“اعتذار لا قيمة له بمقياس تاريخ شعب العراق”، أشعل جدلا لم يهدأ في المواقع الإلكترونية العربية والغربية خاصة البريطانية.وبعد مرور أكثر من 12 عاما على إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، اعتذر رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن “أخطاء” ارتكبت خلال حرب العراق عام 2003. وقال بلير في مقابلة تلفزيونية إن “حقيقة المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها كانت خاطئة”، مؤكدا أن الغزو مهد لظهور تنظيم داعش.في بريطانيا أطلق مغردون هاشتاغات منددة بتوني بلير على غرار “كلب بوش”، و”مصدر الإرهاب الأول” و”الذي جعل من بريطانيا أضحوكة الأمم وضرب عرض الحائط بالاحتجاجات الشعبية”.وعبرهاشتاغ#Tony_Blair_should_stand_trial_for_war_crimes طالب مغردون بمحاكمة بلير كمجرم حرب.كما نشرت عريضة للتوقيع على موقع البرلمان البريطاني تطالب باعتقال بلير. وكان الوصف الأكثر انتشارا في التغريدات “المجرم”. وتساءل مغرد “هل بكلمة sorry تريح ضميرك؟”.عربيا، صاحب الاعتذار أسئلة حائرة لم تجد حلولا، أبرزها ماذا يفيد هذا الاعتذار؟ هل يعيد لنا العراق؟ من يأخذ حق الضحايا؟ ملايين العراقيين قتلوا وملايين آخرين شردوا، رملت ما يقرب من المليون سيدة، وتيتم أكثر من أربعة ملايين طفل، ربما نسبة كبيرة منهم انضموا إلى داعش، واغتيل أكثر من 350 عالما عراقيا. هل تذكرون مأساة أبوغريب؟ وقال عراقيون أيضا من يعيد العراق إلى عهد الدولة؟ هل سيوقف الاعتذار التطهير العرقي؟ هل سينهي الاحتلال الإيراني؟ هل سيعيد الأموال المسروقة والمتاحف المنهوبة؟ وتساءل معلق “ماذا يعني اعتذاره؟ طبعا إعدام صدام حسين ليس بينها”. واعتبر مغردون أن توني بلير ليس سوى مجرم حشر في الزاوية فاضطر إلى الاعتراف. وقال آخرون إنها “محاولة تبييض لصفحته، لكن سواد أفعاله لن تزول بكلمة في الوقت الخطأ”. وانتقد مغرد “ما أتفه بعضهم أعجبتهم جملة: توني بلير يعتذر، وكأننا ننتظر اعتذاره”. وتساءل معلق “أين هم المحامون العرب؟ فرصة قد تجر معه شركاءه في الجريمة”. وتهكم مغرد “الحكومة العراقية لا يهمها ولو اعترف العالم كله لم يهمها. فهي ما كانت لتصل إلى الحكم لولا هذا الخطأ”.وقال حافظ أبو سعدة “رغم اعتذار بلير إلا أنهم يكررون نفس السيناريو في سوريا، لا دروس مستفادة”. وجزم مغرد “المشكلة أننا نعلم ما هي طموحاتهم.. بالمقابل لا نفعل أي شيء!!