أثارت عملية اغتيال محمود الورفلي “ضابط الإعدامات” في قوات الجنرال خليفة حفتر، جدلا واسعا حول الجهة المسؤولة عن عملية الاغتيال، وخاصة بعد الكشف عن آخر مكالمة للورفلي، توقع خلالها محاولة التخلص منه.وكانت مصادر أمنية ليبية أكدت، الأربعاء، قيام مسلحين مجهولين باغتيال الورفلي، آمر محاور قوات الصاعقة التابعة لقوات حفتر والمطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، بعد استهداف سيارته في مدينة بنغازي شمال شرق ليبيا.وأثارت عملية الاغتيال جدلا واسعا داخل ليبيا وخارجها، حيث كشفت الناشطة الليبية، نادين الفارسي، لإحدى الفضائيات المحلية عن تسجيل صوتي قالت إن الورفلي أرسله لها وطلب منها نشره فور اغتياله.والتسجيل الصوتي هو لآخر مكالمة بين الورفلي والقيادي في قوات حفتر، ناصر القرش، يؤكد فيه الورفلي أنه سيتم اغتياله فيما يتعهد القرش الموجود في القاهرة بالعودة إلى بنغازي ومساعدته.فيما أعاد نشطاء نشر مكالمة مسرّبة بين محمود الورفلي ومدير مكتب حفتر، عون الفرجاني، وفيها يحذر الورفلي من محاولة تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية، مهددا بحرق الأخضر واليابس في ليبيا.وكان يوسف شاكير، المستشار السابق للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، توقع في 2018 أن يقوم خليفة حفتر بتسليم محمود الورفلي للمحكمة الجنائية الدولية بعد أن يفكك قوات الصاعقة التي ينتمي إليها.وكتب محمود رفعت، الناطق باسم “مجموعة العمل الدولية من أجل ليبيا” ورئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، “مقتل محمود الورفلي أحد أهم أذرع حفتر والمطلوب الأبرز للجنائية الدولية، هو عملية تصفية بلا شك، كونه أهم أدلة الإثبات التي تدين كل من حفتر وحكام الإمارات وقادة الجيش المصري بجرائم ضد الإنسانية في ليبيا. وقد بلغني منذ أيام رغبته المثول أمام الجنائية الدولية، وكنت أحاول مساعدته”.ودوّن الباحث محمد المختار الشنقيطي “في ليبيا قُتِل اليوم أحدُ القتلة، هو محمود الورفلي، فهل هو انتقام على يد بعض ضحاياه الكثر، أم تصفية داخلية على حفتر، بغرض التخفف من عبئه السياسي؟”.وأضاف المحلل العسكري ناصر الدويلة “تواترت الأنباء عن تصفية المجرم محمود الورفلي وهو كنز معلومات لمجرم الحرب حفتر ومطلوب للجنائية الدولية وكان اسره حتميا بعد توحيد الحكومة، لذلك يتهم حفتر وبعض اجهزة المخابرات الداعمة لحفتر انها دبرت اغتياله لتختفي معه معلومات عن جرائم كثيرة نفذها حفتر وداعموه”.وخلال السنوات الأخيرة ظهر الورفلي – في عدد من الفيديوهات المثيرة للجدل – وهو يشرف على تنفيذ عدد من الإعدامات الجماعية بحق أشخاص عزّل اتهمهم بالانضمام لتنظيم “الدولة” المتطرف في ليبيا، فيما تتهمه المحكمة الدنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية وتطالب بتسليمه منذ سنوات من قبل السلطات الليبية.