موريتانيا: الحكومة تتراجع عن فرض حاجز السن لدخول الجامعات!!
07.11.2019
نواكشوط: قوبل قرار الحكومة الموريتانية الذي أعلن عنه مساء الأربعاء والقاضي بالتراجع عن اشتراط حاجز السن لدخول الجامعات، بترحيب واسع.واحتفل الطلاب أمس بما اعتبره اتحادهم “انتصارا لهم على قرار جائر وعلى آلة قمع متوحشة”.وطالب الاتحاد ومؤيدوه في الساحة الموريتانية، الحكومة بإصدار مرسوم يلغي بصفة نهائية حاجز السن، حتى لا يستأنف العمل بحاجز السن خلال السنة الدراسة المقبلة ليتكرر ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة من صدامات وأعمال عنف.وجاء قرار تراجع الحكومة عن اشتراط حاجز سن الخامسة والعشرين بعد شهر من احتجاجات دامية نظمها الطلاب المتضررون، وقوبلت بقمع من شرطة مكافحة الشغب، كاد أن يتجاوز الحدود.وأعلنت الحكومة “أن قرار إلغاء حاجز السن اتخذ في ختام اجتماع للجنة وزارية مصغرة برئاسة إسماعيل بدَّ الشيخ سيدي رئيس الوزراء خصص للنظر في وضعية المنظومة التربوية، واتخاذ التدابير اللازمة لإطلاق عملية إصلاح قطاع التعليم في مختلف مستوياته التي تشكل أولوية قصوى لدى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني”.وفي هذا السياق، تناولت اللجنة الموضوع المتعلق بعائق السن الذي يحول، وفق النصوص المعمول بها حتى الآن، دون الاستجابة لبعض طلبات التسجيل في مؤسسات التعليم العالي.وأضاف التفصيل الحكومي “على الرغم من أن هذه المسألة لا يمكن أن تجد الحل النهائي لها إلا في إطار سياسة الإصلاح الشاملة التي تعكف هذه الحكومة منذ قيامها على بلورتها والشروع في تنفيذها في أقرب الآجال، ونظرا إلى ضرورة أن يتم البت في هذا الموضوع قبل انتهاء فترة التسجيل في مؤسسات التعليم العالي، فقد تقرر فتح باب التسجيل أمام الطلبة المعنيين، وستتولى مصالح التعليم العالي المختصة تنفيذ هذا القرار طبقا للإجراءات الجاري بها العمل”.“وفي إطار مهمتها التي تشمل، يضيف التفصيل الحكومي، من بين أمور أخرى دراسة المسائل المتعلقة بشروط الولوج إلى التعليم، والخريطة المدرسية، والكادر التربوي والإداري والبنى التحية، كلفت هذه اللجنة بالإسراع باتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان افتتاح السنة الدراسية الحالية في أفضل الظروف”.ومن المنتظر أن ينهي تراجع الحكومة عن فرض حاجز السن احتجاجات الطلاب التي شغلت الرأي العام على مدى أكثر من شهر، وأدخلت البلد في وضع بالغ التوتر.وضمن ردود الفعل المسجلة في هذه الحادثة، وجد الدكتور بدي ابنو و رئيس مركز الدراسات والأبحاث العليا في بروكسل أمس ما سماه “تهنئة ووقفة إجلال جد مستحقة لطلبة جامعة نواكشوط ولكل المناضلين الذين وقفوا معهم، تهنئة ووقفة إجلال لهم على انتصارهم التاريخي في وجه الغباء الهمجي الرسمي وغطرسته الشرسة والبدائية معا”.وقال “الصمت والتهاون كانا دائماً من أكبر حلفاء الجريمة، والعمل على محاكمة كل من اعتدى أو من أمر بالاعتداءات أو من دافع عنها، أولوية لكل من يهمه تقدم مسيرة الحق والعدل”.وأكد ولد ابنو “أن الدفاع عن الجريمة ليس رأيا بل جريمة أعظم، والدفاع عن أولئك الذين استغلوا السلطة العمومية للاعتداء على من مارسوا حقا دستوريا ليس رأيا ولا يمكن أن يكون”، مضيفا قوله “يلزم توثيق كل شي، المقاطع، والصور والأسماء، لنوثق كل شيء. يوما ما سيأتي من يعرف أن ضم دفتي الكتاب يقتضي أولا قراءته”.وأضاف “علينا نحن الآخرين، على الأقل نحن أبناء جيلي والأجيال السابقة، أن نبكي خجلا من أنفسنا، أن نخجل من مهانتنا وفشلنا الذريع في تشييد بلدان تحترم أبناءها وبناتها أو تمنحهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة”.وفي تعليق آخر على هذه الأحداث كتب الدكتور خليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي “أيا يكن الأمر، فإننا، وقد وقع ما وقع، بحاجة ماسة إلى أن نتبع السيئة الحسنة لعلها تمحوها”.وقال “الجراح النازفة من بعض شبابنا تتطلب ضمادا من نوع مختلف: مقاعد للدراسة، وتدابير احترازية مستقبلية تمنع تغول العصا على القلم والسوط على الحلم”.!!
www.deyaralnagab.com
|