ضربت سيدة في إحدى أفقر مناطق الأردن وأكثرها ارتفاعا في الحرارة رقما قياسيا لعدد مخالطيها بعد إصابتها بفايروس كورونا بطريقة غامضة.ونتج عن ذلك ولأول مرة تسجيل عشرات الإصابات في محافظة الكرك جنوبي البلاد التي لم تسجل فيها وطوال الأشهر الستة الماضية أي إصابة محلية من داخل المحافظة.ووسط مخاوف ما سمته لجنة الوباء الوطنية بالانتشار المجتمعي للوباء يبدو أن محافظة الكرك التي بقيت نظيفة من الفايروس أصيبت من إحدى أضعف خواصرها وهي منطقة الأغوار الوسطى المحاذية للمدينة المعروفة، وحسب التقارير والاستقصاء الوبائي، أصيبت سيدة في الخمسين من عمرها من منطقة الأغوار بالفايروس بطريقة غامضة.لاحقا ثبت مخبريا أن السيدة المصابة نقلت العدوى لـ 24 شخصا على الأقل حتى ظهر الثلاثاء من أفراد عائلتها حيث عدد كبير من المواطنين يعيشون بالعادة في بيوت صغيرة ويعملون في الزراعة.وقررت السلطات إجراء 300 فحص للفايروس كورونا في المنطقة.وتتوقع ظهور بؤرة جديدة بعشرات الإصابات بعد أن درست المسألة إحصائيا ورقميا وصرحت السلطات الصحة بوجود شكوك لديها بأن السيدة المصابة والنشطة جدا اجتماعيا خالطت على الأقل وفي يومين وبعد إصابتها نحو ألف شخص وبالتالي أصيبت محافظة الكرك ولأول مرة بسبب نشاط تلك السيدة الاجتماعي.ويبدو أن السلطات في طريقها لعزل منطقة الأغوار الوسطى بكاملها بعد الظهور المفاجئ في تلك المنطقة لعشرات الإصابات وبصورة مفاجئة لم ترصد سابقا.وحسب معطيات خاصة حصلت عليها “القدس العربي” فقد حضرت السيدة الكركية عرسا مع نهاية الأسبوع وقامت بواجب العزاء مرتين على الأقل وتجولت بالفايروس الذي تحمله وسط عشرات الجارات والأقارب في مجتمع محلي كثيف لا يلتزم أصلا بغالبية معايير التباعد الاجتماعي.وما دامت السيدة نفسها قد نقلت العدوى لـ 24 شخصا من أقاربها على الأقل فالفرصة متاحة رقميا للتعامل مع عشرات الإصابات في محافظة الكرك جراء النشاط الاجتماعي المبالغ فيه لتلك السيدة وبدون أدنى التزام بتعليمات وزارة الصحة.وكانت محافظة الكرك في جنوب المملكة هي الوحيدة التي بقيت نظيفة بسجلات الفايروس قبل ظهور حالة تلك السيدة المماثلة على الأرجح في نشاطها لحالة سائق الخناصري الشهيرة.في غضون ذلك ومع ظهور بؤرة جديدة في الكرك بعد عمان والزرقاء يعتقد بأن مستوى تسجيل الإصابات قد يرتفع بحدة في الأيام المقبلة حيث طالب الناطق باسم لجنة الوباء الطبيب نذير عبيدات الأردنيين بالتضحية حتى تتمكن الأطقم من السيطرة على الفايروس معربا عن قلقه.وفي الأثناء أيضا زاد معدل الوفيات على نحو ملموس فقد تم الإعلان ظهر الثلاثاء عن وفاتين جديدتين وأمس الأول عن ثلاث وفيات.وبالتالي أصبح عدد الوفيات المسجل مرتبطا بالفايروس 19 وفاة في الأردن ستة منها على الأقل في الأسابيع الثلاثة الماضية في الوقت الذي لم تفسر فيه بعد الحكومة الأسباب الحقيقية علميا أو صحيا لتلك العودة النشطة للفايروس.!!