logo
1 2 3 45554
انقرة :اردوغان: تصريحات بولتون بشأن سورية "خطأ جسيم"!!
08.01.2019

استبق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، لقاءه المنتظر مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، بانتقادات قوية للإدارة الأميركية، واصفا تصريحات بولتون في إسرائيل بشأن سورية بأنها "خطأ جسيم ولا يمكن أن تقبل بها تركيا".وانتقد أردوغان، الذي كان يتحدث أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، "تعدد الأصوات" في الإدارة الأميركية، موضحا: "رغم توصلنا إلى اتفاق واضح مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب (بشأن شرق الفرات)، إلا أن هناك أصواتا مختلفة بدأت تصدر عن إدارته وتقول أمورا مختلفة".وقال إن "قتال وحدات حماية الشعب السورية الكردية لتنظيم "داعش" ليس سوى كذبة كبيرة"، مضيفا أن "ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء".وشدد على أن "وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني وجهان لعملة واحدة"، وأن "تركيا لا يمكنها التنازل في قضية الوحدات"، مبرزا أن "متمردي حزب العمال لا يمكن أن يكونوا ممثلين للأكراد".وأوضح أنه "بفضل جهود جنودنا الأبطال في القضاء على "داعش"، دخلت سورية مرحلة التخلص من بلاء هذا التنظيم بسرعة، ولكن لا يمكننا قبول الرسالة التي بعثها بولتون من إسرائيل".وأعلن الرئيس التركي أن بلاده "ستبدأ قريباً جداً التحرك ضد التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية"، مشيرا إلى أن "تركيا هي التي تحملت العبء الأكبر للأزمة الإنسانية الحاصلة في سورية. وهي الدولة التي تكافح الإرهاب بشكل حقيقي"، وأن الولايات المتحدة في المقابل، "ما زالت تماطل في قضية منبج السورية".وكان مستشار الأمن القومي الأميركي قال الأحد إن انسحاب بلاده من شمال شرقي سورية، وفق قرار الرئيس ترامب الشهر الماضي، سيتم، ولكن فقط بعد الانتصار على فلول تنظيم "داعش"، ووفقاً لما سمّاها "ضمانات من الأتراك بسلامة المقاتلين الأكراد".وأضاف بولتون، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة القدس المحتلة، أن "الجدول الزمني (للانسحاب) سيكون نتاج القرارات السياسية التي سنتخذها"، لكنه شدد على أنه ليس التزاماً غير محدود، لافتاً إلى أن بلاده "لا تريد أن تطلق تركيا حملة عسكرية، إلا من خلال تنسيقها مع الولايات المتحدة". كما تحدث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الإثنين، عن "تعهد" الرئيس التركي لنظيره الأميركي دونالد ترامب بأن "يواصل الأتراك الحملة على "داعش" بعد رحيلنا، وأن الأتراك سيضمنون حماية الأشخاص الذين حاربنا معهم - والذين ساعدونا في الحملة ضد "داعش"". ورفضت تركيا، في الرابع من يناير/ كانون الثاني، تصريحات سابقة لبومبيو، بشأن الأكراد في سورية، معتبرة أنّها "تنم عن نقص مقلق في المعلومات".وقال حامي أقصوي، الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، إنّ "قيام الوزير بومبيو بمساواة منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية بالأكراد، حتى لو لم يكن ذلك متعمّداً، ينمّ عن نقص مقلق في المعلومات".واستهل جون بولتون، اليوم الثلاثاء، لقاءاته في أنقرة مع المسؤولين الأتراك باجتماع مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وصفه متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأنه شهد "مناقشة مثمرة" في ما يتعلق بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من سورية.وأضاف المتحدث جاريت ماركيز، في بيان، أن الجانبين حددا موضوعات أخرى للحوار بشأنها، وأن الولايات المتحدة تتطلع للمشاورات بين جيشي البلدين اليوم.واستغرق لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي والمتحدث باسم الرئاسة التركية، في القصر الرئاسي، أكثر من ساعتين، فيما ينتظر أن يلتقي بولتون، في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، الرئيس رجب طيب أردوغان.وضم الوفد الأميركي، إضافة إلى بولتون، كلا من رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، ومبعوث التحالف الدولي لقتال "داعش" جيمس جيفري، وآخرين. فيما كان إلى جانب قالن في اللقاء، الذي استغرق ساعتين وعشر دقائق، نائب وزير الخارجية سادات أونال المعني بالملف السوري، ونائب وزير الدفاع يونس إمره قره عثمان أوغلو، ونائب رئيس الاستخبارات جمال الدين جيجك.ومن المنتظر أن يُعقد، في وقت لاحق، اجتماع ثنائي بين رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولر، مع نظيره دانفورد، في حين أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار سيستقبل بولتون ودانفورد وجيفري وبقية أعضاء الوفد.وتترقب الأوساط التركية والدولية لقاءات مستشار الأمن القومي الأميركي مع الجانب التركي، والتي ستتناول ملفات عدة، أبرزها مستقبل شرق الفرات، والانسحاب الأميركي من سورية.وتأتي زيارة بولتون في أعقاب إعلان ترامب، في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الانسحاب من سورية، غير أن هذا الانسحاب لن يكون فورياً، كما صرح مسؤولون أميركيون، ورُبط بشروط، وفق ما أفاد به مستشار الأمن القومي الأميركي قبل يومين من الأراضي الفلسطينية المحتلة، على رأسها موافقة تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة، وضمان مواصلة مكافحة تنظيم "داعش"، فيما أكد ترامب في تغريدة أن الانسحاب لن يكون فورياً.ومن ضمن مباحثات الملف السوري، سيكون تطبيق خريطة الطريق حول مدينة منبج على رأس المباحثات أيضاً. ومن المواضيع التي سيناقشها الجانب الأميركي مع نظيره التركي، إضافة إلى الملف السوري، موضوع "جماعة الخدمة" برئاسة فتح الله غولن، وملف حزب "العمال الكردستاني"، وصفقة شراء صواريخ "باتريوت"، ومقاتلات "إف 35"، والعلاقات التجارية المشتركة.!!


www.deyaralnagab.com