انطاكيا: حقنت زوجها «الشبيح» بسائل التنظيف «كلوروكس» بدل المخدر الذي طلبه وهربت!!
23.04.2016
كتب محمد إقبال بلو.. انتقلت الفتاة من الريف إلى مدينة حماه التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، بعد أن استأجرت أسرتها منزلاً بهدف أن تتم الفتاة دراستها، وأثناء خروجها من المنزل وعودتها كانت تمر على حواجز عدة تمت إقامتها من قبل شبيحة مدينة حماه أو من يسمون «الدفاع الوطني»، ويوماً بعد يوم شاءت الأقدار أن يعجب بها احد الشبيحة، وأن يرغب بالزواج منها.ولاء حاولت التملص من غزل الشبيح اليومي مراراً إلى أن أخبرها بأنه يرغب بالزواج بها، وأنه لا يتطلع إلى علاقة محرمة، كما اعتاد باقي عناصر الشبيحة المنتشرين في المدينة، وطلب موافقتها قبل أن يذهب إلى بيت أسرتها والتقدم بخطبتها من والدها، إلا أن الفتاة رفضت، وأخبرته بأنها لا ترغب بالزواج بل تريد استكمال دراستها فقط في الوقت الراهن.للشبيحة في مدينة حماة سلطة واسعة، ويخشى إغضابهم كثيرون من سكان المدينة، فالمعروف عنهم أنهم شبان دونما أخلاق بالمطلق، ومعظمهم من بائعي الحبوب المخدرة وما شابه من «البلطجية» الذين بدأت القوات الحكومية السورية باستقطابهم منذ بداية اندلاع الاحتجاجات ليكونوا عوناً للنظام، وإحدى وسائل البطش لديه.جن جنون الشبيح فكيف ترفض هذه الفتاة الزواج به، وهو بكل هذه العظمة والقوة التي يحسبها، فبدأ يراقب الفتاة ليعرف منزلها ويجمع معلومات عن عائلتها، وينتظر الفرصة المناسبة لإخضاعها لرغبته، وما كان منه إلا أن قام بترتيب بينه وبين رفاقه الشبيحة وبعض عناصر الأمن العسكري، إلى أن لفق مجموعة من التهم لوالدها، منها المشاركة في ضرب حواجز النظام بريف حماه قبل انتقاله للمدينة، والتعامل مع «المسلحين» وغير ذلك من التهم التي يوجهها النظام لأي شخص يرغب باعتقاله سواء كانت حقيقة أو كذباً فلا فرق.الشبيح سومر شيخ موسى من مدينة مصياف الموالية للنظام السوري، أصر على تحقيق رغبته بامتلاك هذه الفتاة، ولجأ لوسائل عدة طريفة قبل ان يلجأ لترتيب تهم لوالدها، إذ أنه اصطحب اثنتين من صديقاته في الدفاع الوطني إلى بيت والدها لخطبتها، إلا أنها رفضت كما رفض والدها مصاهرة شخصية كهذه، فلجأ الشاب لما سبق ذكره من الاتهامات وتم اعتقال الأب كعقوبة للفتاة على رفضه.عندما يعتقل النظام أحد أفراد أسرة سورية، فإن الأسرة كلها تعتبر أن الفرد المعتقل قد يصبح في عداد الأموات خلال أيام، إذ ان وسائل التعذيب في فروع مخابرات النظام السوري، تعتبر من أقسى وسائل التعذيب في العالم، بل تتشابه حقيقة مع وسائل التعذيب التي كانت منتشرة في العصور الوسطى، وهنا فكرت الفتاة بالأمر بشكل أكثر جدية وعملية، لاسيما أن الشبيح شيخ موسى أخبرها أنها لو وافقت على الزواج فإنه يعدها بالإفراج عن والدها في اليوم نفسه.وافقت الفتاة، وأتى سومر بأحد المشايخ الذي عقد زواجهما الشرعي «العرفي» وبالفعل لم يخذل سومر عروسه «ولاء» وفي اليوم التالي خرج الأب من المعتقل ليجد ابنته زوجة للشبيح، ولم يكن لديه ما يقوله إثر ذلك، فقد حدث الأمر ونفذ عنصر الدفاع الوطني ما أراد.لم ينته الامر عند هذا الحال بل بدأ سومر في معاملتها بشكل سيئ جداً فالضرب والشتم كانا حدثاً يومياً تعيشه، وتبين لها أنه يتعاطى أنواع المسكرات كافة بالإضافة إلى المخدرات عن طريق الحقن، وعندما يحتاج الزوج الشبيح جرعة من المخدرات يجن جنونه في حال عدم توفرها وينطلق باحثاً عن طلبه حتى يجده، كما انه يخزن بعض الكميات في المنزل أحياناً للاستخدام بشكل سريع، إذ ان نوبة الإدمان كانت تجعله مخلوقاً عنيفاً.في إحدى المرات دخل المنزل وطلب من ولاء إعطاءه الحقنة المخدرة وهو في حالة يرثى لها، لا يكاد يستطيع التكلم أو الحركة، وشعرت ولاء أن زوجها في حالة غير طبيعية وضمن نوبة إدمان عنيفة، فحسمت أمرها خلال لحظات وملأت الحقنة بسائل «كلوروكس» وهو سائل ملحي يستخدم لتنظيف الحمامات، وحقنته بها، وهربت من المنزل مع كمية من المال والذهب الذي يملكه «سومر» ويخبئه في المنزل.خرجت الفتاة وأسرتها في اللحظة نفسها من مدينة حماه واستعانت بالمال الذي استولت عليه من زوجها حتى تصل إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في ريف حماه، بعد ان دفعت مبالغ لا بأس بها لعناصر الحواجز المنتشرة على الطريق الواصل بين المدينة والريف.تقيم ولاء اليوم في مدينة انطاكيا جنوب تركيا، بينما روت أختها القصة ، وتؤكد الاخت أن الشبيح «سومر» لقي حتفه في اليوم نفسه، بينما نجت أختها وكامل الأسرة، لكنها تتساءل «ترى ما مصير الفتيات الأخريات اللواتي لم يتمكن من النجاة والهروب في الوقت المناسب؟»..المصدر: القدس العربي!!
www.deyaralnagab.com
|