اليمن: الحوثيون يعلنون استئناف العمل بميناء الحُديدة وتشييع «رسمي» لجثامين شهداء القصف الاسرائيلي!!
22.07.2024
صنعاء: أعلنتْ حركةُ “أنصار الله” (الحوثيون)، أمس الاثنين، استئنافَ العملِ بميناء الحُديدة ، بعد تعرضه لقصف إسرائيلي، السبت، الحق به أضرارا وخسائر، في مستودعات النفط ، ومحطة كهرباء رأس كثيب، التي تُزوّد مدينة الحُديدة بالكهرباء، وخزانات المازوت التابعة لها.في الاثناء، علّق قيادي حوثي على ما اعتبرها رسائل أمريكية وإسرائيلية لهم، عبر الغرب وعبر العرب، بالتوقف عن التصعيد ورد الفعل، مؤكدا أن “اليمن لم يتعامل مع الرسائل الأمريكية منذ ثمانية أشهر، ولن يتعامل مع الرسائل الإسرائيلية سواء جاءت عبر الغرب أو عبر العرب”، في إشارة إلى تمسكهم بما سبق وأعلنوا عنه، الأحد، وهو “الرد خارج قواعد الاشتباك”.وأعلنْ محافظُ الحُديدة المُعيّن من الحوثيين، مُحمّد عياش قحيم، في “تدوينة” على منصة “إكس” أنه “تم استئناف العمل بميناء الحديدة بوتيرة عالية خلال 24 ساعة من القصف الإسرائيلي الحقير”.فيما أوضحَ نائبُ رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين، نصر النصيري، في تصريح صحافي أن ميناء الحديدة يعمل بكاملِ طاقته الاستيعابية، قائلا: “نعملُ على مدار الساعة على استقبال كافة السفن، ولا قلق على سلسلة التوريدات وإمدادات الغذاء والدواء والمشتقات النفطية”.ووفق مصادر محلية، فقد ألحق العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة أضرارا في الكرينات الجسرية في الرصيفين رقم 6 و7، والتي تم تدميرها جراء استهداف الميناء بعدد من الغارات.وكان قد سبق استهداف هذه الكرينات من خلال غارات لطائرات التحالف العربي، وتم صيانتها، وكانت على وشك استئناف دخولها الخدمة خلال أسابيع قليلة.وبقي الميناء يعمل منذ عام 2015، من خلال رافعات سفن الجيل الثاني، والتي تحمل على متنها كرينات ذاتية، وتقوم بتفريغ البضائع، وفق ذاتِ المصادر.فيما يتعلق بمحطة الكهرباء فقد تضررت كثيرا، إلا أن هذه المحطة الواقعة في منطقة الكثيب هي التي كانت تزود مدينة الحُديدة بالطاقة الكهربائية، وتدميرها يمثل حرمانا لقطاع واسع من سكان المدنية من الكهرباء في فصل الصيف.وقال وزير الكهرباء في حكومة الحوثيين، مُحمّد البُخيتي، “إنه منذ غارات العدو الإسرائيلي على محطة رأس كتيب باشرت لجان العمل والإنقاذ على محاصرة الحرائق في خزانات المازوت، بعيداً عن أجهزة المحطة”. وأضاف في تصريحات صحافية “أنه تم بفضل الله خلال أقل من 24 ساعة إطفاء الحرائق في خزانات المازوت بمحطة رأس كتيب”.لكنه قال:” إن العمل جارٍ على إعادة تأهيل المحطة عبر فرق فينة متخصصة تعمل على مدار الساعة، بينما تم استعادة التيار الكهربائي للمحافظة من مصادر بديلة بشكل متدرج”. وأوضحَ أن “التيار الكهربائي يعمل عن طريق محطة كهرباء باجل والحالي، حتى يتم استعادة العمل بمحطة رأس كثيب”.وبشأن خزانات النفط، أوضح المدون بسيم الجناتي من أبناء الحُديدة أن القصف الإسرائيلي تسبب بضررٍ كلي وجزئي في 17 خزانا نفطيا.ومازالت النيران تشتعل في خزانات النفط، فيما تم محاصرة حرائق خزانات المازوت، وفق مصدر محلي. وقالتْ تقارير إعلامية إن ألسنة اللهب الكثيفة والدخان الأسود شوهدت تتصاعد في السماء لليوم الثالث على التوالي بعد غارة يوم السبت، متحدثة عن جهود مستمرة لاحتواء الحريق. وتُدار خزانات الوقود من قبل شركة النفط اليمنية (حكومية متخصصة باستيراد وتوزيع النفط)، والتي نعت، في وقت متأخر من مساء الأحد، ستة أشخاص من كوادرها استشهدوا في الغارات الإسرائيلية على الخزانات.و شهدتْ مدينة الحُديدة، أمس الاثنين، تشييعا لجثامين تسعة شهداء من العاملين في خزانات الوقود والميناء، والذين استشهدوا جراء جريمة القصف الإسرائيلي على المنشآت المدنية بميناء الحديدة، السبت. وقد أقامت لهم السلطات تشييعا رسميا تقدّمه عددٌ من الوزراء في حكومةِ الحوثيين، ومحافظ الحُديدة.وكانت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين قد أعلنت الأحد ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي في الحُديدة إلى ستة شهداء و83 جريحا وثلاثة مفقودين، وهو العدد الذي ارتفع الاثنين في قائمة الشهداء إلى تسعة.كما شهدت مدينة الحُديدة، الاثنين، وقفة احتجاجية “تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على المدينة، وتأكيدا على استمرار نصرة الشعب الفلسطيني”وأكدّ البيان الصادر عن الوقفة، “أن العدوان الإسرائيلي الارهابي، لن يُخضِع الشعب اليمني، ولن يُرهبه، بل يزيده إصراراً على مواصلة مواقفه المشرفة المساندة للشعب الفلسطيني، وحقه المشروع في الدفاع عن النفس”.إلى ذلك، تحدثتْ تقاريرُ إعلامية عن رسائلِ أمريكية عبر وسطاء عرب وغربيين للحوثيين بتجنب الردّ على القصف الإسرائيلي ووقفِ التصعيد، في سياقِ ما اعتبرته ذات التقارير أنه حرص أمريكي على احتواء التصعيد في المنطقة.في هذا السياق، قال نائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، عبد الله بن عامر، الاثنين، في “تدوينة”، إن “الضغوط يجب أن تتجه للإسرائيلي لوقف عدوانه على غزة، وليس إلى اليمن، فاليمن لم يتعامل مع الرسائل الأمريكية منذ ٨ أشهر، ولن يتعامل مع الرسائل الإسرائيلية سواءً جاءت عبر الغرب أو عبر العرب”.واستهدف العدوان الإسرائيلي منشآت مدنية خدمية بالكامل في الحُديدة، وتدميرها يترتب عليه مضاعفة المعاناة الإنسانية في اليمن، الذي يُكابد حربا منذ عشر سنوات.ويتضح من طبيعة الاستهداف إنها ذات السياسة والنهج الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، وخلال تاريخ طويل من الجرائم والمجازر في الأراضي المحتلة.وقال تحليل نشرته مجلة “ريسبنسيبول ستيتكرافت” الأمريكية، أمس الاثنين، إن “الحكومة الإسرائيلية استخدمت في اليمن نفس التكتيكات التي استخدمتها لإحداث تأثير مدمر في غزة”. ويرى الكاتب الأمريكي، دانييل لاريسون، “أن التصعيد ضد الحوثيين لن يجعل إسرائيل أكثر أمنا، لكنه سيزيد من الضغط على موارد إسرائيل لأنه يجعل المنطقة أقرب إلى حرب أوسع نطاقا”. وقال لاريسون: “يمثل الرد الإسرائيلي تصعيدا كبيرا ضد الحوثيين، الذين أطلقوا طائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية … لقد كان للهجمات أثرها: فقد أصبح ميناء إيلات الإسرائيلي مفلساً الآن، حيث تم إعادة توجيه جميع الشحنات إلى أماكن أخرى، إلى طرق أكثر أماناً، وأنفقت البحرية الأمريكية أكثر من مليار دولار من الموارد لاعتراض أسلحة الحوثيين الأقل تكلفة بكثير في البحر الأحمر”.وأضاف: “بالإضافة إلى كونها رد فعل غير متناسب على هجوم الطائرات بدون طيار، يبدو من المؤكد أن الضربات على الحُديدة ستستفز الحوثيين لشن المزيد من الهجمات على إسرائيل”.وقال:” طالما استمرت الولايات المتحدة في دعم حرب إسرائيل في غزة وشن حملتها العسكرية في اليمن، فإن الولايات المتحدة معرّضة لخطر كبير بالتورط في تلك الحرب الأوسع نطاقا”.
www.deyaralnagab.com
|