ضابط إسرائيليّ: عبّاس يعمل لمصلحتنا ولا أعرف قادة عربًا يقولون ما قاله هو بخصوص قدسية التنسيق الأمني!!
31.07.2015
لا أحد يعرف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عبّاس، أكثر من الإسرائيليين. فهو بالنسبة إليهم، كما يؤكّد صنّاع القرار في تل أبيب، صمام الأمان الذي يمنع انفجار الضفة المحتلة في وجه الشرطة الإسرائيلية، التي تستبيح الضفة وتقتل وتعتقل يومياً من تشاء. عبّاس، الذي هدّدّ هذا الأسبوع بالاستقالة من منصبه، هو صاحب مقولة الشهيرة بأنّ التنسيق الأمني مع الإسرائيليين مقدس، وهو أيًا الزعيم الفلسطينيّ الذي وصف صواريخ المقاومة التي تُطلق من قطاع غزّة بأنّها عبثيّة. عبّاس يملك حيثية خاصة في قلوب ضباط الجيش الإسرائيليّ، حتى لو لم تعترف السلطة السياسية الإسرائيلية بذلك. هذه الخلاصة خرج بها ضابط إسرائيلي رفيع في مؤتمر صحافي، قائلاً إنّ رئيس السلطة عبّاس هو عامل استقرار ويُحقق المصلحة الإسرائيلية، برغم الخلاف بين الجهات الأمنية والقيادة السياسية في تل أبيب، التي الأخيرة تواصل انتقاده وتشن الهجمات عليه، حسبما قال، ونقلت ذلك عنه صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة. وتابع الضابط الإسرائيليّ قائلاً إنّ القيادة السياسية تعرف ذلك وتقر به، لكنّها ترى أنّ مصلحة إسرائيل تكمن في شن الحملات على أبو مازن، والهدف من التشكيك في نياته السياسية هو إرباك عملية التسوية لمنع التوصل إلى اتفاق نهائي حول القضايا العالقة، حسبما قال. الضباط والمسؤولون الإسرائيليون من المُستوى الأمنيّ، الذين يتواصلون بشكلٍ يوميٍّ مع رجال السلطة الفلسطينيّة، يعرفون حقيقة التنسيق على الأرض. وهذا المشهد سعى الضابط إلى نقله بالتأكيد على أنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة عبّاس يدعم الاستقرار الأمني النسبي في الضفة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه هو جهة تساعد على حفظ الاستقرار، وأنا حقًا أصدقه بأنّه لا يسعى إلى العنف ولا يريد انتفاضة، قال الضابط الإسرائيليّ.وفي ظلّ التهديدات باستقالة عبّاس من رئاسة السلطة، أعرب الضابط الإسرائيلي عن اعتقاده بأنّ أيّام عباس ليست معدودة. وقال: لا أعتقد أنّه سيذهب إلى أي مكان، بل لديّ قناعات شخصية بأنّ أبو مازن يُساهم في استقرار أمننا.علاوةً على ذلك، لفت الضابط الإسرائيليّ إلى أنّ الرئيس الفلسطينيّ صاحب أجندة واضحة، وعندما أترجمها من الناحية العملية فهي تعمل لمصلحة إسرائيل. لكن الضابط الإسرائيلي حاول تفهم الظروف التي يمر بها عباس، لافتًا إلى أنّه لا يُمكننا أنْ نتوقّع منه التنديد واستنكار العمليات قطعًا، وزاد قائلاً إنّه يجب أنْ نقوم بتنسيق توقعاتنا وإدراك القيود التي تقف أمامه واحتياجاته، ثم إنّ الأهم هو ماذا يفعل، وليس ماذا يقول. وفي ما يتعلق بجرأة عباس في التعبير عن مواقفه، قال الضابط: لا أعرف قادة عربًا يقولون بالعربية ما قاله هو بخصوص قدسية التنسيق الأمنيّ، على حدّ تعبيره.وفيما يتعلّق بهذه الأقوال، فإنّه ليس خافيًا أنّ العمليات التي وصفها الضابط بالعدائية ضدّ إسرائيل انخفضت في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بالمدة نفسها من السنة الماضية. ووفق المعطيات، سجل خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية 12 عملية إطلاق نار، و4 عمليات طعن، وعملية بعبوة ناسفة وعملية دهس واحدة، وذلك مقابل 20 عملية إطلاق نار، وعملية طعن واحدة، و7 عبوات ناسفة في المدة نفسها من عام 2014. وتابع أيضًا قائلاً إنّه طرأ انخفاض على عمل الخلايا الفلسطينية المنظمة التي تتلقى التمويل والتوجيه من خارج البلاد، سواء من قطر أوْ تركيا، كما ادعى.وخلُص الضابط الإسرائيليّ إلى القول إنّه خلال المدة الأخيرة، نشأت خلايا محلية تتنظم بقواها الذاتية وتعتمد بذلك على الإنترنت والفيسبوك على الأغلب، هذه الخلايا التي تقوم بعملية واحدة تنتهي وظيفتها بذلك وتختفي من العالم، حسبما ذكر. يُشار إلى أنّ المؤتمر الصحافيّ الذي أدلى فيه الضابط الإسرائيليّ بهذه التصريحات كان يوم أمس، أيْ قبل قيام المستوطنون فجر اليوم الخميس بإضرام النار في بين العائلة الفلسطينيّة بقرية دوما، القريبة من نابلس، الأمر الذي أدّى إلى استشهاد الطفل علي سعد دوابشة (عام ونصف العام)، فيما أُصيب بقية أفراد العائلة بجراحٍ بالغةٍ.
www.deyaralnagab.com
|