logo
1 2 3 41135
"سلطان الفواكه".. يساعد اليمنيين على كسب أرزاقهم!!
08.08.2020

صنعاء - ينطلق مئات اليمنيين من مزارعين وباعة متجولين مع بزوغ أشعة الشمس في الصباح الباكر، إلى التلال القاحلة في الضواحي الجنوبية الشرقية للعاصمة اليمنية قصد جمع ثمرة التين الشوكي المعروفة محليا باسم “البلس”.
وتمثل هذه الفترة موسم جني التين الشوكي في اليمن الذي مزقته الحرب الأهلية المستمرة منذ خمس سنوات.
ويبدأ موسم قطاف هذه الثمرة في مايو ويستمر طيلة فصل الصيف، وهي كثيرة الفوائد الطبية والغذائية، وينتشر بائعوها في الكثير من الأسواق والمحلات والحواري الشعبية بعربات متنقلة أو يستقرون خلف بسطات ثابتة.
ويعد التين من بين الفواكه الأكثر مبيعا في السوق المحلية لما يتمتع به من طعم لذيذ فضلا عن فوائده الصحية وانخفاض ثمنه.
وتحول الكثير من المزارعين اليمنيين بعد اندلاع الحرب إلى زراعة هذا النوع من النباتات الصحراوية الشوكية في مزارعهم.
وكانت الحرب الطويلة في اليمن قد أدت إلى نقص شديد في الوقود تسبب في توقف مضخات الري وحولت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة إلى حقول قاحلة.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال أحمد مطهر من أمام مزرعته في منطقة غيمان بمديرية خولان على بعد حوالي (30 كم) جنوب شرق صنعاء، إن “زراعة هذه الفاكهة مربحة وتحقق دخلا جيدا لأنها تنمو بسرعة ولا تحتاج إلى الكثير من الري”.
وأضاف “يلجأ الكثير من الشباب إلى هذه الفاكهة الموسمية لبيعها على عربات في الشوارع لكسب العيش لعائلاتهم”.
ويتجمع الكثير من الشباب والشيوخ في زوايا الشوارع والأسواق المزدحمة في صنعاء، وهم يدفعون بعربات اليد المليئة بثمار التين الشوكي.
و“الهندية” ثمرة أُطلق عليها الكثير من الأسماء، كالصبار في سوريا والعراق، والبلس في اليمن، والبرشومي في السعودية، والتين الشوكي في مصر وكرموس النصارى في ليبيا والهندي في الجزائر وتونس، ويطلق عليه التونسيون أيضا تسمية “سلطان الغلة”.
وتؤكل هذه الثمرة على قارعة الطريق قرب بائعها الذي يقشرها للزبون لسمك قشرتها الخارجية والمكسوة بالأشواك، بعدما يزيلها بسكين حادة، وقد ارتدى قفازات سميكة للحفاظ على كفيه من وخزات الأشواك المؤلمة.
والتين الشوكي ذو مذاق طيب يشتريه الفقراء والأغنياء على حد السواء، ولا يكتفي البعض بتناوله بل ويحمل معه كميات مُقشرة منه إلى البيت.
ويقول طلال عبدالرحمن، وهو أحد سكان مدينة صنعاء، “جئت لشراء التين.. إنه لذيذ وصحي ورخيص الثمن”.
وتسببت الحرب في انهيار اقتصاد البلاد، ودمرت البنية التحتية والقطاع الزراعي.
وقال برنامج الغذاء العالمي في بيان إن “اليمن يشهد أكبر أزمة جوع في العالم”، وحذر من أن “الملايين يعيشون على حافة المجاعة والوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم”.
ووفقا للبيان، فإن “أكثر من 20 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم حوالي 10 ملايين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد”.
وتكافح ملايين العائلات من أجل الحصول على وجبة طعام واحدة باليوم وسط انخفاض سريع في قيمة عملة البلاد وتوقف دفع الرواتب.
ويزداد الوضع سوءا يوما بعد يوم، مما أجبر الملايين من اليمنيين على البحث عن أي فرصة عمل بأجر يومي.


www.deyaralnagab.com