العراق :الحرب والفقر يخلفان أكثر من 50 ألف أرملة ومطلقة في الموصل!!
15.12.2020
مرت قبل أيام ذكرى استعادة مدينة الموصل من سيطرة «الدولة الإسلامية» وانتهاء العمليات العسكرية، بعد 3 سنوات من إحكام التنظيم قبضته على ثاني أكبر مدينة في العراق. هذه الحرب خلفت مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة، لن تنتهي معاناتها في ظل تخبط حكومي ومشاكل سياسية ألقت بظلالها على البلاد.وتعد المرأة من أكثر المتضررين نتيجة هذه الحرب، فمن مات زوجها تصبح إعالة عائلتها ملقاة على عاتقها، فتضطر للخروج بحثاً عن العمل، وهناك فئة أخرى، هن المطلقات. وكان من أسباب الطلاق ارتفاع معدلات الفقر في المدينة إذ تؤدي إلى مشكلات عائلية وأسرية تصل إلى الطلاق، فتكون المرأة هي الضحية سواء كانت أرملة أو مطلقة.مستشارة محافظ نينوى لشؤون المرأة والطفل، نادية الجبوري قالت لـ «القدس العربي»: «لدينا إحصائيات وقاعدة بيانات عن أعداد الأرامل والمطلقات في المدينة». وأوضحت أن «هناك 45 ألف أرملة ومطلقة في المدينة، 23 ألفا منهن يتسلمن راتباً تقاعدياً، في حين هناك 22 ألفا لم يحصلن على حقوقهن ويعشن في أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة».وذكرت أن «هذه الإحصائية فقط للنساء المسجلات لديهم، وهناك فئة أخرى لم يتم تسجيلها وهي لعائلات تنظيم «الدولة» حيث لا توجد أي قاعدة بيانات لديهم عن تلك العائلات وأعدادها، ولكن يصل عددهن من 5 آلاف إلى 10 آلاف امرأة بالإضافة إلى الأطفال غير المسجلين، وهؤلاء غير مشمولين أو مضافين مع الفئات الأخرى من الأرامل والمطلقات».وأشارت إلى «تشريع قانون خاص بالناجيات يضمن حقوقهن وتعويضهن وتخصيص رواتب شهرية لهن من الرعايا والضمان الاجتماعي بالإضافة إلى توجيه المنظمات الدولية لتقديم الدعم النفسي أولا والمادي للقيام ببعض المشاريع المصغرة لهن».وأضافت أن «الناجيات ينقسمن إلى قسمين، قسم من الناجيات تأثرن بفكر داعش وأصبحن يحملن هذا الفكر ولا يقبلن العودة للأهل بعد أن أصبح لديهن عائلة وأطفال، والقسم الآخر من كن يرفضن منذ البداية الفكر الداعشي ومكرهات على التعايش معهم وممارسة الحياة اليومية، لكن لديهن الإرادة والأمل بالعودة لأهلهن، ولكن كل واحدة منهن تعاني من وضع نفسي متأثرة بما تعرضت له من انتهاكات واغتصاب».وبينت الناشطة في مجال حقوق المرأة سوزان جميل لـ«القدس العربي» أن «في مدينة الموصل تقطن آلاف النساء الأرامل والمطلقات ممن لم تنجز لهن لحد اللحظة رواتب الرعاية الاجتماعية بسبب إهمال الحكومة لهذه الفئة».وأوضحت : «لا تزال قضايا مدينة الموصل عقيمة وتبقى مجرد إحصائيات على ورق ، حيث هناك 22 ألف وحدة سكنية مدمرة غالبيتها لنساء أرامل أصبح لا مأوى لهن، وآلاف المغيبين والمفقودين تاركين وراءهم نساء مصيرهن مجهول، وأكثر من 52 ألف معاملة تعويضية لممتلكات فقط وتقول (ن.م) وهي من المنطقة القديمة : «قتل زوجي في حرب تحرير مدينة الموصل من التنظيم الإرهابي داعش ولا تزال معاملتي قيد التنفيذ ولم أحصل لا على تعويض ولا راتب شهري ، مما اضطرني للعمل بمختلف الأعمال من أجل توفير لقمة العيش لأولادي، حيث تخفق الدولة في تمشية معاملات النساء الأرامل ولا نعلم هل هو تقصير من الموظفين العاملين عليها أم عدم اهتمام من الحكومة نفسها».وأضافت: «لا يخفى على المجتمع ما تتعرض له تلك النساء من ضغوطات نفسية واجتماعية بسبب وضعهن الاقتصادي المتدهور و ما يلاقيته من إذلال من أجل لقمة العيش».وتعمل الأرملة (أم جاسم ) في تنظيف حمامات أحد مطاعم مدينة الموصل وتقول : «أنا مضطرة لهذا العمل من أجل أن أعيل أولادي الأيتام وابنتي المطلقة وهي صاحبة طفلين أيضا ولا تمتلك راتب رعاية وليس لديها نفقة، مما جعلني المسؤولة عنها وعن أولادها مما زاد من مسؤوليتي تجاه عدد أكبر من الأفراد».وأضافت: «لا أستطيع أن أدفع ابنتي للعمل لأنها شابة وأخشى عليها من المجتمع حيث حوادث التحرش والمساومات على الشرف قد انتشرت، وتُستغل هذه الفئة من النساء وقد يتعرضن إلى التحرش الجنسي» ، لذلك «تفضل أم جاسم ذات الـ 54 عاماً أن تعمل في تنظيف الحمامات وخدمة البيوت من أجل توفير لقمة العيش لعائلتين والحفاظ على شرف ابنتها العشرينية» حسب قولها.!!
www.deyaralnagab.com
|