logo
1 2 3 45553
غازي عنتاب: أطفال المخيمات السورية بلا تعليم بعد مضي شهرين على افتتاح المدارس في معظم دول العالم!!
10.11.2016

رغم مرور شهرين على بدء الدوام المدرسي للعام الجديد في معظم دول العالم، إلا أن مخيمات اللاجئين السوريين ما تزال خارج الخطة التعليمية لعام 2016-2017تقول ميساء الجبل إحدى المشرفات على مخيم طيبة بسرمدا وهو مخيم مخصص للأرامل وأبناء الشهداء شمال سوريا في حديث خاص مع «القدس العربي»، «بعد مرور شهرين من بداية العام الدراسي لم تتبنَّ المنظماتُ المدنية العمليةَ التعليمة في المخيم، وأطفالنا اليوم بلا مدارس حتى الآن». وتتابع ميساء «لقد احتملت كل ظروف الحياة القاسية التي مرت بي بعد وفاة زوجي لكني لا يمكن أن أتصور أولادي بلا مدرسة».وتوضح سبب تأخر افتتاح المدارس في مخيم طيبة قائلة: «لقد كانت الجمعية العالمية الإنسانية هي من تشرف على المدرسة هنا في المخيم سابقاً، لكنها توقفت فجأة دون أن نعلم السبب، فيما لم تبادر إدارة المخيم بعمل أي شيء لتدارك الوضع».وتعد مشكلة التعليم في المخيمات السورية من كبرى المشاكل التي يعاني منها الأهالي، إذ تفتقد لكادر تعليمي مؤهل ومتكامل وتعتمد غالباً على الكفاءات المحلية الموجودة والتي تكون بغالبيتها غير مؤهلة علمياً وأكاديمياً، مما يعني أن أجيالاً كاملة باتت مهددة تحت خطر الجهل القسري. لا يبدو الوضع أفضل حالاً خارج المخيمات، وإن كانت المخيمات هي الأسوأ حظاً، ففي مدن وبلدات محافظة إدلب، تراجع الإقبال على التعليم بعد مجزرة حاس منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وباتت العديد من المدارس مغلقة بشكل كامل أو جزئي خوفاً من مجازر جديدة.من جهة ثانية يشكل السفر خارج المخيمات لأجل الدراسة نوعاً من الترف الفكري في حياة يسعى الجميع فيها لأجل أساسيات الحياة. تقول أم عبادة وهي إحدى المتطوعات في المجال التعليمي داخل المخيم في حديثها مع «القدس العربي»: نحن 22 متطوعة، عملنا جميعاً العام الفائت لشهور متواصلة دون أجر».وتوضح أم عبادة في حديثها أهمية التعليم لدى نساء المخيم وأطفالهن :»إن كانت الحرب قد فرضت علينا إلا أنه من غير الممكن أن نقبل بجيل لا يعرف سوى لغة السلاح، سنعمل حتى متطوعات، ما نريده هو الغرف الصفية، وكتب مدرسية والقرطاسيات اللازمة فقط».ترى الأمهات أن الحياة داخل المخيم باتت أمراً لا يطاق، حيث تسرق الأعمال اليومية الأطفال من طفولتهم، فقد أصيب أحدهم ويبلغ من العمر أحد عشر عاماً، بتآكل غضروفي في أحد مفاصل قدمه بسبب نقل المياه بأوعية ثقيلة إلى الكرفانة، حسبما قالت لـ «القدس العربي» إحدى الأمهات.تنتظر المعلمات في مخيم طيبة وغيره من مخيمات الشمال السوري إعلان أسماء المقبولات في مسابقة أعلن عنها من قبل جهات تدعي أنها تعليمية، لكن المعلمات والأهالي لم يعرفن لأي جهة تتبع وفق ما قالته أم عبادة. فيما غادر 70٪ من الأمهات الأرامل المخيم، باحثات عن مكان أفضل يوفر لأبنائهن مستقبلاً خالياً من العنف.وكان قانون حماية الطفل الذي أقرته الجمعية العامة في الأمم المتحدة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989 وبدأ تنفيذه في الثاني من أيلول/سبتمبر 1990، قد نص في مادته الرقم 28 على أن تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في التعليم، وتحقيقاً للإعمال الكامل لهذا الحق تدريجياً وعلى أساس تكافؤ الفرص، تقوم بوجه خاص بجعل التعليم الابتدائي إلزامياً ومتاحاً مجاناً للجميع، وجعل المعلومات والمبادئ الإرشادية التربوية والمهنية متوفرة لجميع الأطفال وفي متناولهم.فضلاً عن اتخاذ تدابير لتشجيع الحضور المنتظم في المدارس والتقليل من معدلات ترك الدراسة، وأن تتخذ الدول الأطراف التدابير المناسبة لضمان إدارة النظام في المدارس على نحو يتماشى مع الطفل ويتوافق مع هذه الاتفاقية.وأن تقوم الدول الأطراف في هذه الاتفاقية بتعزيز وتشجيع التعاون الدولي في الأمور المتعلقة بالتعليم، وخاصة بهدف الإسهام في القضاء على الجهل والأمية في جميع أنحاء العالم.!!


www.deyaralnagab.com