الأورومتوسطي يطالب السلطات الإيطالية بضمان محاكمة عادلة لرجل إطفاء إسباني أنقذ آلاف المهاجرين من الغرق!!
09.04.2019
جنيف- عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ إزاء إخضاع السلطات الإيطالية رجل الإطفاء الإسباني "ميغيل رولدان"، للمحاكمة، عقب قيامه وفريقه بإنقاذ آلاف المهاجرين من الغرق في عرض البحر الأبيض المتوسط. من الضروري الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي تقوم فيها سفن الإنقاذ بعملها، وأهمية العمل الذي تقوم به لإنقاذ الأرواح، والذي لا يمكن أن تحدّه القوانين التقييدية. وأوضح الأورومتوسطي في بيان صحفي اليوم الثلاثاء أنّ "رولدان هو جزء من المنظمة الألمانية غير الحكومية Jugend Rettet، التي تستخدم سفينتها Iuventa، لإنقاذ المهاجرين المعرضين للخطر في البحر الأبيض المتوسط، وخاصة على طريق الهجرة الرئيسي عبر المتوسط.ولفت المرصد الحقوقي إلى أنّ فريق Jugend Rettet المكون من 7 أفراد، تمكن من إنقاذ أكثر من 14,000 شخص على مدار عامين، ولكن في 2 أغسطس 2017، استولت السلطات الإيطالية على قارب Iuventa، متهمةً إياهم بـ "تسهيل الهجرة غير الشرعية"، مشيرًا إلى أنه وعقب تحقيق محلي، اتهم قاضٍ إيطالي الفريق، الذي يتكون من 7 ألمان واثنين من الأسكتلنديين، بالإضافة إلى "رولدان" بـ "مساعدة تجار البشر". وأشار الأورومتوسطي في هذا الصدد إلى حادثة رجال الإطفاء الإسبان الثلاثة والذين وقعوا في حادث مماثل في اليونان في العام 2018، وواجهوا عقوبة بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة "الإتجار بالبشر"، لكن تمت تبرئتهم جميعًا فيما بعد، مبينًا أن تلك الحادثة تثير مخاوف بشأن طول مدة الحكم التي يواجهها "رولدان". وذكر الأورومتوسطي أنّ القانون الإيطالي لعام 2003 لمكافحة الإتجار بالبشر، المسمى "تدابير مكافحة الإتجار بالأشخاص"، يحظر جميع أشكال الإتجار، ويحدد عقوبات بالسجن من 8 إلى 20 سنة لقاء ذلك. ويواجه "رولدان" أعلى عقوبة -في ظل أنباء تتحدث أنه سيحكم بالسجن لمدة 20 عامًا- على الرغم من أنّ الأدلة تشير إلى أنّ الطاقم لم يحصل على أي مدفوعات وأنه تصرف فقط عند تلقي طلب استغاثة، وهو التزام بموجب القانون الدولي العرفي والعديد من الاتفاقيات الأخرى، مثل اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، المعروف باتفاقية "خليج مونتيغو". يشار إلى أنه في العام 2017، وضعت إيطاليا "مدونة قواعد السلوك" لسفن الإنقاذ الإنسانية - والتي وقّعتها فقط ثلاث منظمات تعمل في وسط البحر المتوسط. وبموجب هذا القانون، فإنّ على أفراد الجيش أو الشرطة المسلحة الإيطاليين الامتناع عن نقل اللاجئين من سفن إلى سفن أخرى، الأمر الذي يمكن أن يَحُدّ من عمليات الإنقاذ. وبيّن المرصد الحقوقي أنّه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي تقوم فيها سفن الإنقاذ بعملها، وأهمية العمل الذي تقوم به لإنقاذ الأرواح، والذي لا يمكن أن تحدّه القوانين التقييدية، إذ يجب أن تكون القيود المنصوص عليها في القانون متناسبة ومتسقة مع الحقوق الأخرى وجميع الالتزامات الدولية. ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات الإيطالية إلى السماح بإجراء محاكمة عادلة ل"رولدان"، مع الأخذ بالحسبان أنّ "رولدان" وفريقه قدّموا المساعدة للمهاجرين وطالبي اللجوء، وقد نجحوا بالفعل في إنقاذ الآلاف منهم من الغرق عندما تركهم المهربون في البحر. وأكد المرصد الأورومتوسطي على الحق في الحياة، باعتباره غير قابل للانتقاص، والذي ينبغي حمايته بموجب العديد من الاتفاقيات التي صادقت عليها إيطاليا، بما في ذلك الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والقواعد العرفية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. بدورها، قالت "سارة بريتشت"، المتحدثة باسم المرصد الأورومتوسطي: "صحيح أنّ القانون يحظر القتل خارج إطار القانون، ولكنه أيضًا يفرض التزامًا بحماية الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر". وأضافت "لا ينبغي نفي شرعية تصرفات "رولدان" وأعضاء الطاقم الآخرين، حيث أنهم يحاكمون فقط لفعلهم الصواب بموجب تلك القوانين". وكان المرصد الأورومتوسطي قد وجه رسالةً عاجلة، إلى "فابريزيو بيتري"، رئيس اللجنة الوزارية الإيطالية لحقوق الإنسان، ولجنة التعاون الدولية لإيطاليا، حث فيها السلطات الإيطالية على توسيع نطاق فحص الأدلة، من خلال النظر في الظروف على الأرض. صحيح أنّ القانون يحظر القتل خارج إطار القانون، ولكنه أيضًا يفرض التزامًا بحماية الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر : وقال الأورومتوسطي في رسالته إنّ السلطات الإيطالية مطالبة بأن تأخذ في عين الاعتبار أنّ الذين يساعدون المهاجرين واللاجئين هم أناسٌ يعملون في البلدان التي مزقتها الحروب، حيث يتم استغلال المهاجرين واللاجئين وسرقتهم، بينما يموت الآلاف منهم في طريقهم إلى أوروبا. وأضاف أنّ "ليس "رولدان" وفريقه هم الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان، وليسوا حتمًا من يرتكبون انتهاكات ضد الاتحاد الأوروبي والقانون الدولي". وحثّ المرصد الأورومتوسطي في ختام رسالته السلطات الإيطالية على العمل مع السلطات المعنية في البلدان التي مزقتها الحروب لوقف استغلال المهاجرين، لا سيما في ليبيا، للمساعدة في إيجاد حلول للأزمات المستمرة في هذه البلدان، ولإعطاء هؤلاء المهاجرين، وكذلك أولئك الذين يحاولون مساعدتهم بحسن نية، سببًا للتفاؤل، بدلاً من معاقبة الأشخاص الخطأ، مثل "رولدان" وفريقه.!!
www.deyaralnagab.com
|