logo
بغداد.. العراق : عودة داعش : هجمات «الدولة» تتصاعد في العراق… وعملية عسكرية لملاحقة خلاياه في صحراء الأنبار!!
05.05.2020

دفعت العمليات المسلحة التي يواصل تنظيم «الدولة الإسلامية» تنفيذها بشكلٍ يومي، منذ الجمعة الماضية في محافظات ديالى وصلاح الدين والحدود المشتركة بين الأنبار وكربلاء، قوات الأمن العراقية و«الحشد الشعبي» على تنفيذ عمليات عسكرية مضادة في تلك المناطق، تزامناً مع تهديد التنظيم لمناطق جديدة محاذية للعاصمة بغداد من جهة الجنوب.وخلال الأيام القليلة الماضية، لم يهدأ التنظيم في شنّ هجماته مستهدفاً القوات الأمنية و«الحشد» على حدٍ سواء، في المحافظات الشمالية والغربية، غير أن العملية الأخيرة التي استهدف فيها قوات «الحشد» في صلاح الدين، تعدّ الأوسع.تهديد التنظيم وصل إلى حدود العاصمة العراقية بغداد، وذلك بشنّه هجوماً ليلة الأحد ـ الإثنين، استهدف مقاتلي «الحشد» المتمركزين في ناحية جرف الصخر، التي تبعد عن العاصمة العراقية بغداد نحو 60 كم، من جهة الجنوب الغربي، والتابعة إدارياً لمحافظة بابل.وحسب إعلام «الحشد»، فإن التنظيم استخدم في هجومه عدداً من الانتحاريين، مخلفاً عدداً من الجرحى (لم يحدد عددهم)، مقابل إفشال الهجوم.التدهور الأمني الأخير، دفع رئيس أركان الجيش، الفريق أول ركن عثمان الغانمي، إلى التوجيه بتحصين المواضع الدفاعية ونقاط التفتيش ومواصلة العمل التعرضي على الإرهاب.وقالت وزارة الدفاع في بيان إن «رئيس اركان الجيش وجه قادة الأجهزة العسكرية والأمنية بتحصين المواضع الدفاعية ونقاط التفتيش ومواصلة العمل التعرضي على فلول الإرهاب».وأضاف البيان أن الغانمي «وجه بتكثيف الجهد الاستخباراتي من خلال التعامل بكل سرعة ودقة مع المعلومات الأمنية، بالإضافة الى تحديث الخطط باستمرار وفق التحديات التي تواجه قاطع المسؤولية».وفجر أمس الإثنين، فجر انتحاريان من التنظيم نفسيهما، داخل مسجد غربي البلاد، بعد محاصرتهما من قوات «الحشد العشائري»، دون الإعلان عن وقوع إصابات، حسب مسؤول عسكري.قال قاسم المحمدي، قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي، إن «قوة من الحشد العشائري (قوات سنية) تمكنت من محاصرة انتحاريين من تنظيم الدولة داخل مسجد في قرية المدهم، غرب مدينة حديثة في محافظة الأنبار، ما دفعهما إلى تفجير نفسيهما داخل المسجد».وأضاف أن «الحشد العشائري تمكن بذلك من إبعاد خطر الانتحاريين عن المناطق التي كانا يخططان لاستهدافها»، دون مزيد من التفاصيل.وتسبب التفجير بتدمير المسجد بشكل كامل دون أن يسفر ذلك عن وقوع أي خسائر بشرية في صفوف القوات العراقية أو المدنيين، حسب المسؤول العسكري ذاته.على إثر كل ذلك، شرعت قوات الأمن العراقية، بالتعاون مع قوات «الحشد»، بعملية عسكرية أطلق عليها اسم «أسود الصحراء»، بهدف تفتيش مناطق واسعة في محافظة الأنبار الغربية، وصولاً إلى الحدود الدولية.وقال العمليات المشتركة في بيان أمس، إن «المناطق التي سيتم تفتيشها هي: (وادي حوران، الحسينيات، وادي الحلكوم وصولا إلى الحدود الدولية)».ووفق البيان «اشتركت في العملية قيادات عمليات الأنبار والجزيرة، والحشد الشعبي غرب الأنبار، وقطعات الحشد العشائري ضمن القاطع، وبتسعة محاور، بإسناد طيران الجيش والقوه الجوية».وتابع البيان أن «هذه العملية تأتي لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المناطق وملاحقة العناصر الإرهابية وإلقاء القبض على المطلوبين».ونوه إلى أن «لواء حشد حديثة تمكن من قتل ثلاثة قياديين من داعش في منطقة المدهم، وفجر عجلة تحمل عبوات ناسفة ضمن العملية».من جهتها، أعلنت قيادة عمليات الأنبار لـ»الحشد»، انطلاق عملية كبيرة غرب محافظة الأنبار باسم «رمضان الثانية» للقضاء على خلايا التنظيم.وذكر بيان لـ«الحشد» أن «العملية انطلقت من سبعة محاور مهمة وفق الأهداف المرسومة، وتبدأ بالمحور الأول يشترك فيها قيادة عمليات الجزيرة المتمثل بالفرقة السابعة مع الحشد من أهالي محافظة الأنبار».وأضاف أن «المحور الثاني سيكون لقيادة عمليات الجزيرة والبادية الفرقة الثامنة، أما المحور الثالث سيكون لقوات من قيادة عمليات الأنبار والمحور الرابع أيضاً سيكون لقيادة عمليات الأنبار للحشد المتمثل باللواء 19».وأشار ألى أن «المحور الخامس سيكون كذلك لقيادة عمليات الأنبار للحشد المتمثل بلواء 17 بينما المحور السادس سيكون للفرقة الأولى المتمثل بلواء 53 وفوج صفين التابع للحشد الشعبي والمحور السابع سيكون للجيش».ورغم مضاعفة تنظيم «الدولة الإسلامية» لعملياته المسلحة في الآونة الأخيرة، غير أن ذلك لا يعني احتمالية العودة إلى سيناريو عام 2014، عندما سيطر التنظيم على محافظات شمال وغرب العراق إذ إن «الهجمات التي ينفذها داعش هي انتهازية بهدف تمويل أعضائه والتأقلم مع التحديات الجديدة».وكان العراق أعلن «النصر» على التنظيم المتطرف نهاية العام 2017، بعد معارك دامية لأكثر من ثلاثة أعوام، لكن التنظيم ما زال قادراً على شن هجمات على القوات الأمنية في مناطق نائية في شمال البلاد وغربها، حسّب رأيها.غير أن البلاد اليوم تسير بحكومة تصريف أعمال منذ خمسة أشهر، والقوات الأمنية منشغلة بفرض حظر التجول لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد.وليل الجمعة ـ السبت قبيل موعد السحور في شهر رمضان، تمكن تنظيم «الدولة» من شن هجومه الأكثر دموية منذ أشهر ضد القوات العراقية، والأكثر تعقيداً لجهة تنظيمه، أسفر عن مقتل عشرة من قوات الحشد الشعبي.ويقول المحلل الأمني والمتخصص في شؤون الحركات الجهادية هشام الهاشمي إن «العمليات القتالية وصلت إلى مستوى لم يكن قائماً من قبل».وتؤكد مصادر أمنية عدة أن «داعش صعّد خلال الفترة الماضية هجماته المسلحة، بعبوات ناسفة وقذائف هاون ضد قوات الأمن في بعض القرى».ويصف الهاشمي الهجمات بـ»القتال الهجين» الذي يهدف إلى «إعادة القدرة على التكيف مع كل التحديات والتهديدات المحتملة، لغرض التمويل الذاتي ومرونة التنقل والتخفي»، إضافة إلى «عرقلة وتهديد مشاريع الاستقرار وعودة النازحين في المناطق المحررة، كنوع من الانتقام».وهو الأمر الذي يؤكده ضابط برتبة عميد في الاستخبارات العراقية، قائلاً إن «داعش كثف هجماته بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة نفسها في شهر آذار/مارس» الماضي.وكان من بينها هجوم انتحاري استهدف منتصف الأسبوع الماضي مقر الاستخبارات في مدينة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في شمال العراق، ما أدى إلى إصابة أربعة من عناصر الأمن بجروح.وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد، أصبحت الهجمات شبه يومية خصوصاً في المناطق الزراعية.يقول عدنان غضبان، أحد زعماء عشائر ناحية العبارة في شمال ديالى إن اثنين من أقربائه أصيبوا بجروح خطيرة بـ»هجوم مسلح لداعش»، مضيفاً «إنها تذكرنا بأحداث عام 2014».ويعتبر أن «هؤلاء (الجهاديين) استغلوا انشغال القوات الأمنية بفرض حظر التجول» جراء كورونا الذي أودى بنحو مئة شخص في العراق مع إصابة أكثر من ألفين آخرين.لكن المحلل السياسي والأمني فاضل أبو رغيف يرجح استغلال التنظيم للجمود السياسي الذي تعيشه البلاد، في ظل توتر المحادثات حول تشكيل الحكومة المقبلة، وانخفاض أسعار النفط والخلافات بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان حول الموازنة.أبو رغيف، بين أن «داعش لديه مجسات على الوضع السياسي، كلما احتقن الوضع السياسي كلما نشط بطريقة انتهازية».ويرى أيضاً أن خفض انتشار قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد مهد الطريق لذلك، محذراً من أن «التنظيم في نشاط مستقبلي أوسع وأكبر».ونشر التحالف الدولي في العام 2014 قواته في العراق لمساندة القوات الأمنية المحلية في قتال الجهاديين، عبر تنفيذ ضربات جوية وتقديم الاستشارة والتدريب.وكشف تقييم لوزارة الدفاع الأمريكية العام الحالي، أن القوات العراقية لا تزال غير قادرة على الوصول للمعلومات الاستخباراتية واستخدامها بشكل كاف في الغارات ضد تنظيم «الدولة» بمفردها، أو تنفيذ العمليات في مناطق وعرة دون مساعدة التحالف الدولي.لكن أبو رغيف يؤكد أن «التنظيم لن يستطيع العودة إلى سابق عهده»، حين استولى على مساحات شاسعة في العراق وسوريا توازي مساحة بريطانيا وتضم سبعة ملايين نسمة.من جهة التحالف، يؤكد ضابط كبير أن «داعش شن هجمات عدة ناجحة بمستوى منخفض» في الأسابيع الأخيرة، لكن ذلك لا يمثل «زيادة كبيرة».ويضيف أن الأمر «لا يقتصر على عدد الهجمات فقط، ولكن ما نوعية الهجوم؟ هل هو معقد؟ ما نوع المعدات أو التكتيكات التي استخدمت؟ معظم ما رأيناه كان بدائياً وبسيطاً».لذلك، يعتبر المحلل المتخصص بشؤون الجماعات الجهادية في العراق سام هيلر أن التحول الأخير لا يقارن بذروة نشاط التنظيم عند إعلان ما يسمى بـ»دولة الخلافة».ولفت إلى أن ذلك ليس إلا إشارة إلى أن «داعش يتخذ موقفاً أكثر عدوانية، وهذا لا يعني أن لديه قدرات جديدة أو حتى مؤثرة».!!


www.deyaralnagab.com