باريس..فرنسا: رئيس الرابطة الكاثوليكية الأمريكية: رسامو شارلي إيبدو تصرفوا كبلطجية ..واحمد ومصطفي ضحيتان مسلمان لم يعيرهما احدا إهتماما!؟
10.01.2015
تقرير: خالف بيل دونوهيو، رئيس الرابطة الكاثوليكية الأمريكية المسار السائد في جميع وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية حول هجوم باريس الذي أودى بحياة 12 شخصا من صحيفة « شارلي إيبدو « الفرنسية الساخرة، وقال إن من حق المسلمين الغضب.واتهم دونوهيو في برنامج « نيل كافيتو» وسائل الإعلام بأنها استفزازية للغاية. وقال إن رسامي كاريكاتير» شارلي إيبدو» تصرفوا مثل حفنة من البلطجية الفاجرين، مضيفا أنهم أفسدوا حقهم بالتعبير عبر نشر الشتائم، ودعا المتحدث إلى ضبط النفس الاخلاقي في جميع وسائل الإعلام.وادان دونوهيو من وصفهم بالبرابرة «الذين قاموا بارتكاب جريمة هجوم باريس وقال أنه يأمل ان يدفعوا ثمنا غاليا على أعمالهم»، ولكنه كان على وشك الإيحاء أن الصحافيين نالوا ما كانوا يريدون حيث قال: «أنا أدين، ايضا، أولئك الذين يفتقدون لضبط النفس ويحرفون حرياتهم عن طريق اختيار تصويرات فاحشة وبذيئة للنبي محمد، مما يدل على نوايا بالإهانة»، مضيفا: «كما تعلمون، عندما تستمر في فعل ذلك، فأنت بالتأكيد ستحصل على ردة فعل».وحاول دونوهيو الانسحاب قليلا من كلماته الغاضبة بالقول إنه لا يقصد أن المحررين ورسامي الكاريكاتير قد حصلوا على ما يستحقون، ولكنه أوضح أن هدف كلماته أن اعمالهم ساعدت على تأجيج غضب المتطرفين.وردد رئيس الرابطة الكاثوليكية كلمات الرئيس الأمريكي الراحل جيمس ماديسون الذي حذر من فقدان الحريات عبر إساءة استخدام الحرية، وقال، «هنالك العديد من الناس الذين أساءوا لأهل الأيمان… وهذا يجب ان يتوقف حالا»، وتساءل: أين الكياسة واللباقة من هؤلاء الناس؟».وقال: «أنا متعب من هؤلاء الصعاليك الذين يطالبون المسلمين بتحمل كل ما يوجه إليهم، لماذا لا تختلف مع المسلمين بطريقة حضارية بدلا من التصرف كحفنة من الفاجرين البلطجية؟».وقد تزعم دونوهيو في السابق احتجاجات سلمية ضد مشاريع فنية أهانت الديانة المسيحية، من بينها لوحة تضع الصليب في زجاجة من البول وأخرى ملطخة بروث الفيل للسيدة مريم العذراء. و إذا كان العالم أجمع بات يعرف أن الشخصين المشتبه في تنفيذهما عملية شارلي إيبدو بباريس من أبناء الجالية الإسلامية المحلية، فإن هناك حقيقة أخرى تبدو أقل تداولا في وسائل الإعلام، ألا وهي أن اثنين من مسلمي فرنسا لقيا حتفهما ضمن ضحايا الهجوم الـ12.الأول هو شرطي يدعى أحمد المرابط، فارق الحياة بعد ما حاول منع المهاجمين من الهروب، أما الثاني فهو مصطفى أوراد، المدقق اللغوي لشارلي إيبدو، الذي امتزجت دماؤه بدماء زملائه في الصحيفة الساخرة.وكان أحمد المرابط (42 عاما)، الذي نجح لتوه في مسابقة الترقية لسلك ضباط الشرطة، في دورية بالقرب من مقر الجريدة، حينما شاهد سيارة المشتبه بهما تخترق شارع ريشار لونوار بالدائرة الـ11بباريس، وأطلق النار باتجاهها لإحباط فرارهما.بعد تبادل سريع لإطلاق النار سقط أحمد ذو الأصول التونسية جريحا على رصيف الشارع، تقدم نحوه أحد المهاجمين صارخا "تريد أن تقتلنا؟" رد الشرطي بالنفي في محاولة يائسة على ما يبدو لاستعطاف الجاني، إلا أن الأخير أجهز عليه برصاصة في الرأس.وحسب شهادات زملائه، كان الضحية معروفا بالاستقامة والتفاني في العمل، ودأب على تكريس أوقات فراغه للاهتمام بزوجته وطفليه، وفور الإعلان عن مصرعه، توافد عشرات الأشخاص على مركز الشرطة الذي كان يعمل فيه، حاملين باقات من الورود للتعبير عن تأثرهم بمقتله وعرفانهم بالجميل له.إيزابيل، هي سيدة تدير مقهى بالقرب من مركز الشرطة، حرصت على تأبينه قائلة "حقا، كان أحمد رجلا طيبا ودودا لا تغادر البسمة محياه"، وأضافت أنه "كان يشعر بالإهانة حينما يسمع الاتهامات التي تُكال لرجال الشرطة لا سيما أنه كان عربيا". وانتقدت إيزابيل وسائل الإعلام التي "لا تتحدث إلا عن المجرمين، بينما يتعين عليها أن تُعرّف الناس بتضحية أحمد".لم يكن المرابط الشخص الوحيد الذي لم ينل حقه في التغطيات الصحفية للحادث، فهناك أيضا المدقق اللغوي مصطفى أوراد (ستون عاما)، ابن منطقة القبائل في الجزائر الذي لم تستثنه زخات الرصاص التي أطلقها المهاجمان على أعضاء هيئة تحرير شارلي إيبدو أثناء اجتماعهم الأسبوعي يوم الأربعاء الماضي.لم يكن من عادة هذا الرجل -الذي يوصف بأنه صاحب ثقافة موسوعية- منذ التحاقه بالصحيفة عام 1997، أن يحضر مثل تلك الاجتماعات، كان يأتي إلى مقر الجريدة يوم الاثنين ليسخر موهبته اللغوية المشهود له بها في ضبط نصوص المواد المعدة للنشر في العدد المقبل من الأسبوعية، بيد أنه استُدعي للاجتماع الأخير كي يضع اللمسات الأخيرة على عدد خاص كانت هيئة التحرير تنوي إصداره."يؤكد زملاء أوراد من الناجين من الهجوم أنه كان "مؤمنا بالإنسان"، وظل التفاؤل سمته الأساسية حتى نهايته المأساوية، وتجمع شهادات كل الذين عرفوه أنه كان ينفر من الأضواء والصخب، وأنه لو خُير لفضل أن يرحل عن الحياة دون أن يعلم به أحد".لم يترك المهاجمان لمصطفى فرصة التمتع بالجنسية الفرنسية التي حصل عليها للتو بعد أكثر من أربعين سنة من الإقامة والعمل في البلاد، كما حرماه من وداع ابنيه وقطعا أمامه طريق العودة إلى الجزائر التي لم تطأ أرضها قدماه منذ 33 سنة.رأى أوراد النور في بلدة آيت بولاية تيزي أوزو شمالي الجزائر، قبل أن يسافر إلى فرنسا لدراسة الطب والصحافة.عمل متعاونا مع وسائل إعلام عدة، وظل لسنوات طويلة أحد أركان المجلة الشهرية "فيفا" قبل التحاقه بشارلي إيبدو، عُرف عنه أنه كان عصاميا متبحرا في الآداب الفرنسية والفلسفة الغربية وخبيرا في تاريخ بلدان الشمال الأفريقي.يؤكد زملاؤه الناجون من الهجوم أنه كان "مؤمنا بالإنسان"، وظل التفاؤل سمته الأساسية حتى نهايته المأساوية، وتجمع شهادات كل الذين عرفوه أنه كان ينفر من الأضواء والصخب، وأنه لو خُيّر لفضل أن يرحل عن الحياة دون أن يعلم به أحد!!
www.deyaralnagab.com
|