دروز إدلب مخيرون بين الرحيل للجولان أو تركيا أو البقاء وتدبر أمورهم!!
04.03.2015
ينشغل الدروز في لبنان بالأنباء الواردة من جبل السماق في ريف إدلب وبما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام عن مطالبة دروز إدلب بإشهار إسلامهم السني وعن تهديدهم بتهديم مقاماتهم. وبدا أن هذه التطورات بدأت تثير قلق الموحدين الدروز في جبل لبنان وراشيا وحاصبيا على إخوانهم في القرى الدرزية في إدلب التي يقدر عددها بـ 18 قرية وتضم 16 ألف نسمة. ولم يصدر عن الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط بعد أي تعليق حول هذا الأمر، في وقت ذهبت إحدى الصحف المحلية إلى الحديث عن نجاح وساطة قام بها العضو في الائتلاف السوري المعارض أبو عدي بين «جبهة النصرة» والنائب وليد جنبلاط في التوصل إلى اتفاق في شأن دروز إدلب، يقضي بإشهار هؤلاء إسلامهم وتهديم قبور أوليائهم، مقابل وقف الجبهة تطبيق «أحكام الشرع» عليهم والاكتفاء «بالإجراءات التي اتخذت حتى الآن». وكان البعض أخذ على النائب جنبلاط تملقه في بعض الأحيان لجبهة النصرة وقوله إنها من نسيج الشعب السوري، وتم الربط بين هذا التصريح وبين رغبة جنبلاط بإنقاذ العسكريين المخطوفين لدى «النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» ولاسيما الدروز منهم.ويبدو أن الزعيم الدرزي كان يستشعر الخطر الآتي، ومن هنا جاءت دعوته قبل أربعة أشهر الدروز للعودة إلى أصول الدين الإسلامي وممارسة فروض الإسلام الخمسة وتعهده ببناء مسجد في المختارة وطلبه توجيه بعثات من طلاب العلوم الدينية الدروز إلى الأزهر. وذكرت الانباء أن لا ضمانات عربية أو غربية بحماية الدروز في سوريا، وبالتالي فإن دروز إدلب أمام ثلاثة خيارات أحلاها مر وهي «الاستجابة لطلب البعض الذهاب إلى الشريط الحدودي في الجولان، أو إذا كان لا بد من الرحيل الاستجابة لطلب قيادات درزية في لبنان بالذهاب إلى تركيا، أما الخيار الثالث فهو البقاء في أرضهم وتدبر أمورهم بالتي هي أحسن وفقا للأجواء المحيطة بالمنطقة». وأفادت المعلومات بأنه على الرغم من الاختلاف في النظرة بين النائب جنبلاط والأمير طلال أرسلان ومخاصمة الأول للنظام السوري في مقابل صداقة الثاني للرئيس بشار الأسد فإن الزعيمين الدرزيين على تشاور دائم بين بعضهما البعض ومع المشايخ الدروز في محاولة لتحييد دروز سوريا عن الصراع الدائر.من جهته، اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب «أن الكلام عن إشهار الدروز في ريف إدلب لإسلامهم تحت ضغط جبهة النصرة أمر مضحك»، مذكرا «بأن الدروز طائفة إسلامية».تزامنا، وجه رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية، الشيخ علي زين الدين رسالة، إلى أبناء طائفة الموحدين المسلمين الدروز الذين يتواجدون في بلدات جبل السماق في ريف إدلب جاء فيها «نحن دائما معكم قلبا وقالبا في السراء والضراء، ونحاول قدر الإمكان أن نقف إلى جانبكم في كل ما يعود عليكم بالخير والاستقرار»، وأكد «حرص أبناء التوحيد على كرامة أهل التوحيد في جبل السماق، والتي هي جزء لا يتجزأ من كرامة بني معروف»، معتبرا «أن ما يجري في هذه الأيام، من صعوبات، فإنما هي امتحان لكم ولحكمتكم وسعة صبركم، وحرصا منا على بقائكم واستمراركم في أرض الآباء والأجداد، نتمنى عليكم كما عودتمونا التعاطي العقلاني والمنطقي المقبول مع من يتولون شؤون المنطقة عندكم».وأضاف الشيخ زين الدين «آمل ممن حمل لواء الثورة ضد الظلم والاستبداد، أن يتعاملوا مع أهل جبل السماق، كما تعامل أهل الجبل معهم، خصوصا أنهم لم يتأخروا يوما عن القيام بالواجب ونجدة الملهوف، وحافظوا على كرامة جيرانهم، مفضلين ضيوفهم على أنفسهم».وتابع «نأمل منهم أن لا يتعاطوا مع أهلنا، كما تعاطى معهم من انتفضوا عليه، وأن يخاطبوا أهلنا هناك بالحسنى وبالأسلوب الذي أوصى به القرآن الكريم والرسول محمد صلوات الله عليه».وختم «هذه العشيرة المعروفة منذ فجر الإسلام وحتى اليوم ما كانت يوما إلا بيرقا ينصر الحق وسيفا على الظلم، حماة للثغور من أجل نصرة الإسلام والحق في كل مكان، هذا هو المنطق وهذا تاريخ هذه العشيرة، وعلينا أخذ العبر من التاريخ».وتزامنا مع تطورات إدلب، ينسحب القلق من إمكان وصول مقاتلي النصرة إلى الحدود اللبنانية الشرقية في البقاع الغربي حيث القرى الدرزية تنتشر على السفوح من عين عطا إلى راشيا حيث يسجل وجود للجان شعبية ولمظاهر تسلح دفاعا عن هذه القرى!!
www.deyaralnagab.com
|