logo
1 2 3 41135
العبودية المعاصرة.. انتهاكات مقننة ضد أصحاب البشرة السمراء في الدول العربية!!
14.07.2020

جورج فلويد ليس الوحيد الذي تعرض للاختناق بسبب لون بشرته السمراء، وإنما هناك الآلاف الذين يتعرضون لصور عديدة من العنصرية في الدول العربية، إذ تمثّل الانتهاكات ضد العاملات المنزليات الأفريقيات أحد أوجه العنصرية في العالم العربي.
وقد أسهمت موجة الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في الولايات المتحدة الأميركية عقب مقتل جورج فلويد، في تسليط الضوء على انتشار الممارسات العنصرية في المجتمعات العربية.
وقالت الكاتبة سارة دعدوش في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن الضجة العالمية التي أثارها مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس، خلقت شعورا متناميا بالاستياء من الانتهاكات ضد المهاجرين الأفارقة والآسيويين من ذوي البشرة الداكنة، وأثارت جدلا واسعا حول مظاهر العنصرية المنتشرة في المجتمعات العربية.
أزمة العاملات الإثيوبيات
في لبنان، طفت على السطح مؤخرا أزمة العاملات الإثيوبيات اللاتي تُركن دون مأوى أمام قنصلية إثيوبيا المغلقة في بيروت.
ونقلت الكاتبة عن إحدى العاملات أن صاحب المنزل الذي كانت تعمل فيه طردها دون سابق إنذار، وأضافت أنه كان يعتزم تركها أمام القنصلية الإثيوبية على غرار العشرات من العاملات اللاتي تم الاستغناء عنهن خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت العاملة "تيغيست"، إن صاحب العمل يحتجز جواز سفرها وهاتفها، ولم يدفع لها مستحقاتها لسنة كاملة، بحسب دعدوش.
الممارسات العنصرية
اعتبرت آية محجوب، الباحثة اللبنانية في منظمة هيومن رايتس ووتش، أن هذه الأزمة التي تزامنت مع حركة "حياة السود مهمة" أظهرت للمجتمع الوجه الحقيقي للعنصرية في الدول العربية والطريقة التي يُعامل بها العمال الأجانب.
وقالت محجوب إن الناس بدؤوا يدركون أن الاعتداء على العاملات المنزليات المهاجرات ليس مجرد انتهاكات فردية، بل هو نتاج قوانين تشجع المجتمع على معاملة العاملات الأجنبيات كبشر من "الدرجة الثانية".
وحسب الكاتبة، فإن عاملات المنازل الوافدات من الدول الأفريقية يواجهن أشكالا مختلفة من العنصرية في العالم العربي، وهو الأمر الذي لا يقتصر على عاملات المنازل من إثيوبيا وغانا ودول أفريقية أخرى فقط، وإنما يشمل أيضًا الآسيويات ذوات البشرة الداكنة من إندونيسيا والفلبين.
وأكدت الكاتبة أن العاملات الأجنبيات يتعرضن في بعض الحالات إلى الاعتداء الجسدي والنفسي والجنسي، دون أن تكون لديهن جهة يلجأنَ لها للمساعدة. وقد اعترف وزير العمل اللبناني السابق كميل أبو سليمان بوجود مثل هذه الانتهاكات، ووصفها بـ "العبودية المعاصرة".
وأضافت الكاتبة أن عددا كبيرا من مقاطع الفيديو قد انتشرت على مرّ الأعوام الماضية، ووثقت ممارسات عنصرية خطيرة ضد العمال الأجانب في العالم العربي.
مشاهير يساندون القضية
أشارت الكاتبة إلى أن الكثير من المشاهير العرب ساندوا الاحتجاجات الأخيرة، وحاولوا تسليط الضوء على مظاهر العنصرية المنتشرة في العالم العربي.
ولسنوات، خصصت عارضة الأزياء وخبيرة التجميل السودانية عبير سندر مدونتها على الإنترنت للحديث عن قضايا العنصرية في العالم العربي. وبعد اندلاع الاحتجاجات الأخيرة في الولايات المتحدة، ركزت على نشر العبارات المسيئة التي يوجهها لها بعض المتابعين.
في أحد منشوراتها على إنستغرام، قالت سندر إن إحدى صديقاتها كانت تطلق عليها لقبا عنصريا عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات، وأوضحت أن الطفلة كانت تكرر ما سمعته من والديها. وكتبت سندر "هكذا تصبح العبارات العنصرية بديهية بالنسبة للبعض".
وفي يونيو/حزيران الماضي، احتدم الجدل بعد أن تعرض الممثل المصري ذو البشرة الداكنة محمد رمضان، لسيل من التعليقات العنصرية بعد أن نشر صورته مع ابنه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ومؤخرا، نشرت كل من الممثلة المغربية مريم حسين والمغنية اللبنانية تانيا صالح صورا معدّلة على الإنترنت تظهرهما ببشرة داكنة للتعبير عن تضامنهما مع حركة "حياة السود مهمة".
واضطرت مريم حسين إلى حذف صورتها بعد أن واجهت حملة من الانتقادات، بينما كتبت تانيا صالح "لطالما حلمت بأن أكون سوداء البشرة"، ورفضت حذف المنشور.


www.deyaralnagab.com