logo
1 2 3 45553
غزة..فلسطين المحتلة : الربط بين الإعمار وتبادل الأسرى يفجر وساطة التهدئة بين فصائل المقاومة وإسرائيل!!
22.06.2021

بالرغم من عدم إحراز جهود التهدئة أي تقدم تجاه تحسين أوضاع غزة المعيشية، وعدم حمل المنسق الأممي تور وينسلاند أي إشارات إيجابية لحركة حماس، خلال اللقاء الذي جمعه بقيادة الحركة، إلا أن الوسطاء لا زالوا يواصلون الاتصالات في مسعى منهم لعدم ذهاب الأمور نحو التصعيد من جديد، بعد أن قررت الفصائل الذهاب نحو تصعيد المقاومة الشعبية، حال بقي الموقف الإسرائيلي على ما هو عليه.مصادر مطلعة في فصائل المقاومة، قالت إن جهود الوسطاء لم تنتهِ، وإنه طُلب من المبعوث الدولي، كما طُلب من المسؤولين المصريين، الضغط على حكومة الاحتلال، لدفعها تجاه تطبيق بنود التفاهمات، والبدء بشكل فوري بإنهاء أي قيود على حركة المعابر، وعودتها للعمل كما كانت قبل العدوان الأخير.كما جرى إبلاغ المبعوث الدولي من قيادة حركة حماس، برفض الحركة الربط بين مسارات التفاوض غير المباشر، خاصة ما بين التهدئة وتطويرها وإعمار غزة، وملف صفقة تبادل الأسرى.ووفق التوجهات الأولية، ستذهب فصائل المقاومة صوب الضغط بالفعاليات الشعبية الخشنة على حدود غزة، في حال استمر التعنت الإسرائيلي تجاه إنهاء معاناة سكان غزة المحاصرين، وهو ما من شأنه أن يقرّب مسألة اندلاع مواجهة مسلحة في القريب العاجل، بسبب استراتيجية حكومة الاحتلال الجديدة التي تساوي بين إطلاق “البالونات الحارقة” أشهر الوسائل الخشنة، وبين إطلاق الصواريخ، حيث تقوم على إثر ذلك بقصف قطاع غزة بالطائرات، بعد أن قررت تغيير قواعد الاشتباك.وقد حذرت المقاومة من ذلك، وتوعدت بالرد على تلك الهجمات بالمثل، بعد أن مررت لحكومة الاحتلال عبر الوسطاء رسائل بهذا الشأن.وحسب المصادر، فإن وسطاء التهدئة يكثّفون في العادة اتصالاتهم في حالة التوتر، وإن الأمر سيكون في حال عادت السخونة من جديد لمناطق الحدود، أو توسعت في حال قررت المقاومة، الاستمرار في الفعاليات الشعبية الرافضة لتشديد الحصار، الذي يمس حياة سكان غزة.ومن المقرر أن يقوم الوسطاء في الأيام القليلة القادمة، باتصالات لمنع تدهور الأمور والعودة إلى المربع الأول، خاصة وأن حركة حماس لم تقتنع بآخر الخطوات التي اتخذتها سلطات الاحتلال، والتي اشتملت على تخفيف بعض القيود عن قطاع غزة بما يخص حركة المعبر التجاري، والآخر المخصص للأفراد مع قطاع غزة، بالسماح بتصدير المنتجات الزراعية وإدخال وإخراج البريد.وطالبت الحركة من المبعوث الدولي بأن تفتح المعبر بالشكل الطبيعي، وزيادة مساحة الصيد كما كانت، وإدخال المنحة القطرية المخصصة للعوائل الفقيرة، التي يمنع الاحتلال إدخالها منذ أسابيع، خاصة وأن المبعوث الدولي، أبلغ قيادة الحركة أن إسرائيل تربط التقدم بملف الإعمار والتهدئة بإنجاز ملف تبادل الأسرى.ولعدم وجود موافقة إسرائيلية على هذه المطالب، وربطها بصفقة الأسرى، الأمر الذي ترفضه حماس، كان يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في غزة، قال إن اللقاء الذي جمعه بمنسق الأمم المتحدة كان “سيئا وغير مثمر”، موضحا أنه سيتم تدارس الوسائل الشعبية للضغط على الاحتلال.وأشار السنوار إلى أنه جرى خلال اللقاء نقاش القضايا التي سببت انفجار الأحداث، وتحديدا عدم التزام الاحتلال بالقانون الدولي، وانتهاكاته الصاخبة، وأضاف: “أوضحنا لمنسق الأمم المتحدة أنه لا بد من حل جذور المشكلة ونزع صواعق الانفجار”، وتابع: “أخبرنا ممثلي الأمم المتحدة أننا لن نقبل باستمرار الأزمة الإنسانية في غزة”، لافتا إلى أن الاحتلال يعاقب كل الفلسطينيين في غزة.جدير ذكره وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، أبقى على شرط عملية إعادة إعمار قطاع غزة، بأن يتم إنجاز صفقة تبادل أسرى، وقال متوعدا: “إذا لم تفهم حماس ذلك فسنجعلهم يفهمون”.وجاء ذلك، بعد أن اختتم الوفد الأمني الإسرائيلي، سلسلة لقاءات في القاهرة مع المخابرات المصرية، بحث خلالها صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وإبرام تهدئة في قطاع غزة. ووفق تقارير عبرية فإن اللقاءات كانت “استقصائية” ولم تشهد تقدما حتى الآن، وقالت إن الوفد الإسرائيلي كان يتكون من منسق الأسرى والمفقودين يارون بلوم، ومبعوث مستشار الأمن القومي نمرود غاز.ووفق ما كُشف، فإن المسؤولين الإسرائيليين التقيا مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية أحمد عبد الخالق في القاهرة، وأن وفد تل أبيب عاد للتشاور مع المستوى السياسي، إذ لا يُعرف بعد موقف الحكومة الجديدة من ملف الأسرى الإسرائيليين والتهدئة.وفي هذا السياق، كُشف النقاب في إسرائيل بأن وفودا أمنية عدة ستتوجه إلى مصر لبحث عدة ملفات، من بينها وفد أمني سيغادر قريبا، في إطار جهود الوساطة المستمرة للتوصل لتهدئة مع غزة.يشار إلى أنه جرى التوصل يوم 21 من الشهر الماضي، لقرار يقضي بوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة وبين دولة الاحتلال، بوساطة عدة جهات أبرزها مصر.وجاء ذلك بعد عدوان إسرائيلي خطير على غزة دام لـ11 يوما وخلّف نحو 260 شهيد بينهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، كما أحدث دمارا كبيرا في المباني والبنى التحتية.ومنذ ذلك الوقت أجريت عدة جولات واتصالات بادر إليها الوسطاء، حيث زارت وفود من غزة وإسرائيل القاهرة، فيما قامت وفود أمنية مصرية بزيارة تل أبيب وغزة، وكان أبرز الزيارات تلك التي قام بها مدير المخابرات المصرية الوزير عباس كامل بهدف تطوير اتفاق وقف إطلاق النار.وتطلب الفصائل الفلسطينية بأن يرفع الحصار عن غزة بشكل كامل، وإنجاز عملية إعادة إعمار ما خلفته دولة الاحتلال من دمار كبير، دون أي معوقات.


www.deyaralnagab.com