العراق : قوة مسيحية مقاتلة تحرر قرية ضمن محور الخازر شرق الموصل من قبضة تنظيم داعش!!
04.09.2016
نينوى (العراق) - تستثمر جهات إقليمية ودولية مخاوف الأقليات في العراق من هجمات داعش للتشجيع على تكوين ميليشيات عرقية جديدة على خطى الحشد الشعبي المرتبط بإيران، والبيشمركة الكردية، وهو ما يفتح الطريق أمام تهميش الجيش كقوة قادرة لوحدها على حماية العراق.وأفاد مصدر عسكري عراقي السبت أن قوة من المكون “المسيحي” تمكنت من تحرير قرية، ضمن محور الخازر، شرق الموصل، من قبضة داعش، في أول اختبار لمقاتلي الأقليات ضمن تشكيل تأسّس مؤخراً لمحاربة داعش.وقال العميد بهنام عبوش، آمر قوة وحدات حماية سهل نينوى (مسيحية)، إن “قواته تمكنت من تمشيط قرية (بدنة كبير) وهي ضمن قرى قضاء الحمدانية والواقعة ضمن محور الخازر (إحدى جبهات القتال مع داعش)، شرق الموصل، وتشرف عليها قوات البيشمركة (الإقليم الكردي)”.وأوضح عبوش، أن “مقاتلين مسيحيين فقط هم من نفذوا العملية وبإسناد جوي من قبل طائرات التحالف الدولي”.وأضاف عبوش، “القرية تعود للشبك (طائفة كردية) وكانت خالية من السكان بعد سيطرة داعش عليها”، مبينا بأن “قواته نجحت في الاختبار الأول الذي كلفت به ومن المؤمّل أن تنسحب القوة إلى وحداتها بعد إنجاز المهمة”.ويشارك مقاتلو “وحدات حماية سهل نينوى” إلى جانب قوات البيشمركة الكردية ضمن محوري تلسقف والخازر شمال وشرق الموصل.ولم يكن ظهور هذه الميليشيا مفاجئا، فقد سبق أن سلطت عليه وسائل إعلام غربية الضوء منذ 2015، في سياق رغبة الولايات المتحدة في أن يتولى المسيحيون العراقيون الدفاع عن مناطقهم أسوة بالمناطق الشيعية والكردية والسنية.وقد تولت الولايات المتحدة بالتنسيق مع تركيا تدريب ميليشيا من العشائر السنية أطلق عليها اسم الحشد الوطني، لكن دورها ما يزال ثانويا في محاربة داعش.وأشارت مجلة “نيوزويك” الأميركية في فبراير 2015 إلى أن الآلاف من المسيحيين العراقيين شكلوا ميليشيا خاصة بهم، تحت اسم “وحدات الحماية المسيحية في سهول نينوى”.وقالت المجلة إن “وحدات الحماية المسيحية في نينوى” (إن بي يو)، تطوع في صفوفها 3 آلاف من الشباب الآشوريين كي يتدرّبوا، وقد أسس الميليشيا حزب “الحركة الآشورية الديمقراطية” العراقي.وكشفت “وول ستريت جورنال” من جهتها عن أن المئات من المسيحيين يتدربون في قاعدة سابقة للجيش الأميركي خارج مدينة كركوك التي تبعد 250 كيلومترا شمال غرب بغداد.وذكرت الصحيفة أنه تمت المصادقة في الكونغرس الأميركي على تقديم 1.6 مليار دولار لتدريب وإعداد المقاتلين لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونص قرار المساعدة على أنه يمكن استخدامها لتدريب الأقليات في سهول نينوى، كي تتمكن من الدفاع عن نفسها.ويعيد تشكيل ميليشيا للمسيحيين في العراق التذكير بدور نظرائهم في سوريا المجاورة حيث شكلوا المجلس العسكري السرياني الذي يلعب دورا فاعلا إلى جانب حزب وحدات حماية الشعب الكردي.وتعمل كل من تركيا وإيران على استقطاب التركمان ودعمهم ليكونوا قادرين على الدفاع عن مناطقهم، خاصة في كركوك الغنية بالنفط والتي يخطط الأكراد لإلحاقها نهائيا بإقليم كردستان العراق الذي يتجه للانفصال.وقال مراقبون عراقيون إن الدول الأجنبية المتورطة في الملف العراقي تعمل على تسليح المجموعات العرقية المقرّبة منها، ما يسمح بظهور ميليشيات تعمل لفائدتها بالوكالة مثلما هو الأمر مع الحشد الشعبي الذي يعمل بتنسيق مباشر مع قيادات عسكرية إيرانية.وأشار مراقب عراقي في تصريح لـ”العرب” إلى أن تنوع الميليشيات المسلحة سيجعل من الصعب تلافي التقسيم مستقبلا، فضلا عن أن الجميع سيجعل شعاره اعتماد القوة لتحصيل حقه، ومن ثمة من يمتلك القوة يمكن أن يحصل على مكاسب أكبر، ما يجعل الحل السياسي للخلافات أمرا صعبا.وأضاف المراقب أن ضعف الحكومة المركزية في بغداد وارتهانها لخلفية طائفية ساعد على ظهور الميليشيات المسلحة، وسيزيد وجودها أكثر من عجز حكومة حيدر العبادي عن إيجاد فضاء للحوار بشأن مواطن النزاع خاصة مع الأكراد.!!
www.deyaralnagab.com
|