تحوّل برلمان تونس إلى مسرح للاتهامات بالانتماء لتنظيم «الدولة الإسلامية» حيث اتهم عدد من النواب ائتلاف «الكرامة» بالترويج لخطاب «يمجّد» الإرهاب، ورد أحد نواب الائتلاف بدعوة زملائه لمغادرة البرلمان، فيما دعت برلمانية النيابة العامة لمحاكمة زميلها الذي أهان المرأة، وطالب نائب آخر بتوفير طبيب نفسي لزملائه «المرضى».وخلال الجلسة المخصصة للنظر في مشروع قانون المالية لعام 2021، أمس الأحد، طالب عدد من الكتل بإدراج نقطة إضافية في جدول أعمال الجلسة، لمناقشة ما ورد في مداخلة النائب عن ائتلاف الكرامة، محمد العفاس، التي اعتبروها إهانة للمرأة التونسية.وكان العفاس انتقد مبدأ حرية المرأة الذي اعتبره «حرية الوصول إلى المرأة» كما اعتبر المرأة «سلعة رخيصة» ووصف الأمهات العازبات بـ«العاهرات» وهو ما أثار موجة استنكار واسعة في تونس.وخلال الجلسة، طالبت رئيسة كتلة الدستوري الحر عبير موسي، بعقد مكتب برلمان استثنائي لإصدار قرار إدانة ضد العفاس «الذي أهان نساء تونس وعليه الاعتذار» فيما طالبت النائب عن كتلة «الديمقراطية» ليلى حداد، النيابة العامة بمعاينة مداخلات بعض النواب التي تمجد الإرهاب وتبث خطابا داعشيا متطرفا وعنيفا. كما طالبت بتطبيق القانون على النواب وإحالة كل من مجد الإرهاب وفق قانون الإرهاب، معتبرة أن المسألة تتعلق بالأمن القومي. كما اتهم النائب عن الكتلة ذاتها، سالم الأبيض، العفاس بـ«تجنيد» الشباب التونسي لصالح المخابرات الأجنبية وإرسالهم للقتال، حيث خاطبه بقوله «كنت تؤم الناس في المساجد لإرسال الشباب إلى المحرقة مقابل أخذهم 30 ألف دولار».كما اتهمه بالانتماء إلى منظومة مجرمة بقانون الإرهاب في تونس والقوانين الدولية، مضيفا «نحن في دولة مدنية ولسنا في دولة داعش».وتابع بقوله «أتحداك في مناظرة تلفزيونية تبث على المباشر تقدم فيها طرحك وأقدم فيها طرحي».فيما عبر النائب عن كتلة ائتلاف «الكرامة» عبد اللطيف العلوي، عن رفضه لتخصيص جزء من الجلسة العامة المخصصة لمناقشة قانون المالية، لمناقشة مداخلة زميله محمد العفاس، معتبرا أن ذلك «فيه مس لحرية التعبير» وهدد بالتصعيد إذا تم تغيير جدول أعمال الجلسة، مضيفا «إخوتنا في التيار وحركة الشعب إن ما يجمعنا أكثر مما يجمعكم بالفاشية». كما عبر عن استغرابه الشديد من الانتقادات التي يوجهها بعض النواب للبرلمان، مضيفا «إذا كان هذا البرلمان لا يشرف بعض النواب فليخرجوا منه غير مأسوف عليهم».وتابع بقوله «للأسف الشديد يتهموننا بكل شيء سلبي، كالتكفير والدعوشة (نسبة لتنظيم الدولة) والتطرف لمجرد موقف بخصوص المرأة التونسية».وفي رده على مداخلة العلوي، قال رئيس كتلة «الديمقراطية» محمد عمار «عبد اللطيف العلوي في كل مرة يطلق تهديدات داخل البرلمان، هل تحول إلى شورب البرلمان (شخصية بلطجي في أحد المسلسلات) أم ماذا؟». فيما اعتبر النائب أنور بالشاهد أن 70 في المئة من النقاشات تحت قبة البرلمان ابتعدت عن مشاكل الشعب. ودعا بالشاهد إلى إيقاف عمل البرلمان إلى حين تجاوز جميع المشاكل. كما طالب بتوفير طبيب نفسي لـ«المرضى داخل المجلس».!!