممارسات الصينية التقليدية.
وتضيف أن الووشو ومعظم فنون القتال الصينية تعتمد أولا على العقل، حيث تعلم الشخص التركيز على محيطه، ولكن بصرف النظر عن المساعدة على التركيز، فإنها تحسن الصحة أيضا.
وتشير إلى أنها كانت الفتاة الوحيدة المهتمة بإتقان هذا النوع من الرياضة، حيث أنها مرت بالعديد من المعوقات، لاسيما النظرة السلبية التي كانت تعاني منها من قبل مجتمعها، خاصة وأنها ترتدي الحجاب.
وفي محاولة منها لتغيير الرأي الخاطئ، أصرت الشابة على الفوز بجوائز محلية ودولية وأن تصبح مدربة لرياضة الووشو في الضفة الغربية لتثبت للآخرين أن المرأة يمكن أن تحقق أهدافها من خلال التصميم.
وتقول “شعرت بسعادة بالغة عندما فزت بالميدالية الفضية في المسابقة الإقليمية التي أقيمت في لبنان”، مضيفة أنها رفعت اسم فلسطين من خلال مشاركتها في بطولات أخرى.
وانضمت الفتاة بتول عبدالوهاب إلى فريق الووشو كونها رياضة جديدة للفتيات الفلسطينيات. وتقول بتول، وهي إحدى المتدربات بعد أن انتهت من استعراض قدرتها على أداء فنون القتال أمام زميلاتها ومدربتها، “لقد ساعدني ذلك على تغيير شخصيتي وأصبحت أقوى وأكثر انتظاما في حياتي”.
وتعتقد الفتاة البالغة من العمر (14 عاما) بأن إتقان الفنون القتالية الصينية يساهم بشكل كبير في المساواة بين الرجل والمرأة، خاصة أن هذا النوع من الرياضة يحتاج إلى العقل أكثر من العضلات.
وتوضح أن “المجتمع ليس حكرا على الرجال فقط، بل يضم النساء معهم أيضا، ويجب علينا جميعا أن نعيش في نفس الظروف”، مضيفة أنها تطمح إلى المشاركة في المسابقات العالمية.
وبحسب طارق خليفة رئيس الاتحاد الفلسطيني لووشو كونغ فو، تتقن نحو 300 فتاة من مختلف الأعمار في الضفة الغربية رياضة الووشو.
ويقول خليفة لـ(شينخوا) إنه يمكن لأي فتاة أن تنضم إلى هذه الرياضة مهما كان عمرها ومهاراتها الجسدية، إذ يمكن تدريبها وتأهيلها لتصبح لاعبة محترفة ومؤهلة للمشاركة في البطولات العربية والدولية.
وبحسب خليفة، فقد فاز عدد من الفتيات الفلسطينيات بميداليات ذهبية وفضية وبرونزية خلال العامين الماضيين، وذلك بفضل تطوير البرامج التدريبية التي اعتمدها اتحاد الووشو كونغ فو الفلسطيني.
www.deyaralnagab.com
|