كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المعنيَّة برصد انتهاكات حقوق الإنسان، عن ممارسة ضباط عراقيين التعذيب في مركز احتجاز بالموصل حتى أوائل 2019. ونقلت المنظمة في تقرير لها، نُشر اليوم الخميس، على موقعها الإلكتروني، عن سجين سابق، حجبت اسمه وتفاصيل هويته لسلامته، تفاصيل ما رآه في سجن "الفيصلية".وقال السجين: إن "الحراس أخذوني ليلة وصولي إلى قسم خلف باب معدني معزول عن بقية الزنزانات، ورأيت 8 معتقلين يقفون عراة و4 حراس يرشونهم بالماء من دلو، ومن ثم يلقونهم أرضاً واحداً تلو الآخر، ويرفعون أرجلهم ويمررون أقدامهم في حلقتين من الحبال مربوطتين بعصا خشبية، لتثبيت القدمين في مكانهما".وأضاف السجين: "شاهدت الحراس يتناوبون على ضرب كل معتقل على قدميه بأنابيب بلاستيكية مدة 15 دقيقة بلا توقف، وبعد الضرب اعترف 6 من المعتقلين بانتمائهم إلى تنظيم (داعش)، وفاوض كل منهم على مدة عضويته التي سيعترف بها".وتابع: "الحراس استخدموا شكلاً من أشكال الإيهام بالغرق، وهم ما يُعرف باسم السفينة، ضد معتقلَين لم يعترفا، حيث ربط 5 حراس وضابط كل معتقل، وهو عارٍ، بنقالة برتقالية ورفعوها بطريقة تجعل أقدام المعتقل فوق رأسه ثم غطوا وجهه بمنشفة. ضربوا كل واحد منهم 5 دقائق بأنابيب بلاستيكية في أثناء صب الماء على فمه".وبيّن أن الحراس قيّدوا بعد ذلك أيدي الرجال خلف ظهورهم، وعلّقوهم من السقف باستخدام خطّاف وبكرة، في وضع يشار إليه باسم البزونة ("القط" باللهجة العراقية) لساعة تقريباً، ثم اعترفوا جميعاً نحو الساعة الـ2 صباحاً وأُعيدوا إلى زنزاناتهم.وشددت المنظمة الحقوقية على ضرورة أن يجري المفتش العام، جمال الأسدي، تحقيقاً فورياً في المزاعم المتصلة بسجن الفيصلية، وضمن ذلك مع الضباط المتورطين المذكورين في تقاريرها.وأوضحت المنظمة أنه رغم التقارير الموثوقة والمستفيضة حول التعذيب في أثناء الاحتجاز، لا يحقق القضاة العراقيون عادة في مزاعم التعذيب.من جانبها، قالت لُما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "مع تجاهل الحكومة العراقية تقارير موثوقة عن التعذيب، ليس من المستغرب أن تستمر الانتهاكات".وأضافت فقيه: "على حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أن تثبت للشعب العراقي أنها جادة في إنهاء التعذيب بمرافق الاحتجاز العراقية. هناك حاجة لاتخاذ إجراءات قوية".وحثت المنظمة الحقوقية مجلس القضاء الأعلى العراقي على إصدار مبادئ توجيهية بشأن الخطوات التي يجب أن يتبعها القضاة عندما يدّعي متهم تعرضه للتعذيب.!!