logo
الجزائر..الجزائر : الرجل الثاني في الجزائر:عقيدة جيشنا تغيرت بعد حرب الرمال مع المغرب. وإسرائيل أصبحت تهديدا مباشرا لنا!!
09.05.2023

أدلى صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائري بتصريحات مثيرة بخصوص الأثر الذي تركته حرب الرمال التي اندلعت مع المغرب غداة استقلال الجزائر، في عقيدة الجيش والتحولات التي صاحبتها.وقال قوجيل في منتدى لوكالة الأنباء الرسمية بمناسبة مجازر 8 أيار/مايو 1945، إن “عبقرية الثورة الجزائرية تكمن في تجاوز الخلافات التي وقعت في كل مرحلة، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الفردية وتوحيد الصفوف تحت راية الوطن”.وأبرز الرجل الثاني في الجزائر أنه ينبغي على الجزائريين “استرجاع هذه المبادئ واستخلاص الدروس والعمل بها”، في سياق التأكيد على ضرورة الوحدة والانتباه لما وصفها بمحاولات ضرب استقرار الجزائر والنيل من مواقفها الداعمة للتحرر.واستعرض قوجيل، الذي يعد أحد عقداء الثورة الجزائرية، ما قال إنها “هبة الشعب الجزائري بكل أطيافه لحماية البلاد من الخطر الخارجي في مختلف محطات تاريخه”، مستدلا في ذلك بما وقع سنة 1963 بعدما اعتدى المغرب، حسبه، على الجزائر التي لم تكن قد لملمت جراحها بعد.وذكر المتحدث أن “المغرب يومها كان يعول على الخلافات التي كانت بين قادة الثورة الذين جابهوا الأطماع المغربية التوسعية بتلاحمهم ودفاعهم عن وحدة الوطن”، ملحا على ضرورة الاستلهام من هذا الدرس التاريخي. وشدد على أن ما وقع في تلك الفترة كان له انعكاس في “تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي”، ليكون بذلك “مرتبطا بالوطن والشعب خلافا لباقي الجيوش في العالم”، على حد قوله.وتعد هذه المرة الأولى التي يدلي فيها مسؤول بحجم قوجيل بهذه التصريحات عن حرب الرمال وتداعياتها على صناع القرار في البلاد، وهي محطة تعتبرها الذاكرة الرسمية الجزائرية “طعنة في الظهر” من قبل الجار المغربي بعد خروج الجزائر منهكة من حرب التحرير التي استمرت نحو 8 سنوات ضد المستعمر الفرنسي. وفي توطئة قرار قطع العلاقات مع المغرب في أغسطس/ آب 2021، قالت الرئاسة الجزائرية إن هذه الحرب التي شنتها المغرب ادعاء لاستعادة جزء من أراضيها موجود في التراب الجزائري “عرفت استعمال المغرب لأسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة وفتاكة خلفت ما لا يقل عن 850 شهيدا جزائريا”، وهي معلومة تكشف عنها الجزائر لأول مرة.ومنذ قرار قطع العلاقات مع المغرب، بات دارجا لدى المسؤولين الجزائريين من حين لآخر التذكير بتلك الأحداث في سياق إظهار جذور الأزمة مع المملكة المغربية. وخلال استقباله الشهير لوزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في نيسان/أبريل الماضي، أبرز الرئيس عبد المجيد تبون أن “الأزمة تعود إلى حرب الرمال حيث هاجم المغرب الجزائر سنة بعد استقلالها وأراد الاستحواذ على جزء من الأراضي الجزائرية”. وأضاف أن “المغرب ظل يطبق سياسة توسعية في المنطقة ليس مع الجزائر فقط بل حتى موريتانيا التي رفض الاعتراف باستقلالها سنة 1960 وانتظر لغاية سنة 1972 ليقر بذلك”.وفي نفس السياق المرتبط بالمخاطر، قال قوجيل إن تحركات الكيان الصهيوني في المنطقة ولجوء المغرب إلى تطبيع علاقاته معه، يعتبر “تهديدا مباشرا للجزائر، وليس للقضية الفلسطينية فقط”. وذكر في هذا الصدد أن علاقات نظام النظام المغربي مع هذا الكيان “قديمة وليست وليدة الساعة وما كان خفيا في السابق، ظهر جليا إلى العلن”.وتعدد في الأيام الأخيرة حديث الأحزاب المحسوبة على الموالاة عن مبادرات سياسية الهدف منها صد الخطر الخارجي وفق أصحابها. ودعا حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يمثل الأغلبية البرلمانية، في هذا السياق، إلى “تشكيل جبهة داخلية للدفاع عن مؤسسات الدولة، رئيسا وجيشا وأمنا، وحماية الوحدة الوطنية وثوابت الأمة والحفاظ على المكاسب المحققة تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون”.من جانبه، أطلق عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، مبادرة جديدة بعنوان “لم الشمل”، قائلا خلال المؤتمر الثاني لحزبه: “لكي لا تتحول دولتنا لساحة فوضى خاصة بعد الارتدادات السلبية التي تعم المنطقة، أطرح أمامكم مبادرة سموها مبادرة لم الشمل”، مشيرا إلى “هذه المبادرة هي مبادرة المواطن من أجل مجتمع متماسك”.وأضاف المرشح الرئاسي السابق “سموها كما تشاؤون، المهم أن نجتمع، وأن لا تتحول ساحتنا إلى ساحة فوضى”، مخاطبا مناضلي حزبه “اذا خُيِّرتم بين الوطن وبقاء الديمقراطية عليكم أن تختاروا الوطن، واذا خيرتم بين الحرية والجزائر اختاروا دون تردد وديعة الشهداء”.


www.deyaralnagab.com