بيروت..لبنان : اعتقال أحمد الأسير داخل الطائرة في بيروت… وإجراءات أمنية في صيدا!!
16.08.2015
أثار اعتقال الشيخ السني المتشدد أحمد الأسير من قبل المديرية العامة للأمن العام اللبناني اهتماما واسعا لما من شأنه أن يترتب على هذا الاعتقال.وكانت السلطات اللبنانية اعتقلت الشيخ أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي قبل ظهر أمس أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور. وبحسب الأنباء الأولية فقد كان الأسير(47 عاما) غير شكله وتمكن من دخول الطائرة برفقة شخصين آخرين يحملان هما أيضا جوازي سفر مزورين بإسم رامي عبد الرحمن طالب وخالد صيداني. وقال مصدر أمني «اوقف صباح اليوم (أمس) في المطار بينما كان يحاول الهرب من البلاد. لقد غير مظهره الخارجي وحلق لحيته خصوصا» (الصورة في الأعلى).وأضاف «انه كان يستخدم جواز سفر مزورا ويحاول الذهاب إلى مصر».ومن ما يتردد في أوساط لبنانية انه استخدم مزور وثائق سفر للحصول على جوازه، وان قوى الأمن رصدت مكالمة بينه وبين مزور الجوازات قبل أيام من اعتقاله، وانه كان ينوي السفر لمناطق تنظيم الدولة الإسلامية، بعد ان أعلن تأييده لها على مدى الأشهر الماضية.وفور انتشار نبأ اعتقاله شهدت مدينة صيدا تجمعا نسائيا لأنصاره أمام دوار الكرامة احتجاجا على اعتقاله، وبدأ الجيش اللبناني بتسيير دوريات راجلة في الشوارع الرئيسية في مدينة صيدا كتدبير احترازي حفاظا على الامن والهدوء، فيما اتخذ اجراءات عند مستديرة «الفرن العربي» وفي محيط سراي صيدا الحكومي، على وقع سيل من الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمجموعات الاخبارية والتي تحدثت حينا عن اقفال طريق او تجمع احيانا، فيما يشهد مخيم عين الحلوة هدوءا حيث طمأن قائد القوة الامنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح بان الوضع طبيعي جدا.يشار أن الأسير هو أحمد الحسيني وقد لقبت عائلته بالأسير بعدما أسرت قوات الاستعمار الفرنسي أحد أجداده في فترة الانتداب. والده محمد هلال الأسير عازف عود ومطرب سابق، ووالدته شيعية من مدينة صور، وقد نشأ وترعرع في منطقة حارة صيدا ذات الغالبية الشيعية.تلقى الأسير علومه الأولى في مدارس صيدا، ثم أكمل دراسته الجامعية بالعلوم الإسلامية في جامعة بيروت، ثم تولى الإمامة والخطابة في مسجد بلال بن رباح في صيدا الذي بناه وأصدقاؤه عام 1997.ويعتبر المحللون الأسير شخصية جذبت الإعلام والأنظار وأثارت الجدل على نطاق واسع بسبب مواقفه الجريئة وتحركاته التي استقطبت أعدادا كبيرة من الناس في فترة زمنية قصيرة، كما اشتهر بمناهضة ما أسماه «المشروع الإيراني» عبر إطلاقه «ثورة الكرامة» التي رفع فيها عناوين من مثل إعادة التوازن بين الطوائف اللبنانية، ومعالجة السلاح خارج الدولة لا سيما سلاح حزب الله. انخرط الأسير في صفوف الجماعة الإسلامية عام 1985، وشارك في مقاومة الاحتلال الصهيوني. ومن أبرز نشاطاته «اعتصام الكرامة» الذي قطع فيه الطريق الرئيسية بين بيروت وجنوب لبنان طيلة 35 يوما قبل بضع سنوات للمطالبة بنزع سلاح حزب الله.ووقعت في 23 حزيران/يونيو2013 اشتباكات استغرقت ساعات بين أنصار الأسير والجيش اللبناني في بلدة عبرا قرب صيدا (كبرى مدن جنوب لبنان) إثر هجوم لجماعة الأسير على حاجز للجيش.وأدت المعارك إلى مقتل وجرح العشرات، وتمكن الأسير وعدد من مرافقيه أبرزهم المغنيّ فضل شاكر من الفرار وتواروا عن الأنظار منذ ذلك الحين. وعاود الأسير بعد ذلك إطلاق تسجيلات صوتية وتغريدات عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ووجه في تلك الرسائل انتقادات إلى سوريا وإيران وحزب الله، إضافة إلى الجيش اللبناني الذي يتهمه «بالتواطؤ» مع الحزب، وبث من خلال حسابه على تويتر أشرطة مصورة يقول إنها تظهر مشاركة عناصر من حزب الله إلى جانب الجيش في «مجزرة عبرا.قد طلب القضاء اللبناني يوم 28 فبراير/شباط 2014 بإعدام الشيخ أحمد الأسير و54 من أنصاره بتهمة تشكيل خلايا مسلحة والتعرض للجيش ومؤسسات الدولة أسفرت عن قتل ضابط لبناني وبعض الجنود من الجيش اللبناني.كان من بين الأوائل في لبنان الذين ناصروا الثورة السورية، وأطلق سلسلة من التحركات والاعتصامات والمظاهرات أبرزها اعتصام ساحة الشهداء وسط بيروت وصلوات جمعة في بيروت وطرابلس وغيرها من المناطق ألقى خلالها خطابات عالية النبرة تهاجم النظام السوري وتدعم الثورة.أما عن الفئات الإسلامية التي دعمت الأسير وأيدت مواقفه فهم: السلفيون وحزب التحرير والجماعة الإسلامية بلبنان (الإخوان المسلمون)، وطالما أكد الأسير أنه لا يهدف إلى النفوذ، بل إلى نشر الثقافة الإسلامية في المنطقة.أثيرت العديد من الشبهات حول جهد الأسير ومصادر تمويله وتبعيته السياسية، إلا أنه أصر دائما على عدم تبعيته لأحد. وكان اللافت في خطابات الأسير توجهه إلى المسيحيين باستمرار لطمأنتهم وحثهم على البقاء في مدنهم وقراهم، مستنداً إلى أنه يسكن في منطقة مسيحية مع عائلته، ولا يكنّ أي نزعة كراهية للمسيحيين.ويختلف الشيخ أحمد الأسير عن جماعة الدعوة والتبليغ بعدة أمور فقد بادر لبناء مسجد صغير في صيدا وحرص منذ البداية على أن يكون على نهج الكتاب والسنة، يعتمد في تمويل نشاطاته على تبرعات المصلين والمحبين، غير مرتبط بأي جهة.ولم يكن المسجد مقرا للصلوات الخمس وخطبة الجمعة فقط، بل منطلقا خرج منه دعاة بجماعات متعددة تتجول في المقاهي والأماكن العامة والتجمعات البشرية للدعوة إلى الله.!!
www.deyaralnagab.com
|