إسطنبول..تركيا : قلق سياسي وعسكري تركي عقب إسقاط المقاتلين الأكراد مروحية بصاروخ روسي متطور!!
16.05.2016
يخيم القلق على القيادة السياسية والعسكرية في تركيا عقب تمكن المقاتلين الأكراد من إسقاط مروحية عسكرية تابعة للجيش التركي خلال الاشتباكات المتواصلة جنوب شرق البلاد، وذلك باستخدام صاروخ روسي (أرض-جو) متطور، لم يكن يمتلكه الاكراد في السابق.والجمعة، أعلنت رئاسة الأركان التركية، مقتل 6 جنود في اشتباك مع مسلحين أكراد بولاية «هكّاري» جنوب شرقي البلاد، بالإضافة إلى مقتل طيارين اثنين نتيجة سقوط مروحية عسكرية أثناء الاشتباكات، لكنها قالت إن «طيارين استشهدا، إثر سقوط مروحيتهما العسكرية من طراز «كوبرا»، التي كانت توجهت للمنطقة للتعامل مع الإرهابيين»، مشيرًا إلى أن سقوط المروحية «قد يكون ناجمًا عن عطل فني».لكن مواقع كردية مقربة من تنظيم «بي كا كا» بثت شريط فيديو، الأحد، قالت إنه لإسقاط المروحية العسكرية يوم الجمعة الماضي، وتظهر في الفيديو اشتباكات قوية في منطقة جبلية تشارك فيها مروحيات تابعة للجيش التركي، ومن ثم يظهر مسلح يرتدي الزي التقليدي للمقاتلين الأكراد ويطلق صاروخ محمول على الكتف باتجاه المروحية التي انشطرت نصفين واشتعلت فيها النيران وتحطمت على سفح أحد الجبال.وسائل إعلام تركية قالت إن الصاروخ المستخدم في العملية هو من طراز روسي متطور، ولم يسبق للمتمردين الأكراد أن امتلكوا مثله في السابق، الأمر الذي أثار حالة من القلق والريبة لدى الأوساط السياسية والعسكرية في البلاد من إمكانية امتلاكهم كميات أكبر من هذه الصواريخ التي تعيق عمل الطائرات في مناطق الاشتباكات بشكل كبير.وعززت التطورات الأخيرة من الاعتقاد التركي العام رسمياً وشعبياً أن روسيا والنظام السوري يدعمان بشكل كبير الأكراد في مسعى لتوجيه ضربات أكبر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان واستخدامها كورقة ضغط في الخلافات المتصاعدة بين الطرفين.ومنذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا نهاية العام الماضي، امتنعت أنقرة عن إدخال طائراتها للمجال الجوي السوري، في ظل إيمانها أن الجيش الروسي الذي نصب بطاريات صواريخ (اس 400) في سوريا سيسقط أي طائرة تتجاوز الحدود كرد فعل على الخطوة التركية.لكن أوساط تركية توقعت سابقاً أن تلجأ روسيا للضغط على أردوغان من خلال تقديم مزيد من الدعم العسكري للمتمردين الأكراد.وقبل أسابيع افتتح حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، مكتبًا تمثيليًا له في العاصمة الروسية موسكو، الأمر الذي أثار غضب أنقرة.وفي تصريحات سابقة، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن عناصر “حزب الاتحاد الديمقراطي” أصبحوا مرتزقة لتنفيذ مخططات موسكو الإقليمية خصوصاً بعد توتر العلاقات بين تركيا وروسيا، وبات إلحاق الضرر بتركيا من أولوياتهم، معتبراً أن «التطورات في سوريا تحولت إلى مأساة إنسانية كبيرة، وباتت تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي». ولاحقاً قال إن بي كا كا بات «أداة في يد جهات أجنبية».ويخوض الجيش التركي منذ قرابة العام عمليات عسكرية واسعة هي الأكبر ضد المتمردين الأكراد في مدن جنوب وشرق البلاد والمنطقة الجبلية الحدودية مع سوريا والعراق، كما تشن الطائرات الحربية التركية ضربات منتظمة ضد مواقع المتمردين الخلفية في جبال قنديل شمالي العراق، أسفرت عن مقتل قرابة 6 آلاف مسلح بحسب إعلانات سابقة لهيئة الأركان التركية.كما قتل وأصيب المئات من عناصر الجيش والشرطة التركية الذين يواجهون مقاومة عنيفة من المسلحين الذين امتلكوا كميات ضخمة من الأسلحة من خلال حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يتلقى دعماً عسكرياً مباشراً من الولايات المتحدة وروسيا لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا، بحسب الرواية الرسمية التركية.كما أعلنت رئاسة الأركان، السبت، تدمير سلاح الجو التركي، 98 هدفًا لمنظمة «بي كا كا»، داخل البلاد وفي شمال العراق، وأوضحت أن مقاتلات تركية من طراز «إف-16» و»إف-4»، نفذت، 9 غارات جوية، دمرت خلالها 98 هدفًا للمنظمة في تركيا وشمال العراق، تتضمن ملاجئ وتحصينات للمنظمة.واول أمس الأحد، أعلنت مقتل 35 مسحاً من «بي كا كا»، خلال اليومين الماضيين، شرقي وجنوب شرقي البلاد، في غارات جوية وعمليات برية جنوب شرق البلاد، في حين قتل جندي تركي وأصيب 6 آخرين في اشتباكات مع مسلحي العمال الكردستاني في هكاري شرقي تركيا. ومنذ أشهر طويلة، تخوض الدبلوماسية التركية، معركة غير مسبوقة في مسعى لتغيير موقف الولايات المتحدة والدول الغربية من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري PYD الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف عالمياً على قائمة الإرهاب، وهو ما ترفضه واشنطن وأغلب العواصم الغربية حتى الآن.الغضب التركي تصاعد مع زيادة حجم الدعم السياسي والعسكري المقدم لوحدات حماية الشعب الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، من قبل واشنطن وموسكو ودول أوروبية أخرى بحجة مساهمة التنظيم في الحرب على تنظيم الدولة، وهو ما رأت فيه أنقرة تهديداً صريحاً لأمنها القومي كون هذه الأسلحة تصل إلى «بي كا كا».وفي سلسلة الهجمات الانتحارية الدامية التي ضربت تركيا في الأشهر الأخيرة، قالت الأجهزة الأمنية التركية إن الانتحاريين التابعين لـ»بي كا كا» تلقوا تدريبات عسكرية وتم إعداد متفجراتهم على يد حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.ولم يطرأ أي تحسن أو مبادرات على طريق تحسين العلاقات بين أنقرة وموسكو التي أعلنت مؤخراً وقف استيراد باقي المنتجات الزراعية التي كانت تستوردها من تركيا، في مسعى لزيادة الضغط على أنقرة التي تضررت اقتصادياً بشكل كبير بفعل العقوبات الروسية من أجل تقديم اعتذار عن إسقاط المقاتلة الروسية!!
www.deyaralnagab.com
|