logo
لندن..بريطانيا : فايننشال تايمز: يجب وقف بوتين عند حده في سوريا!!
17.02.2016

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها إن بوتين "يستخدم قوة عسكرية في سوريا بالطريقة الوحشية المعروفة عنه، فقد تم تطويق مدينة حلب، التي تعد معقل المعارضة السورية ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبدعم من الطيران الروسي، وتقوم طائرات بوتين بإطلاق صواريخ على المستشفيات في مناطق المعارضة، ما أدى إلى شجب الأمم المتحدة لهذه الأفعال، وتم سحق ما تبقى من المعارضة السورية، وأصبح الأسد، الذي كان منبوذا محاصرا، ديكتاتورا يقوم بإعادة بناء استبداده".وترى الافتتاحية أنه "يجب أن تكون أفعال روسيا مصدر قلق في الغرب، فهي تهدد باندلاع حرب بين روسيا وعضو الناتو تركيا، وقد تؤدي إلى دفع آلاف جديدة من اللاجئين، ما سيمتحن الاتحاد الأوروبي المنقسم على نفسه بين الشمال والجنوب والشرق والغرب. وأخيرا يتساءل الكثيرون عن السبب الذي يسمح فيه لبوتين، وبعد عامين من ضمه جزيرة القرم، ليكرر ما قام به دون خوف من العقاب".وتعلق الصحيفة بأن "الرئيس الروسي أصبح لاعبا رئيسا في سوريا؛ لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر عن ألمه لما يحدث في سوريا، دون أن يتحرك لوقف الحرب الأهلية، ولم يقدم أوباما إلا دعما محدودا للقوى المعتدلة التي تقاتل ضد النظام، وكانت هذه القوى هي البديل الوحيد غير الجهادي للنظام، وقرر (أوباما) عدم شن هجوم صاروخي عام 2013 ضد دمشق، وسمح للأسد بأن يجتاز (الخط الأحمر) الذي وضعته الإدارة ويحرم عليه استخدام السلاح الكيماوي".وتشير الافتتاحية، ، إلى أن "أوباما لم يكن وحده المتردد في الأزمة، فإن الغرب أيضا ملام لعدم تحركه؛ فالتردد الغربي هو أبعد من كونه قصة عن الفرص الضائعة، ويعكس خلافات عميقة، وهدف بوتين واضح وهو تعزيز الأسد، وتأكيد القوة الروسية في منطقة الشرق الأوسط. أما أعداؤه فهم منقسمون على أنفسهم، فالولايات المتحدة تريد هزيمة تنظيم الدولة، أما تركيا فتريد هزيمة الأكراد، فيما ينشغل السعوديون بالتفوق على إيران".وتورد الصحيفة أنه "في اللحظات الحرجة من الحرب الأهلية، دعمت (فايننشال تايمز) قيام الولايات المتحدة باحتواء الأسد، ولم يعد هذا الخيار مطروحا على الطاولة، فهو يقود اليوم إلى مواجهة خطيرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ويستدعي نشر قوات على الأرض، ويعارض أوباما هذا الخيار، ما أفقده النفوذ في النزاع".وتستنتج الافتتاحية أنه "بناء على هذا الوضع، فإنه يجب على الولايات المتحدة وحلفائها التركيز على الأهداف التي يمكن تحقيقها، وأولها أن عليهم منع تصعيد النزاع بين روسيا وتركيا إلى حرب، فإن نقطة الاشتعال ستقترب في حال استمرت تركيا في قصف الأكراد الذين يقومون باستغلال الفوضى التي خلقتها روسيا في سوريا. وعلى الولايات المتحدة إقناع تركيا والأكراد بضبط النفس، ويجب ألا يكون هناك شك في دعم الناتو لتركيا بناء على البند رقم (5) من ميثاق الحلف، لكن على أنقرة أن تتصرف بطريقة مسؤولة فيما يتعلق بالمسألة الكردية".وتفيد الصحيفة بأن "الأمر الثاني هو أنه يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إظهار وحدة وتصميم فيما يتعلق بأزمة اللاجئين، وهناك من يشك بأن هدف القصف الروسي للمدنيين هو من أجل مفاقمة أزمة الهجرة، وزيادة حالة الانقسام بين الدول الأوروبية. وعلى قادة أوروبا الرد بشكل جماعي فيما يتعلق بطريقة تسجيل وتوطين اللاجئين".وتجد الافتتاحية أنه "قبل كل شيء، فإنه يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تذكير روسيا وبشكل واضح بأن أفعالها لها ثمن، وقد يشعر بوتين، الذي يملك الآن اليد العليا في سوريا، بأنه قادر على المقايضة مع الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات المفروضة عليه بعد توغله في أوكرانيا، ويجب أن يتحرر من هذه الفكرة؛ لأن حالة فرض عقوبات عليه زادت قوة ولم تضعف". وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالإشارة إلى أن "السيناتور الأمريكي جون ماكين حذر من أن شهية الزعيم الروسي (تزداد شراهة مع الأكل). وتمثل سوريا خيارات صعبة للغرب؛ فإنه ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها دفع بوتين للتفكير مرة ثانية بمغبة ما يقوم به دون التدخل العسكري الشامل".!!


www.deyaralnagab.com