العراق :هروب أبرز مساعدي «أبو عزرائيل» إلى النمسا وحملة لملاحقة «ميليشيا الحشد» اللاجئين إلى أوروبا!!
12.09.2015
أكدت مصادر متطابقة من محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، ومعسكر لاجئين قرب العاصمة النمساوية أن أبرز مساعدي القيادي المشهور في ميليشيا الحشد الشعبي «أبو عزرائيل» فرّ من المعارك الدائرة في مدينة بيجي، ووصل ضمن قافلة لاجئين إلى معسكر نمساوي مخصص للإسكان المؤقت.وقال مصدر عامل في كتائب الإمام علي «أحد فصائل الحشد الشعبي» إن العديد من مقاتليهم تداولوا قبل أسبوعين أخبارا عن هروب أبرز مساعدي «أبو عزرائيل» ويدعى «سجاد علي العتبي» وذلك أثناء الإعداد لهجوم كبير على منطقة البوجواري في شمال قضاء بيجي التابع لمحافظة صلاح الدين.واضاف المصدر أن بعض المقربين من أبو عزرائيل نفوا الخبر وأكدوا أن العتبي يتمتع بإجازة مطولة حصل عليها من أجل قضاء بعض المتعلقات العائلية، مستدركاً بأن خبر الهروب عاد مجدداً إلى الظهور بعد تناقل أخبار موثقة عن مشاهدة العتبي في تركيا وهو يستعد للسفر إلى جهة ثانية.وتابع أن معلومات مؤكدة وصلت اليهم من شباب مهاجرين تفيد بأن المساعد العتبي سلك معهم طريق تركيا إلى اليونان، وبعدها تنقل في الطريق المعهود لحين وصوله إلى النمسا حيث استقر في معسكر مؤقت للاجئين.من جهته أوضح الشاب بلال فزع البياتي أنه رافق سجاد العتبي «ابو زهراء» في عموم الرحلة التي تنقلوا فيها منذ الخروج من تركيا وحتى افترقوا في النمسا حيث تم ترحيل العتبي إلى معسكر «ترايسكيرشن» المؤقت للاجئين قرب العاصمة فيينا، في حين أكمل البياتي رحلتة إلى المانيا واستقر في بلدة هايديناو.وبين أن «العتبي زعم في بداية الرحلة أنه يعمل في مهنة البناء، ويسكن شرق العاصمة بغداد؛ ولكنه وبعد قطع أشواط من الرحلة أخبره بحقيقة المنصب الذي يشغله، ومكانته المقربة من القائد في ميليشيا الحشد أبو عزرائيل والذي أطلعه على مجموعة صور تجمعهم، ويحتفظ بها على هاتفة النقال»، مضيفاً بأن صديقه كان مصمما على العمل من أجل حياة جديدة في مكان خارج العراق.إلى ذلك بدأ نشطاء عراقيون بنشر مجموعة من المقاطع المصورة التي تبين وصول عدد كبير من مقاتلي ميليشيا الحشد إلى دول أوروبا بعد فرارهم من جبهات القتال ضد تنظيم الدولة.وفي أول ردود الأفعال على الظاهرة أصدر القيادي في ميليشيا الحشد «أبو عزرائيل» شريطا مصورا حذر فيه مما أسماه «مخطط أمريكي إسرائيلي» لإفراغ العراق من عناصر الحشد الشعبي بواسطة تسهيل هجرتهم إلى الدول الأوروبية، بينما تسابق عدد من زعماء التحالف الشيعي الحاكم في العراق إلى توجية كلمات متلفزة إلى الشباب ينصحونهم فيها بالتراجع عن قرار الهجرة إلى الخارج.وكانت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للبرلمان العراقي قد أكدت في وقت سابق ان حصيلة الهجرة بلغت أكثر من 400 ألف عراقي خلال شهري تموز/يوليو وآب/اغسطس ومطلع شهر أيلول/سبتمبر الحالي، مبينةً ان الاحصائيات تشير إلى ان فئة الشباب يشكلون أكثر من 70 ٪ من عدد اللاجئين.ومن جهة أخرى دشن مركز حقوقي يتخذ من العاصمة البريطانية مقراً له حملة لملاحقة عناصر ميليشيا الحشد الشعبي العراقية الفارين مع مجاميع اللاجئين المتوجهين إلى الدول الاوروبية.وقال مدير المركز الوطني للعدالة الدكتور محمد الشيخلي إنه قام بإرسال كل الوثائق والأدلة المتوفرة إلى سلطات الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي من أجل عدم السماح لأدوات القتل الطائفي من أن تنتهز فرصة النزوح واللجوء إلى أوروبا، مضيفاً أن هذه العناصر ستعتبر خلايا دموية نائمة في المجتمعات الإنسانية، وبالضرورة فإنها سترتكب جرائم بحق الأبرياء.واضاف في تصريح خاص لــــ«القدس العربي» أن المركز الوطني للعدالة اتخذ إجراءات عاجلة بجمع وتوثيق صور وأفلام والأدلة القانونية المعتبرة ومن ثم تزويد الجهات ذات العلاقة بها في دول الاتحاد الاوروبي لغرض تدقيقها وعدم السماح لهؤلاء من استغلال التعاطف الدولي والأوروبي مع موجات النازحين من مناطق الصراع في العراق وسوريا.وبين الشيخلي أنهم يمتلكون تعاون hوثيقا مع المنظمات الحقوقية الدولية لغرض التصدي لهذه المجموعات الدموية، مشدداً على ضرورة رفض معاملات لجوئهم وتوقيفهم والقصاص منهم وفقا للقانون، مشيراً إلى انهم مستمرون في حملتهم الإنسانية هذه.دعا التجمعات من اللاجئين بضرورة إبلاغ سلطات الهجرة مباشرة في حالة اكتشاف اللاجئين لمثل هذه العناصر الدموية والتي تحاول أن توجد لها أماكن للتجمع في الأراضي الأوروبية، مطالباً كل سلطات الهجرة الأوروبية بضرورة تدقيق قضايا اللاجئين من الناحية الأمنية تخوفأ من استثمارهم، ومن ثم تجنيد عناصر أخرى قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والسلم في المجتمعات الأوروبية.وكان المركز الوطني للعدالة قد أكد في وقت سابق ارساله رسالة رسمية إلى سلطات الهجرة في دول الاتحاد الأوروبي معززة بمقاطع فيديو وصور تظهر عناصر الميليشيات وهم يرتكبون جرائم دموية في العراق، مبيناً أن هذه الخطوة هي الأولى في طريق الاقتصاص من هذه العناصر، وفق القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي.وتشير المصادر الميدانية في محافظتي صلاح الدين والانبار ان العشرات من عناصر ميليشيا الحشد الشعبي قد تركوا مواقعهم في جبهات القتال ضد تنظيم الدولة وسافروا إلى تركيا في خطوة هي الأولى للهجرة نحو الدول الأوروبية.تشكلت ميليشيا الحشد الشعبي بناء على فتوى من المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني وذلك عقب سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل في حزيران/يونيو من العام الماضي، وتتألف من الأجنحة العسكرية لأحزاب يتزعمها رجال دين شيعة مثل مقتدى الصدر، وعمار الحكيم، وقيس الخزعلي فضلاً عن فصائل حديثة التكوين.!!
www.deyaralnagab.com
|