logo
1 2 3 45209
بعد اعتراف دولتين بالجمهورية المعلنة من طرف البوليساريو.. دبلوماسية الرباط أمام تحدي عودة اليسار !!
17.09.2021

عادت أمريكا اللاتينية لتشكل تحديا للدبلوماسية المغربية بعدما اعترفت دولتان خلال سبتمبر الجاري بالجمهورية التي أعلنتها جبهة البوليساريو، وهما بوليفيا، والبيرو التي كانت منذ عقود تؤيد المغرب في موقفه من النزاع. ويرتبط هذا التطور بعودة اليسار إلى الحكم.وخلال الأسبوع الماضي، أعادت البيرو الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو. وكان هذا البلد الأمريكي اللاتيني قد سحب الاعتراف بهذه الجمهورية سنة 1995، حيث كانت القيادة السياسية الليبرالية وقتها تؤيد مواقف المغرب. ودافع بيان وزارة الخارجية البيروفية عن القرار مؤكدا أنه يتماشى والقانون الدولي رغم أن هذا الملف معروض على أنظار مجلس الأمن. وعارض الحزب المتزعم للمعارضة “القوة الشعبية” هذا الاعتراف مطالبا بالرهان على الأقل على مساعي الأمم المتحدة التي تهدف الى إيجاد حل للنزاع عبر مفاوضات وعدم تكسير التوازن الإقليمي في شمال إفريقيا.وفي تطور آخر مرتبط بهذا الملف، أعلنت بوليفيا عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع ما يسمى “الجمهورية الصحراوية” واعترفت مجددا بها بعدما كانت قد علقت الاعتراف خلال يناير من السنة الماضية.ويأتي الاعتراف بالجمهورية المعلنة من طرف البوليساريو نتيجة عودة اليسار الى الحكم في عدد من الدول، فقد سيطر اليمين على البيرو منذ أواسط التسعينات مع الرئيس ألبرتو فوجيموري وقتها، وكان صديقا للمغرب وسحب الاعتراف بالبوليساريو. وبدورها سحبت بوليفيا الاعتراف خلال يناير الماضي بعدما وصل اليمين مؤقتا الى رئاسة البلاد ممثلا في الرئيسة وقتها جنين أنييس.وقد فاز اليساري بيدرو كاستيو في الانتخابات الرئاسية التي جرت في البيرو مؤخرا، ويعد من المتعاطفين مع جبهة البوليساريو، ولهذا قام بهذا التغيير الكبير في السياسة الخارجية في هذا الملف. وحدث السيناريو نفسه في بوليفيا، فقد عاد اليسار الى الحكم ممثلا في الرئيس لويس آرسي بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت خلال نوفمبر الماضي.وتشكل عودة اليسار الى الحكم في أمريكا اللاتينية تحديا حقيقيا للدبلوماسية المغربية التي تجد نفسها مطالبة بإعادة تسطير استراتيجيتها لمواجهة عمليات الاعتراف هذه. وكانت عدد من دول المنطقة تعترف بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو ثم تراجعت ثم اعترفت من جديد، وذلك ارتباطا بنوعية السلطة السياسية في الحكم، إذ يتعاطف اليمين عادة مع المغرب بينما يتعاطف اليسار مع جبهة البوليساريو.ومن ضمن الدول التي تعترف بالجمهورية التي أعلنتها البوليساريو، هناك فنزويلا وبنما والمكسيك والبيرو وبوليفيا والأوروغواي، في حين تساند دول أخرى مثل الأرجنتين والتشيلي والبرازيل مساعي الأمم المتحدة. وكانت البرازيل على وشك الاعتراف بمغربية الصحراء عندما أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، لكنها لم تقم بالخطوة.


www.deyaralnagab.com