إقدامٌ فضح الجيش الصهيوني: عام على عملية الشهيد إياد العواودة!!
17.10.2016
رغم مرور عامٍ كامل، لا يزال والد الشهيد إياد العواودة يستذكر المقطع الذي حاول أحد ضباط جيش الاحتلال إخفاءه أثناء التحقيق معه، والذي تمثل بتسجيل لحظة هروب أحد الجنود أثناء تنفيذ إياد لعملية الطعن في منطقة رأس الجورة بمدينة الخليل قبل أن يصيبه بجراح.لحظات قرأ فيها والد الشهيد البطل إياد العواودة من قرية المورق غرب الخليل معاني الهزيمة التي لحقت بجيش الاحتلال، فقد وثقت كاميرات الفضائيات لحظة ملاحقة أحد الجنود وطعنه من قبل شاب أعزل من السلاح محصن بسلاح الإرادة والبطولة والشجاعة الذي افتقده الاحتلال في كل معاركه، وخرج والد الشهيد من مقابلة مخابرات الاحتلال آنذاك منتصراً بما رآه في عيون ضباط الاحتلال من هزيمة ألحقها الشهيد بهم.عائلة الشهيد العواودة ما زالت تعيش ذكراه العطرة، وكأنه بينهم في كل مناسبة تمر على العائلة، يقول والده "أشعر أن إياد معنا في كل يوم وأنه لم يغادرنا، وما زال حاضراً بشكل مختلف عمن فقدتهم من أقارب، فالشعور مختلف نحو إياد الذي يحيا بيننا وكأنه لم يفارقنا، هو شعور كشفت عنه عائلات شهداء انتفاضة القدس"."العملية البطولية التي نفذها الشهيد إياد كان لها وقع مختلف كشف حقيقة جبن جنود الاحتلال، حيث جاءت ردًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال في الخليل، وخاصة قتله للفتيات وإعدامهن في شوارع الخليل، والانتهاكات في المسجد الأقصى، كلها أشعلت فتيل التحدي والانتقام من الاحتلال لدى الشهيد العواودة".ويضيف العواودة أن نجله الذي كان يعمل في البناء بالداخل المحتل ووضعه المادي جيد ويحصّل شهرياً راتباً لا يقل عن عشرة آلاف شيكل كان دوماً متابعاً للأحداث وجرائم الاحتلال، خاصة أثناء الحرب على غزة، ويشتد غضبه عندما كان يسمع أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على فتاة أو طفل، كما وأن الاعتقال لدى الاحتلال مرتين لمدة عام عزز من موقفه تجاه الاحتلال.يوم قبل تنفيذ العملية غادر إياد المنزل لمدينة الخليل وأبلغ العائلة أنه سيتوجه لتصليح هاتفه النقال، ولدى عودته جلس مع أشقائه، ولم يظهر عليه شيء وقام بسقاية نخلتين كان قد زرعهما قبل أيام، وأجلس شقيقه الصغير بجواره، لكنه لم ينم تلك الليلة – كما كتب في وصيته – وأمضاها ساجداً قائماً لله داعياً أن يتقبله شهيداً، وانطلق صباحاً وهو صائم لتنفيذ العملية.وقد خط الشهيد بيده على نعش المسجد "لا إله إلا الله محمد رسول الله.. مرحبا بلقاء الله".. التوقيع إياد العواودة، ولم تمضِ أيام حتى حُمل عليه ـولم يلحظ المواطنون ما كتبه إياد إلا بعد أيام من استشهاده، فكأنه اليقين والتخطيط للشهادة.ولا تزال صرخات الجندي الهارب أمام الشهيد إياد العواودة لم تفارق المكان ومن شاهد الحادثة ووثقها من الصحفيين، فخلال لحظات ساد المكان جلبة سرعان ما اتضحت معالم المشهد بعدها، فشاب في العشرينيات من عمره يتثبث بسكين، ويلحق جنديا يحمل بندقيته وحوله عدد كبير من الجنود في منطقة رأس الجورة، فيلحق إياد بالجندي، ويتمكن من طعنه قبل أن يسارع الجنود لإطلاق الرصاص عليه، ومنع إسعافه والاعتداء على الصحفيين في المكان.ويصف والد الشهيد العواودة لحظة سماعه خبر استشهاد بالقول "دعوت الله أن يصبرنا، وسجدت شكراً لله واستجمعت قواي رغم صعوبة الموقف وفقدان الولد، وحتى عندما شاهدت جثمانه مع جيش الاحتلال لا أعلم مصدر تلك القوة التي تملكتني، فرغم قسوة مشهد أن ترى فلذة كبدك مقتولاً في كيس أسود، إلا أن الصبر والتحدي كان مرافقاً لي".ويعتبر العواودة وهو -عسكري متقاعد- أن ما قام به نجله شكل رمزاً للبطولة والإقدام، وكسر صورة الجندي الإسرائيلي خلال انتفاضة القدس، وشجع الشبان على المزيد من العمليات البطولية، حيث إنه لمس ما تركه إياد من هزيمة لدى اقتحام منزله من قبل مخابرات الاحتلال، عندما توجه له الضابط بالسؤال "ماذا سنعمل الآن!، من سيحلها"، معبراً عن عجزٍ وضعفٍ ووهنٍ ألحقه البطل إياد بصورة الجندي الإسرائيلي.ويوضح العواودة بأن المسافة التي كانت تفصل بين الشهيد إياد والجندي كانت كفيلة بأن يسيطر عليه الجندي بسلاحه، أو أن يطلق النار عليه، لكنه اختار طريق الهروب والفرار من المواجهة، رغم أن إياد بالأعراف العسكرية أعزل، ويمكن للجندي أن يتصدى لسكينه بدون إطلاق النار.ويبقى إياد العواودة وغيره من شهداء انتفاضة القدس نبراساً للشباب الفلسطيني اليوم، بما قدموه من تضحيات من أجل المسجد الأقصى، ورداً على جرائم الاحتلال المتصاعدة، ولما حملته ذكراهم من سير عطرة عنوانها الإقدام والبطولة وحب الوطن!!
www.deyaralnagab.com
|