روحاني يهدد نفط الخليج.. والحرس الثوري: نقبّل يديك !!
05.07.2018
رغم اختلاف القراءات السياسية لتهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني بمنع تصدير نفط الخليج، جاء دخول الحرس الثوري على خطها لينقلها للغة العسكرية، في رسالة تصعيد جديدة من طهران التي تتأهب للتعامل مع حرب العقوبات الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.يوم أمس الثلاثاء صرح روحاني من سويسرا بأن "عدم السماح لإيران بتصدير نفطها يعني بأن نفط كل المنطقة لن يصدر" واتهم نظيره الأميركي بأنه "لا يفهم معنى تصريحاته".وأضاف الرئيس الإيراني موجها حديثه لترامب "إذا كنت قادرا على ذلك فافعل وانظر ماذا ستكون نتائجه".وتهديد روحاني هذا جاء ردا على تصريحات ترامب التي قال فيها إنه اتفق مع ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز على أن ترفع بلاده معدل إنتاجها من النفط بمقدار مليوني برميل يوميا.وردت السعودية ومن بعدها الإمارات بتأكيدهما أنهما قادرتان على تعويض أي نقص محتمل في أسواق النفط العالمية، دون أن تشيرا لترامب أو إيران.وبينما ردت طهران بقسوة على تصريحات ترامب وسعي بلاده الحثيث للضغط على الدول المستوردة للنفط الإيراني وإشهار سيف العقوبات بوجه دول وشركات تتعامل معها، جاء دخول الحرس الثوري الإيراني على الخط لينقل التهديدات الإيرانية لزاوية تبدو حرجة.ففي رسالة تأييد لتهديدات لروحاني، وصف قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني موقف الرئيس بـ "السليم" وأنه "جاء في وقته المناسب وأنه يعبر عن المصالح العليا للنظام" في البلاد.وأعلن سليماني وقوف الحرس الثوري بقوة خلف مواقف روحاني "المواجِهة لأميركا وإسرائيل وسياستهما في المنطقة" واعتبرها مدعاة للفخر.وتابع "إنني أقبل يديكم لتصريحاتكم الحكيمة والصائبة هذه التي جاءت في وقتها المناسب، ونعلن الاستعداد لتقديم أي خدمة لمصلحة الجمهورية الإسلامية".وقرأ مراقبون في رسالة سليماني بأنها بالغة الأهمية كونها تأتي من قائد فيلق القدس الذي يوصف بأنه "يد إيران الضاربة في المنطقة" حيث سبق أن ظهر وهو يقود معارك لقواته في العراق وسوريا.لغتان إيرانيتان
وعرفت التصريحات الإيرانية تصاعدا في لهجتها بعد تغريدات الرئيس الأميركي وتصريحاته التي استهدفت النفط الإيراني، ومن ثم مهاجمته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).فقبل روحاني وسليماني كان إسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس الإيراني يطلق تهديدات الأحد الماضي قال فيها إن "أي طرف يحاول انتزاع (حصة) إيران بسوق النفط إنما يرتكب خيانة عظمى بحق إيران وسيدفع ثمنها يوما ما".
وتستخدم طهران لغتين للرد على التهديدات التي تتعرض لها منذ أن مزق الرئيس الأميركي الاتفاق النووي معها:وهذا يتمثل باللغة التي تنتهجها إيران مع أوروبا عموما، وبقية أطراف الاتفاق النووي خصوصا.
فالرئيس روحاني يزور أوروبا هذه الأيام في مسعى لإنقاذ الاتفاق النووي قبيل اجتماع هام سيعقد الجمعة في فيينا لوزراء خارجية دول "4+1" (بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، ألمانيا) وممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.طهران صعدت من استخدامها ضد دول المنطقة وخاصة السعودية -دون أن تسميها حتى الآن- بعد أن أعلن ترامب موافقتها على زيادة إنتاجها من النفط بمليوني برميل يوميا، وهو ما يساوي حصة إيران تقريبا (2.3 مليون برميل يوميا).وفي تصريحاته يبدو روحاني مدركا لسعي واشنطن لتفجير بلاده من الداخل عبر سياسة الخنق بالعقوبات، وهو ما ظهر في موجة جديدة من الاحتجاجات قام بها تجار البازار وسط طهران الأسبوع الماضي.واختار روحاني في لقاءاته بمواطنيه في سويسرا والنمسا أمس واليوم توجيه خطابات لشعبه عبر رسائل تؤكد أن واشنطن لا تستهدف طهران وسياستها الخارجية وإنما خنق الشعب الإيراني وحصاره.لكنه أقر بأن واشنطن قادرة على إزعاج بلاده، وقال "لا أريد القول إن الأميركيين لا يمكنهم أن يسببوا مشاكل لإيران، لكنهم لا ينجحون أبدا بتنفيذ ما يدعون إليه وليس بمقدورهم قطع خطوط اتصال العالم مع إيران".وفي خيارات طهران لمواجهة حرب العقوبات عليها، اعتبر الأكاديمي والمستشار الاقتصادي السابق بالحكومة الإيرانية محمد حسين أنصاري فرد أن طهران تملك التأثير في الخليج وسوريا واليمن، وقال "كل هذه المنطقة ستتعرض لعدم استقرار".وتابع في حديث للجزيرة "إيران لديها عدد من الأوراق وأثبتت أنها قادرة على اللعب بها.. إيران لن تعلن الحرب على دول المنطقة، لكنها ستلعب الأوراق التي تملكها".لكن الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس د. رامي الخليفة العلي ذهب لوصف تهديدات روحاني بأنها مجرد "جعجعة بلا طحين".وقال إن دول الخليج في حالة اشتباك مع إيران التي تحارب عبر مليشياتها في سوريا واليمن، وزاد "إيران لا تستطيع أن تدخل في حرب مع معظم دول العالم التي تستورد نفطها من منطقة الشرق الأوسط".وبرأي العلي فإن ما ستقوم به واشنطن يتلخص بإقناع مستوردي النفط من إيران بالتوقف عن ذلك "وليس حصار الشواطئ الإيرانية ومنعها من تصدير نفطها".ويرى الباحث كذلك أن أزمة إيران تكمن في الداخل الذي يواجه انهيارا في العملة الوطنية، معتبرا أن أزمة طهران تنتهي بتغيير سلوكها.ووسط حرب التصريحات والتهديدات، تبدو المنطقة مقبلة على جولة تصعيد جديدة قد لا تقتصر على خطاب إيران تجاه السعودية فقط وإنما زيادة جرعة الضغط العسكري في الحروب التي تخوضها مباشرة أو عبر وكلائها باليمن وسوريا وربما أفغانستان.وفي الأثناء، تصارع طهران للحفاظ على الاتفاق النووي الذي يشكك مراقبون بإمكانية حمايته من قبل الأوروبيين وحدهم أمام موجة عقوبات تدخل الولايات المتحدة بثقلها لفرضها ليس على إيران فقط بل على كل من يتمرد عليها.!!
www.deyaralnagab.com
|