لبنان : غضب بعد نبش قبر طفل سوري لأن المقبرة «ليست للغرباء»… ولبناني يتبرع بأرض ليدفن فيها !!
24.09.2019
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي خبر نبش قبر طفل سوري لاجئ في قرية لبنانية وإعادة جثته لعائلته، بحجة أن المقبرة «ليست للغرباء» وهي مخصصة للبنانيين فقط، مما أثار موجة غضب واستنكار لهذا التصرف وتم وصفه بالعنصرية.وجاء في الخبر المتداول أن عائلة سورية لاجئة أجبرت على نبش قبر طفلها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات وإخراجه من مقبرة بلدة عاصون في قضاء الضنية شمال لبنان، بعدما قيل لهم إن سلطات القضاء تحصر الدفن بأهل القرية من اللبنانيين فقط بسبب ضيق مساحة المقبرة.بالتزامن مع احتجاجات على «كاريكاتير عنصري» بثه تلفزيون الرئيس ميشال عون احد أبناء بلدة عاصون ويدعى الدكتور خالد عبد القادر شجب ما جرى من نبش للقبر وتبرع بقطعة أرض ليدفن فيها الطفل، وأوقفها للسوريين فقط، وأعلن أن «ما حدث في بلدتنا من إخراج جُثة طفل سوري من قبره بعد وضعه فيه، هو عمل مرفوض بالإجماع شرعاً وقانوناً وإنسانية… عمل ضجّت به وسائل الإعلام المحلية والعالمية شجباً واستنكاراً واستغراباً، وكانت لي مشاركات من خلالها، وعلى إثرها أعلنتُ عن تقديم قطعة أرض أملكها في البلدة نفسها، على أن تكون وقفاً لكل ميت من أشقائنا السوريين فقط دون غيرهم… هذه الارض كنت قد نويتُ تقديمها من العام الماضي، ولكن إجراءات التسجيل في السجل العقاري تحتاج إلى وقت، ولما حدثت الفاجعة قمتُ وأعلنتها صراحة».وأضاف أن «بعض الإخوة في بلدتنا لما علموا بالواقعة، (وهم من آل مريم) وعرفوا الأرض التي قدمتُها كمقبرة، أسرعوا وقدموا قطعة أرض أكبر للغرض نفسه، وأخذتُ على عاتقي إصلاحها وتسويتها. نحن نعمل لله وحده، ولا نتلقى الدعم من أي جهة داخلية او خارجية لأننا أحرار لا نرتهن لقرار أحد… وأزيدكم خبراً أنني كنت قد أسستُ مدرسة خاصة ومرخّصة من السلطات المحلية (روضة – ابتدائي -متوسط حتى التاسع) استقبل فيها أبناءنا من الإخوة السوريين واللبنانيين، ويدفع السوري نصف قسط اللبناني، مراعاة لظروفهم… ولا أُخفيكم ان هذه المعاملة للسوريين سببت لي حرجا مع اللبنانيين، إذ يطالبني بعضهم بمعاملتهم كالسوريين، ولكني لا أقدر على ذلك.وأضيفكم خبراً آخر وهو أني قد أسستُ محلاً تجارياً بإدارة ولدي لدعم المدرسة من خلال أرباحه ومساعدة السوريين في أجرة منزل، أو ثمن دواء، أو شراء أثاث».ورفضت شخصيات لبنانية عدة ما حدث، ومن هذه الشخصيات المسؤول في دائرة أوقاف طرابلس الشيخ فراس بلوط الذي قال في بيان إن «نبش القبر مرفوض جملة وتفصيلاً ولكن تلبيسه لباساً فتنوياً أمر مرفوض أيضاً… لنذكر جميعاً أن ساحتنا العامة والخاصة لا ينقصها تفجيرات وهمية جديدة».ومما جاء في بعض التغريدات التي أعربت عن استنكارها لنبش قبر الطفل: «مستوى من العنصرية يثير الغثيان. في زمن نظرية التفوق اللبناني الجيني لصاحبها جبران باسيل، لن يُستغرب أن يخرج هذا المستوى الحقير من العنصرية».وفي السياق «العنصري» نفسه نشرت قناة «أو تي في» التابعة للتيار الوطني الحر في لبنان والمحسوبة على فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، كاريكاتيراً خلال إحدى نشراتها المسائية الأحد، سخرت فيه من اللاجئين والنازحين وأبناء العمال الأجانب في البلاد «بشكل عنصري غير مسبوق».وملخص «الكاريكاتير» هو حول عودة الطلاب إلى المدارس، وتعليقاً على تصريح وزير التربية أكرم شهيب بأنه لن يسمح ببقاء أي طالب خارج المدرسة مهما كانت جنسيته. ويظهر في مجموعة الصور طالبان لبنانيان يهمان بالدخول إلى المدرسة ليتفاجآ بأنها لم تعد تتسع للطلاب، والسبب بحسب لافتة وضعت على باب المدرسة كُتب عليها: «نعتذر منكم المدرسة ممتلئة بالسوريين والعراقيين والفلسطينيين والهنود والزنوج والأحباش والبنغلاديشيين».!!
www.deyaralnagab.com
|