logo
1 2 3 45517
مولدافيا.. حقائق عن دولة صغيرة تسعى لتفادي "الدب الروسي"!!
02.06.2023

سلطت الأضواء على مولدافيا التي تستضيف الخميس قادة حوالى خمسين دولة في القمة الثانية "للمجموعة السياسية الأوروبية"، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.وهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، معروفة بإنتاج النبيذ ولكن أيضاً بفقر سكانها وب"نزاع مجمّد" مع الانفصاليين في ترانسدنيستريا.كان الرئيس السابق ايغور دودون يأمل في تعزيز العلاقات مع موسكو. لكن مايا ساندو التي تولت الرئاسة خلفا له عززت إلى حد كبير العلاقات مع الاتحاد الأوروبيوباتت مولدافيا تعتبر دخولها إلى الاتحاد الأوروبي الضمانة الوحيدة لمنع تحولها إلى هدف مقبل لروسيا المتهمة بشن "حرب هجينة على أراضيها بين تضليل وتظاهرات مناهضة للحكومة و"ابتزاز في مجال الطاقة".وفي حزيران/يونيو 2022 ، حصلت مولدافيا على وضع المرشح الرسمي للانضمام إلى الاتحاد إلى جانب كييف.هذا التناقض يعكس التاريخ الشائك للدولة الصغيرة التي كانت جزءا من السلطنة العثمانية لوقت طويل، ثم دخلتها روسيا قبل ضمّها إلى رومانيا في مرحلة سبقت تحوّلها عام 1940 إلى جمهورية مولدافيا الاشتراكية السوفياتية.وقد حصلت على استقلالها عند تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991.اللغة الرومانية لغة رسمية رغم انتشار الروسية على نطاق واسع، فيما تواجه لغة أقلية غاغواز الناطقة بالتركية خطر الزوال.تمتد ترانسدنيستري على مسافة بالكاد يبلغ طولها مئتي كيلومتر وباتساع نادرا ما يتخطى عشرين كيلومترا. غير أنّ هذه الجمهورية الانفصالية تتمتع بعملتها الخاصة وبحكومة وتصدر طوابع بريدية.انفصلت المنطقة الناطقة بالروسية مع استقلال مولدافيا بعد أعمال قتالية أسفرت عن نحو ألف قتيل عام 1992. ولم تحظ أبداً باعتراف دولي ولكنّها تعتمد لى مساعدات روسيا التي تنشر عسكريين هناك وتجمّد النزاع مع كيشيناو.وتعو كيشيناو بانتظام إلى نزع السلاح من المنطقة.غالبا ما توصف مولدافيا بأنّها واحدة من أفقر دول أوروبا.تشير أرقام البنك الدولي لعام 2020 إلى بلوغ إجمالي الناتج المحلي للفرد 4550 دولارا اميركيا سنويا، اي نحو ثلث ما هو عليه في رومانيا وأقلّ بثماني مرات عن فرنسا.وهذه الدولة محرومة من موارد طبيعية وتعتمد كثيراً على مغتربيها. لكنّ تدفق مئات آلاف من المولدافيين إلى الخارج، بين روسيا والاتحاد الاوروبي، أثار نزيفاً لليد العاملة رغم التحويلات المالية التي يوفّرونها.وهي تمتلك جيشا من 6500 جندي مزودين بمعدات قديمة تعود إلى الحقبة السوفياتية. وهي بحاجة ملحة إلى تحديث نظامها الدفاعي.يعدّ المناخ المشمس في مولدافيا لأكثر من 300 يوم في العام، مثاليا لزراعة الكروم، ما يرفع دور قطاع انتاج النبيذ في الاقتصاد الوطني.تمتد الكروم على 122ألف هكتار، مما يجعل مولدافيا واحدة من بين أكبر 20 دولة منتجة للنبيذ في العالم. ويصدّر غالبية الانتاج إلى الخارج.وغالبا ما تحظر روسيا استيراد النبيذ المولدافي إلى أراضيها مع ارتفاع منسوب التوتر في العلاقات الثنائية.تسعى مولدافيا حاليا للاستفادة من قطاع انتاج النبيذ في سبيل تنمية السياحة الضعيفة: 174 ألف زائر أمضوا فيها ليلة واحدة على الأقل عام 2018، حسب منظمة السياحة العالمية.قد تلهم مولدافيا فنانين لكونها واحدة من أكثر الدول غير المعروفة في أوروبا. فالرسام البلجيكي هيرجيه استخدم مولدافيا كنموذج ل"سيلدافيا"، مملكة صغيرة متخيلة يزورها "تان تان" في مغامراته.بعد عقود قليلة، نشرت مجموعة من الكتاب الاستراليين دليلاً سياحياً لبلد متخيل اسمه "مولفانيا"، مستوحى بشكل كبير من قوالب نمطية للغربيين حول دول شرق أوروبا.


www.deyaralnagab.com