قرر الشاعر المصري جلال البحيري تصعيد إضرابه والدخول في إضراب كلي عن الطعام والعصائر، بداية من الأول من يونيو/ حزيران المقبل، للمطالبة بالإفراج عنه.وكان البحيري قد أعلن الدخول في إضراب جزئي عن الطعام، منذ يوم 5 مارس/ آذار الماضي، داخل محبسه في سجن بدر 1، بالتزامن مع بدء عامه السادس في السجن.وأوضح، في رسالة له داخل الحبس، نشرتها المفوضية المصرية للحقوق والحريات (منظمة حقوقية مستقلة)، أنه قرر الدخول في إضراب كلي عن الطعام، بسبب الأوضاع السيئة في السجن، ومنع دخول الأقلام والورق إلى محبسه، فضلاً عن استمرار إضاءة الزنزانة طوال 24 ساعة، وقصر مدة الزيارة التي تستغرق 20 دقيقة.وقال البحيري في رسالته: “ضد الحياة الجبر، والسجن القبر. ضد ألوان حيطان الزنزانات، ضد منطق الحديد، ضد إحساس الشمس من خلف القضبان والسلك الحديد، ضد السُتره الميري، والأكل الميري، ضد النور الوالع 24 ساعة في الزنزانة، وضد 20 دقيقة في الشهر هي الوقت المسموح فيه بالزيارة”.وأضاف: “ضد منع الورق والأقلام، منع الولاعات، منع أي لون غير الأبيض، ضد 1912 ليلة لم أر فيها القمر غير مرة واحدة صدفة”.
وتابع: “ضد كل حلم يموت مع الوقت، وينضم لكل أحلامي المهدوره، بالحب، بالبيت، بتكوين أسرة، بالأبوة في سن التلاتين، بوجودي بجوار أختي الصغيرة في كل خطوة صعبة تقدم عليها في بحر الحياة، برقصتي معاها في ليلتها الكبيرة، بوجودي بجوار أمي وأبي في وقت ما العمر ينهشهم”.وواصل: “ضدي أنا، في كل يوم يبتعد عن الإنسان الذي بداخلي خطوه، ويتحول لكيان خرساني، في مكان خرساني، بقانون خرساني”.وختم رسالته: “ضد كل هذا، وحتى أحافظ على الباقي سأبدأ، في 1 يونيو/ حزيران المقبل، إضراباً عن الحياة من أجل نيل الحياة”.
وألقي القبض على الشاعر جلال البحيري، في 3 مارس/ آذار 2018، من مطار القاهرة بناء على بلاغ مقدم ضده يتهمه بإهانة رئيس الجمهورية.وفي يوليو/ تموز 2018 ، أصدرت المحكمة العسكرية حكماً بسجنه ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، وغرامة 10 آلاف جنيه، بسبب ديوان شعر ألّفه، اعتبرته المحكمة العسكرية إساءة للمؤسسة العسكرية وقياداتها.وفي 31 يوليو/ تموز 2021، أنهى البحيري حبسه في الحكم الصادر ضده في القضية رقم 4 لسنة 2018 جنح المدعي العام العسكري، لكن ظل محتجزًا في قسم شرطة كفر شكر من يوم 5 أغسطس/ آب 2021 إلى 16 من نفس الشهر، ثم تم نقله إلى مقر جهاز الأمن الوطني في مدينة بنها حتى ظهر في 5 سبتمبر/ أيلول 2021 متهمًا في القضية رقم 2000 لسنة 2021.وجهت نيابة أمن الدولة العليا له اتهامات: الانضمام لجماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن العام.وجلال البحيري يكتب قصائد ساخرة حول القضايا المحلية المطروحة والوضع العربي عامة.ويذكر أن البحيري هو كاتب أغنية “بلحة” التي أثارت جدلاً واسعاً عند بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في فبراير الماضي.