واشنطن.. امريكا : بعد منع البلاد من حرب أهلية بسبب فلويد.. الجيش الأمريكي يتدخل لتجنب حرب مع الصين بسبب بيلوسي!!
28.07.2022
وجه الجيش الأمريكي رسالة تحذير إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بضرورة التراجع عن زيارة جزيرة تايوان في هذه الفترة الحرجة من العلاقات الدولية، وذلك في تنبيه للانعكاسات العسكرية التي قد تحملها الزيارة. وهذه المرة الثانية التي يتدخل فيها الجيش الأمريكي علانية خلال السنتين الأخيرتين في عمل المؤسسات الدستورية، بعد تدخله الشهير ضد الرئيس السابق دونالد ترامب عندما أراد إنزال الجنود إلى الشارع في تظاهرات تلت مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد.ومنذ إعلان رئيسة مجلس النواب نيتها زيارة جزيرة تايوان، التي تطالب الصين بالسيادة عليها، والبيت الأبيض يحاول إقناعها بالتراجع.ولم يتردد الرئيس جو بايدن برفع ورقة المؤسسة العسكرية عندما صرح، الأسبوع الماضي، أن زيارة بيلوسي إلى تايوان “ليست فكرة جيدة” في نظر الجيش الأمريكي.ويعد تصريح بايدن ربما من أخطر التصريحات التي صدرت عنه منذ توليه الرئاسة، فهو لم يستعمل مصطلح “البنتاغون” بل استعمل الجيش الأمريكي، ذلك أن البنتاغون يرأسه وزير الدفاع الذي يحمل صفة سياسي وإن كان له ماض عسكري مثل وزير الدفاع الحالي لويد أوستن، بينما الحديث عن الجيش الأمريكي فيحيل مباشرة على القيادات العسكرية في الميدان بشعبها الست وخاصة الأربع القوية منها وهي سلاح الجو ثم القوات البرية والقوات البحرية علاوة على المارينز.والحديث عن موقف للجيش يتجاوز التقدير السياسي لوزير الدفاع والبيت الأبيض إلى التقدير العسكري الواقعي الميداني، إذ يرى الجيش الوضع بعيون مختلفة وينجز تقييمه استنادا إلى: هل سيؤدي حدث ما، مثل زيارة بيلوسي إلى تايوان، إلى رد صيني عسكري؟ ثم هل الولايات المتحدة التي رفعت شعار الدفاع عن تايوان طيلة عقود ضد أي تدخل عسكري لبكين قادرة على تنفيذ التزامها الحربي وخوض حرب جديدة ضد العملاق الصيني؟ ماذا سيحدث لنفوذ الولايات المتحدة إذا لم تستطع الدفاع عن تايوان؟.يأتي موقف الجيش بعد تقييم حقيقي للأوضاع بين أن الولايات المتحدة ستضع نفسها في وضع ضعف خطير، إذ تشير الدراسات العسكرية الأمريكية والدولية باستحالة دفاع واشنطن عن تايوان عسكريا يأتي موقف الجيش العسكري بعد تقييم حقيقي للأوضاع بين أن الولايات المتحدة ستضع نفسها في وضع ضعف خطير، إذ تشير الدراسات العسكرية الأمريكية والدولية باستحالة دفاع الولايات المتحدة عن تايوان عسكريا، وتنسب هذا إلى التقدم العسكري الكبير الذي حققته الصين خلال العشر سنوات الأخيرة سواء في سلاح البحرية أو الجو أو الصواريخ فرط صوتية التي تتفوق فيها على الولايات المتحدة بسنوات. ويضاف إلى ذلك إشكالية الدعم اللوجيستي، فالقرب الجغرافي لمنطقة النزاع بين الصين وتايوان يلعب لصالح بكين، في حين لن تقوى الولايات المتحدة على نقل كل قواتها إلى شرق آسيا لاسيما في الظروف الحالية حيث تجري الحرب الروسية ضد أوكرانيا وهي مرشحة للانتقال إلى أوروبا، وعلى البنتاغون الحفاظ على قوات عسكرية أمريكية كافية في القارة الأوروبية.وكان البنتاغون قد تبنى ابتداء من 2011 ضرورة نقل الثقل العسكري إلى شرق آسيا. ولم يجد البنتاغون حتى الآن الصيغة المناسبة لاحتواء الصين عسكريا ودبلوماسيا لاسيما وأنه بدأ الانتشار في شرق آسيا بشكل متأخر رغم القواعد العسكرية التي تعود إلى عقود في اليابان وكوريا الجنوبية.ويؤكد تدخل الجيش الأمريكي وإعرابه عن موقف مضاد لزيارة بيلوسي تخوفه من استغلال الصين هذه الجولة لتقوم بغزو جزيرة تايوان وتفرض أمر الواقع، مما قد يدخل العالم في منعطف غير مرتقب. في الوقت ذاته، يمكن للصين أن تفرض حظرا جويا على تايوان بكل ما قد يحمله من انعكاسات ومنها منع نزول طائرة بيلوسي.يؤكد تدخل الجيش الأمريكي وإعرابه عن موقف مضاد لزيارة بيلوسي تخوفه من استغلال الصين هذه الجولة لتقوم بغزو تايوان وتفرض أمر الواقعوكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” منذ أيام أن الصين حذرت الولايات المتحدة من أنها لا تستبعد اتخاذ إجراء عسكري ردا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي القادمة إلى تايوان. ومن جانبها، كتبت جريدة “غلوبال تايمز” الصينية التي تعد مرآة بكين الدولية أن “زيارة بيلوسي قد تسرع من مواجهة عسكرية أمريكية- صينية”.خطورة الأوضاع هي التي دفعت الجيش الأمريكي إلى التدخل للتنبيه للعواقب التي قد تترتب عن زيارة بيلوسي ولن تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.وهذه هي المرة الثانية في ظرف سنتين التي يقوم فيها الجيش الأمريكي بتنبيه البيت الأبيض والسياسيين. وكانت المرة الأولى عندما انتفض عدد من قادة الجيش وعلى رأسهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي في يونيو/ حزيران 2020 عندما أراد الرئيس ترامب استعمال الجيش للقضاء على التظاهرات التي أعقبت مقتل جورج فلويد في مايو من السنة نفسها على يد الشرطة في مينيسوتا. وقتها اعتبر الجيش الرئيس خطرا على البلاد لأنه يسبب في التفرقة، وطلب مارك ميلي من حكام الولايات عدم استدعاء الجيش وخاصة الحرس الوطني وعدم الامتثال لتعليمات الرئيس في هذا الشأن.وتوجد سابقة أخرى مشابهة سنة 2006 ولكنها لم تخلف الكثير من الضجيج، عندما رفضت مختلف الهيئات الاستخباراتية ومنها العسكرية أساسا بدعم من باقي شعب الجيش الإعداد لحرب ضد إيران كما طالب الرئيس جورج بوش الابن ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد. وكان جون بولتون، الذي كان في 2006 سفيرا لواشنطن في الأمم المتحدة قد كتب سنوات لاحقة في كتابه “الاستسلام ليس حلا” أن الجيش نفذ انقلابا ضد الرئيس بوش الابن بعدما تلاعب بتقارير لكي يتجنب شن الحرب ضد إيران. وكان الجيش وقتها يعتقد في استحالة تحقيق فوز على إيران من طرف جيش خرج للتو من غزو العراق.
www.deyaralnagab.com
|