كورسك..روسيا : استمرار الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الحدودية!!
11.08.2024
أدى الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الحدودية إلى ارتفاع سعر الغاز الأوروبي إلى أعلى مستوى له خلال العام، مدفوعا بالمخاطر الجيوسياسية والمخاوف بشأن إمدادات الغاز في ما يزال القتال محتدماً في منطقة كورسك الروسية، حيث شن الجيش الأوكراني هجوما كبيرا مفاجئا بداية الأسبوع في هذه المنطقة الروسية المتاخمة لأوكرانيا، واستخدم ما يصل إلى ألف جندي ومركبة مدرعة، وفقًا لهيئة الأركان العامة الروسية. كما نفذت طائرات بدون طيار ضربات خلال الساعات 72 الأخيرة. فيما غارة روسية تقتل عشرة أشخاص في حريق بمتجر في أوكرانيا.وخلال72 ساعة الأخيرة نفذت كييف هجمات بطائرات بدون طيار على عدة مناطق أخرى في روسيا. وفي ليبيتسك، على بعد حوالي 300 كيلومتر من الحدود مع أوكرانيا، أعلن الحاكم الإقليمي إيغور أرتامونوف حال الطوارئ بعد «هجوم ضخم» شنته طائرات بدون طيار أوكرانية أدى حسب قوله، إلى إصابة ستة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بمحطة كهرباء. وذكرت وكالتا «تاس» و«ريا نوفوستي» نقلا عن السلطات الإقليمية، أن حريقا اندلع في قاعدة جوية عسكرية بالمنطقة، من دون تحديد السبب.كما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية29 طائرة بدون طيار أوكرانية في منطقة بيلغورود الحدودية، حسبما كتب الحاكم فياتشيسلاف جلادكوف على تلغرام، مشيراً إلى وقوع أضرار مادية. وأخيرا، في سيفاستوبول، في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014 أبلغ الحاكم ميخائيل رازفوجاييف عن وقوع هجمات بطائرات بدون طيار جوية وبحرية.وتأتي الهجمات الليلية في وقت تشن فيه أوكرانيا هجوما مباغتا منذ يوم الثلاثاء الماضي في منطقة كورسك الحدودية، بمشاركة أكثر من ألف جندي أوكراني ونحو عشر دبابات ونحو عشرين عربة مدرعة. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته مساء الخميس، إن «روسيا جلبت الحرب إلى بلادنا ويجب أن تشعر بآثارها» من دون أن يذكر بشكل مباشر هذا التوغل.من جانبه أكد مستشاره ميخايلو بودولياك أن هذا الهجوم المفاجئ كان نتيجة «للعدوان» الروسي في أوكرانيا. وأضاف: «الآن ينظر جزء كبير من المجتمع الدولي إلى روسيا كهدف مشروع للعمليات من أي نوع وبأي سلاح» في حين منعت العديد من الدول الغربية أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تقدمها لضرب الأراضي الروسية.من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن «عملية تدمير تشكيلات الجيش الأوكراني مستمرة» وذلك لمنع جنود كييف من «التغلغل بعمق» في المنطقة. ووفقا لمعهد دراسات الحرب «ISW» وهو مركز أبحاث مقره في الولايات المتحدة، فقد توغلت القوات الأوكرانية لمسافة تصل إلى 35 كيلومترا داخل الأراضي الروسية. وربما يصل الأمر إلى بلدة سودجا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 5500 نسمة وتقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات من الحدود والتي تضم مركزًا للغاز يزود أوروبا عبر أوكرانيا، وفقًا لمحللين.وأعلنت روسيا، يوم الجمعة، أنها نشرت المزيد من المعدات العسكرية لمواجهة توغل مسلح أوكراني واسع النطاق في منطقة كورسك الحدودية، حيث يدور القتال لليوم الرابع على التوالي. وذكرت وزارة الدفاع أن «الأرتال التي تسير إلى مناطق تنفيذ المهام مجهزة بقاذفات صواريخ متعددة من طراز BM-21 غراد وقطع مدفعية ودبابات ومعدات مجنزرة ثقيلة ومركبات أورال وكاماز» حسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن جنود كييف وصلوا إلى بلدة سودجا، على بعد نحو عشرة كيلومترات من الحدود، زاعمة أنهم ضربوا وحدات أوكرانية «على المشارف الغربية» لهذه المدينة التي تعد موطنا لنقطة عبور للغاز. وما تزال تزود أوروبا بدءاً بسلوفاكيا والمجر عبر أوكرانيا. كما أعلن الجيش الأوكراني مسؤوليته عن ضربة ليلية على مطار عسكري روسي في منطقة ليبيتسك غربي روسيا، ما ألحق أضرارا بمخازن القنابل الموجهة وتسبب في سلسلة من التفجيرات.وخلفت غارة روسية على سوبر ماركت في بلدة كوستيانتينيفكا شرق أوكرانيا ما لا يقل عن عشرة قتلى و35 جريحا يوم الجمعة. وفي رسالة على تلغرام أوضح الوزير إيغور كليمينكو أن الهجوم تسبب في حريق في السوبر ماركت وألحق أضرارًا بالمباني السكنية في هذه البلدة الواقعة على بعد حوالي 13كيلومترًا من الجبهة. ومنذ ذلك الحين تمت السيطرة على الحريق من قبل رجال الإطفاء.وقد أدى الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك إلى ارتفاع سعر الغاز الأوروبي إلى أعلى مستوى له خلال العام يوم الخميس الماضي، مدفوعا بالمخاطر الجيوسياسية والمخاوف بشأن إمدادات الغاز في أوروبا بعد التوغل الأوكراني في روسيا.فقد ارتفع سعر العقود الآجلة «TTF» الهولندية، التي تعتبر المعيار الأوروبي للغاز الطبيعي إلى أعلى سعر له منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي، ومنذ يوم الثلاثاء، قفز الغاز الأوروبي بنحو9 في المئة.وأوضح محللو «دي إن بي» لوكالة «فرانس برس» أن «سعر الغاز الأوروبي قفز بعد الإعلان عن سيطرة القوات الأوكرانية على نقطة عبور الغاز في سودجا، وهي جزء من آخر خط أنابيب متبقي ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا». كما أعلنت شركة تشغيل خط أنابيب الغاز الروسي OGTSOU الجمعة، أن نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا انخفض إلى أدنى مستوى تاريخي له في حزيران/يونيو عند334 مليون متر مكعب يوميا، منددة «بابتزاز الغاز» « من جانب موسكو.وأعلنت أوكرانيا عن وصول طائرات مقاتلة أمريكية الصنع هذا الأسبوع مخصصة للدفاع عن السماء الأوكرانية والاختراق العميق للفضاء الروسي. وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يطالب وينتظر هذا الدعم من الدول الحليفة منذ أكثر من عام، وصول الطائرات، معتبرًا أنها «غير كافية من حيث العدد» ويأمل «قريبًا» في الحصول على «شحنات إضافية». فوصول الطائرات المقاتلة الغربية للدفاع عن أوكرانيا، بعد فوات الأوان، كما يرى العديد من الخبراء العسكريين، لم يعد من الممكن أن يشكل الحل السحري الذي سيقلب الوضع على الأرض، من دون أن ننسى ميزان القوى الذي يميل بشدة إلى روسيا بفضل مخزونها البشري.وفي الوقت الذي تحتدم فيه حرب المعلومات والصراع على النفوذ، أدى هذا الصراع من العنف النادر على حدود أوروبا إلى إغراق العالم في نسخة حديثة ومتعددة الأطراف من الحرب الباردة، يبدو أن المعركة تتجه بعيدًا جدًا عن كييف. ومهما كان الدور الذي لعبته أوكرانيا في انتصار المتمردين الطوارق على الجيش المالي ووكلاء فاغنر الروس في أقصى شمال شرق مالي، في معركة تين زواتين الدموية في نهاية تموز/يوليو الماضي، فقد استغلت كييف بمهارة هذه الأداة الدعائية الهائلة، لا سيما لأنها تمثل أكبر خسارة للمساعدين الروس في أفريقيا.وفي ظل توازن دبلوماسي غير مستقر مع جزء من أفريقيا حيث تكتسب روسيا القوة، تدفع أوكرانيا بالفعل ثمن التزاماتها: فقد قطعت مالي ثم النيجر على الفور علاقاتهما الدبلوماسية مع كييف، ونددت بدعم «الجماعات الإرهابية على الأراضي المالية».
www.deyaralnagab.com
|