استنفار أمني في المغرب قبيل اليوم المحدد للهجرة السرية نحو سبتة المحتلة !!
13.09.2024
“لأول مرة في التاريخ: هجرة سرية في علم الجميع”، عبارة كتبها مدوّن مغربي ساخرا من الحملة الرقمية التي تم تداولها قبل أيام في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتضمن تحريضا صريحا على تنفيذ عملية هجرة غير مشروعة جماعية إلى مدينة سبتة المحتلة سباحة.التاريخ الذي صار عنوانا لنكتة على مواقع التواصل الاجتماعي، كان له الصدى نفسه لدى فئة قليلة من الشباب الذين ركبوا المغامرة وقرروا تقاسم تدوينة الهجرة السرية في 15 من أيلول/ سبتمبر الحالي، يعني بعد غد الأحد.من جهتها، السلطات الأمنية المغربية تعاملت مع الأمر بجدية، وأرسلت تعزيزات أمنية إلى المناطق الشمالية المحاذية لمدينة سبتة المحتلة، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر اعتقال الشاب صاحب الدعوة إلى تنظيم هجرة سرية جماعية، وهو ما أفاد به مصدر أمني، من كون الشرطة الولائية القضائية بمدينة تطوان، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات المغربية)، تمكنت الاثنين، من توقيف شاب يبلغ من العمر 20 سنة، وذلك للاشتباه في تورطه في نشر أخبار زائفة ومحتويات تحرّض على تنظيم الهجرة غير المشروعة باستخدام الأنظمة المعلوماتية.الشاب الموقوف، كان قد ظهر في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، يحرّض فيه على تنفيذ عملية جماعية للهجرة غير النظامية في 15 أيلول/ سبتمبر، وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذه الدعوات التحريضية المزعومة عن تحديد هوية المشتبه فيه، وذلك قبل أن يتم توقيفه بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي بمنطقة دار بوعزة الواقعة ضواحي مدينة الدار البيضاء.وقد أخضع الأمن الوطني المعني بالأمر لإجراءات البحث القضائي الذي يجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في ظل تواصل الأبحاث والتحريات لتوقيف باقي المشاركين والمساهمين في “فبركة ونشر هذه المحتويات التحريضية والأخبار الزائفة”.الحملة الرقمية للهجرة السرية الجماعية في الـ 15 من أيلول/ سبتمبر الحالي واجهتها السلطات الأمنية بمكافحة المحتويات الرقمية التحريضية على تنظيم الهجرة غير المشروعة، من خلال عمليات جرت بكل من طنجة وتطوان، وأسفرت عن توقيف 60 شخصا، من بينهم قاصرون، للاشتباه في تورطهم في فبركة ونشر أخبار زائفة على منصات التواصل الاجتماعي تحرض على تنظيم عمليات جماعية للهجرة السرية.بالنسبة لمواجهة هذا “الاقتحام الجماعي” المزعوم لمدينة سبتة المحتلة، فقد خصصت السلطات الأمنية تعزيزات مكثفة توجد على الأرض خاصة في المناطق المحاذية للمدينة المحتلة، كما هو الحال بالنسبة لمدينة الفنيدق القريبة من تطوان، التي كانت السلطات قد سيجت شواطئها لمنع أي محاولة للهجرة غير المشروعة عن طريق السباحة. كما شرعت السلطات الأمنية في فرض رقابة على جميع سيارات الأجرة المتجهة نحو مدينة الفنيدق.الدعوات التحريضية أغضبت كثيرا من المغاربة، خاصة أنها تستهدف فئة الشباب والمراهقين، كما تطرقت تحليلات متخصصين إلى “ضلوع المخابرات الجزائرية في الترويج لهذه الحملة التحريضية لضرب استقرار المملكة وأيضا محاولة الإضرار بالعلاقات مع الجارة الشمالية إسبانيا”.التعزيزات الأمنية المغربية في المناطق الشمالية المحاذية لمدينة سبتة المحتلة، قابلها عدد من المسؤولين الإسبان بالإشادة، مؤكدين أن “تحركات المغرب على الحدود مع سبتة أنقذت المنطقة من أزمة إنسانية”، كما قابل عموم المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي تلك الحملة التحريضية بالسخرية، حيث كتبت صفحة تدعى “عشاق جبالة”، أنها “أول عملية سرية في علم المغرب كاملا والبوليس (الشرطة) والجدارمية (الدرك الملكي) والبحرية وإسبانيا”، وقالت مدونة أخرى إنها “في كل العالم اسمها (الهجرة السرية) إلا عندنا في المغرب الكل يتداول هاشتاغ”.في حين وجه بعضهم أصابع الاتهام إلى الجزائر بالوقوف خلف هذه الحملة التي وصفت بأنها “محاولة يائسة وبائسة للنيل من استقرار المغرب”، كما أشاروا إلى ترحيل عدد من مواطني تلك الدولة بعد أن كانوا ضمن المحرضين والمستعدين للمشاركة في عملية الهجرة الجماعية غير المشروعة.ومنذ شهر آب/ أغسطس المنصرم، والسلطات المغربية تواجه موجة جديدة للهجرة السرية نحو مدينة سبتة عن طريق السباحة، وتمكنت من إحباط العديد من المحاولات الجماعية والفردية للعبور إلى سبتة المحتلة، وتحدثت مصادر إعلامية محلية عن توقيف أكثر من 800 شخص من المرشحين للهجرة غير المشروعة في ليلة واحدة، وأغلبهم مغاربة وجزائريون، إضافة إلى جنسيات عربية وآسيوية أخرى.ومنذ ذلك الحين، شددت السلطات المغربية من إجراءاتها بشكل صارم، للحد من تلك المحاولات المتكررة للهجرة، وذلك عبر إجراءات مبتكرة، مثل الإغلاق الكامل للرصيف المؤدي إلى الشاطئ على مستوى المقطع الرابط بين الفنيدق وسبتة، بوضع سياجات حديدية، لمنع الجميع من الاقتراب من الشاطئ.
www.deyaralnagab.com
|