القاضي سليمان الرشودي شيخ الحقوقيين” الذي تجاوز 80 عاماً وما زالت السعوديّة تعتقله بسبب آرائه!؟
03.04.2016
تستمر السلطات السعودية في اعتقال القاضي والحقوقي سليمان الرشودي رغم تجاوز عمره الثمانين عاماً، دون مراعاة لظروفه الصحية والجسدية، والذي قضى معظمها في محاولات الإصلاح القضائي والحقوقي في المملكة.“سليمان إبراهيم الرشودي”، قاضٍ سعودي سابق ومحامٍ وناشط حقوقي وسياسي بارز، اعتقل عدة مرات على خلفية نشاطه السياسي ويشغل منصب الرئيس المنتخب لجمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم)، ومعتقل منذ 12 ديسمبر 2012.اهتم “الرشودي” بالسياسة والشأن العام وهو بالمرحلة الثانوية. كان معجباً بشخصية جمال عبد الناصر في وقته وكان كثير الأسفار في مهمات تتعلق بالشعوب الإسلامية عموماً، لاسيما الشعب الأفغاني بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وشعب البوسنة والهرسك بعد سقوط يوغسلافيا .حصل على الماجستير من المعهد العالي للقضاء في عام 1971 . وعمل قاضيًا مساعدًا في المحكمة العامة في الرياض ثم قاضياً في دولة الإمارات العربية المتحدة ثم مستشارًا شرعيًا في مكتب وزير الزراعة ثم استقال من العمل في الدولة .وفتح مكتب للمحاماة عام 1976م، و كان من أوائل من عمل في هذا الميدان .يسمى “الرشودي” بشيخ الحقوقيين نظراً لنضاله القديم في هذا المجال. واشتهر بتوقيعه عدة خطابات مناصحة ومطالبة للحكومة والأسرة الحاكمة كما برز في الدفاع عن المعتقلين بدون محاكمة. وفي عام 1991م شارك في توقيع “مذكرة النصيحة” التي وقعها أكثر من 600 من العلماء والقضاة والمفكرين، وهي تتضمن مطالب إصلاحية قدمت إلى الملك فهد وكان رد فعل الحكومة سلبياً .في أواخر 1992م كان عضواً مؤسساً في لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية . وفي 1995م شارك في قيادة مظاهرات بريدة التي جرت للمطالبة بالإفراج عن كبار دعاة الصحوة ومن أبرزهم سلمان العودة و سفر الحوالي .وفي عام 2003م جرى تقديم خطاب بعنوان ” رؤية لحاضر الوطن ومستقبله ” وكان أبرز مطالبه حرية الرأي والتعبير ومجلس شورى منتخب والمطالبة بالعدالة في توزيع الثروة والتخلص من الارتهان للسياسة الأمريكية.وفي عام 2004م شارك في تقديم خطاب الدستور أولاً وتضمن المطالبة بدستور للبلاد والمطالبة بالحريات العامة وأن يكون الحكم ملكية دستورية .وفي عام 2005م قدم مع مجموعة من الحقوقيين خطاب لمجلس الشورى للمطالبة بحماية دعاة مؤسسات المجتمع المدني .في عام 2006م شارك بالاجتماع داخل استراحة المحامي عصام بصراوي في جدة لدراسة كيفية تطوير المطالبة بالإصلاحات العامة في البلاد، وداهمت وزارة الداخلية الاستراحة في الجلسة الثالثة واعتقلوا جميعاً ولقبوا لاحقاً بإصلاحيي جدة .في مطلع عام 25 نوفمبر 2012 أُنتخب رئيساً لجمعية حسم لسنة واحدة لا تجدد حسب قوانين مجلس إدارة الجمعية.كان بصدد رفع لائحة اعتراض لديوان المظالم ضد وزارة الداخلية لاعتقالاتها التعسفية واعتقل قبل إنجازها .وفي 1993 اعتقل بعد تأسيس لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، أفرج عنه بعد شهرين مع منع من السفر خمس سنوات وإغلاق مكتب المحاماة عشر سنوات .في1995م اعتقل مع مجموعة كبيرة من المشايخ أشهرهم سلمان العودة وسفر الحوالي وحمود العقلا على خلفية ماسميت بانتفاضة بريدة وأمتد الاعتقال ثلاث سنوات ونصف بدون محاكمة .وفي 16 مارس 2004 اعتقل على إثر خطاب “الإصلاح الدستوري أولا” وما تبعه من تطورات لمدة أسبوعين.في 2 فبراير 2007 اعتقل مع إصلاحيي جدة واستمر الاعتقال لما يقارب 5 سنوات متنقلاً بين سجون جدة حتى تم إطلاق سراح الرشودي بكفالة في2011م .بعد 4 أشهر حكمت المحكمة الجزائية المختصصة بإدانة كل أفراد مجموعة إصلاحيي جدة وقضت بالسجن 15 عامًا على سليمان الرشودي وبمنعه من السفر 15 عامًا آخرى بعد انقضاء مدة السجن وهي أحكام وصفت بالأضخم في تاريخ القضاء السعودي، وهو ما قوبل باستهجان منظمات حقوقية محلية ودولية شككت بصحة الاتهامات، أطلق بعدها لمدة سنة ونصف .في 12 ديسمبر 2012 وحتى الآن اعتقل وهو في طريق السفر من الرياض إلى بريدة بعد أن ألقى محاضرة عن “حكم المظاهرات والاعتصامات في الشريعة الإسلامية”.وأدانت جمعية الحقوق المدنية والسياسية الاعتقال وربطته بـ”نشاطه السلمي المشروع وكفاحه الطويل من أجل الكرامة والحرية والعدالة”.واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش اعتقاله “عبثيا” وطالبت بإطلاق سراحه فوراً، كما اعتبره منظمة العفو الدولية سجين رأي وطالبت بإطلاقه فوراً ودون شروط!!
www.deyaralnagab.com
|