دمشق..سوريا : « القبعات الكردية الخضر»… ذراع عسكرية جديدة لواشنطن دعماً لمشروع الميليشيات الانفصالية !!
03.04.2019
كتبت.. هبة محمد ..تسلمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعد إعلانها القضاء على تنظيم الدولة وانتهاء المعارك في الباغوز شرقي الفرات، مئات الشحنات العسكرية الأمريكية التي تضم أسلحة وذخائر، إضافة إلى مواد أخرى لبناء سجون ضخمة ستحبس وراء اسوارها نحو 10 آلاف جندي اجنبي قاتلوا في صفوف تنظيم «الدولة»، وهو ما اعتبره مراقبون منحة جديدة لـ»قسد» لترقية موقعها كشريك موثوق به لشغل وظيفة «حارس» بالإنابة، على أسرى تنظيم داعش من ذوي الأصول الغربية، وهو ما سيحقق لها مكاسب استراتيجية غير مسبوقة محلياً ودولياً، فيما تستغل الأخيرة دعم واشنطن في تأسيس اذرع عسكرية جديدة لها ترسخ نفوذها في المنطقة وليس آخرها ميليشيا القبعات الخضر لملاحقة المدنيين وتجنيد القسر.المرصد السوري لحقوق الانسان قال الثلاثاء ان اكثر من 500 شاحنة كان آخرها مساء الأول من نيسان/أبريل، تسلمتها «قسد»، تحمل مساعدات لوجستية فيما يضم بعضها معدات لبناء سجون لعناصر التنظيم، وبعضها الآخر أسلحة وذخائر، والدفعة الأخيرة من المساعدات اتجهت لمحافظة دير الزور التي لا تزال معارك الباغوز مستمرة فيها. وأشار المرصد إلى ان العديد من عناصر تنظيم الدولة، متوارون في أنفاق وخنادق الباغوز وكهوفها، فيما يجري التحضير لبناء سجون لعناصر التنظيم وإقامة محكمة استثنائية شرق الفرات لمحاكمة أكثر من 10 آلاف من عناصر التنظيم هناك. وكانت الدول الأوروبية قد اظهرت، عدم رغبتها في عودة مواطنيها المنضمين سابقاً إلى تنظيم الدولة، خوفاً من خطر نقل تجاربهم إلى البلدان الغربية، اذا ظهر ذلك علناً، بعد انتهاء السيطرة الجغرافية للتنظيم، ومطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه الدول باستعادة مواطنيها.
المزيد من الاستثمار الأمريكي في «قسد» لدورها المستقبلي في حراسة آلاف الأسرى من تنظيم «الدولة» الأجانبوأشارت معلومات سابقة لـ «القدس العربي» ان معظم مقاتلي تنظيم الدولة في الباغوز في ريف دير الزور، هم من الأجانب، إذ دعا ترامب عبر «تويتر»، البلدان الأوروبية وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى استعادة ومقاضاة إرهابيي داعش ذوي الأصول الأوروبية المحتجزين لدى القوات الأمريكية، في بلدانهم بأوروبا، مهدداً بإطلاق سراحهم في حال الرفض.ورداً على دعوة ترامب، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن الأمر ليس بسيطاً كما يعتقد الأمريكيون، فيجب على الحكومة الألمانية أن تعرف مدى مشاركة مواطنيها في عمليات تنظيم الدولة في سوريا، بينما أفادت وزيرة العدل نيكول بيلوبي، بأن باريس ستواصل نهجها فيما يخص استعادة المقاتلين الفرنسيين في صفوف داعش، من سوريا بشكل تدريجي، وليس بصورة فورية كما يطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيما تبنت بريطانيا، خيار سحب الجنسية البريطانية من مواطنيها المقاتلين ضمن صفوف التنظيم.ونقل المرصد السوري عن مصادره حول «رفض أوروبي بإعادة عناصر التنظيم أو عوائلهم» مرجحاً عدم السماح بإعادتهم أبداً، فيما تبدو المعضلة بأن هناك عشرات الآلاف من عناصر التنظيم وعوائلهم، سيبقون في شرق الفرات لحين النظر في أمرهم.ويعتبر ملف عودة آلاف الأجانب الغربيين المنتمين إلى تنظيم الدولة «داعش» من سوريا إلى بلدانهم الأصلية، ملفاً مؤرقاً لكل الحكومات الغربية، وهو محط اهتمام وحديث السّاسة ووسائل الإعلام الغربية في كل مرة يتم فيها التطرق للشأن السوري، وتداعياته المباشرة على دول الاتحاد الأوروبي في المقام الأول.فإسدال الستارة على آخر معاقل تنظيم «الدولة» في منطقة الباغوز شرق سوريا، وقيام وحدات الحماية الكردية «قسد» باعتقال وأسر آلاف المقاتلين الأجانب ممن كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم «داعش، يضعان «قسد» حسب الباحث السياسي عبد الرحمن عبارة في موضع تفاوضي متقدم، يتيح لها تحقيق مكاسب استراتيجية غير مسبوقة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، فورقة (المعتقلين الأجانب) على غاية كبيرة من الأهمية لكل الدول المعنية بالشأن السوري، وستعمل العديد من الأطراف على استغلال تلك الورقة والاستثمار بها في الزمان والمكان المناسبين.واعتقد الباحث السياسي أن مسارعة الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى تقديم مساعدات جديدة لـ «قسد»من أجل «إنشاء ستة سجون على الأقل في شمال شرقي الفرات» لتضم بين جدرانها أسرى تنظيم داعش البالغ تعدادهم نحو (10 آلاف) أسير، نصفهم من أصول غربية [حسب تقديرات حقوقية] يحمل دلالات عديدة، في مقدمتها:اختيار الدول الغربية لوحدات الحماية الكردية و»قسد» كشريك موثوق به لشغل وظيفة «حارس» بالإنابة على أسرى تنظيم داعش من ذوي الأصول الغربية، وتعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية بورقة الأسرى، وهذا يعني عدم تخلي الدول الغربية بسهولة عن «قسد» بل وزيادة الاعتماد عليها في العديد من الملفات الداخلية في سوريا، وهذا ما سيعزز موقعها الحالي ودورها المستقبلي في مواجهة التحديات الداخلية، ويبعد عنها شبح التهديدات التركية باجتياح عسكري لشرق الفرات حسب المتحدث.وأنشأت ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» ميليشيا عسكرية جديدة في محافظة الحسكة تتبع لها، تختص بملاحقة المطلوبين للخدمة الإجبارية في صفوفها. وقال مدير شبكة الخابور المختصة بأخبار المنطقة الشرقية، إبراهيم الحبش إن «ب ي د» أطلقت على الميليشيا الجديدة اسم «القبعات الخضر»، مشيراً إلى أن الميليشيا الجديدة تتبع لما يسمى بالشرطة العسكرية والأخيرة مسؤولة عن ملاحقة المطلوبين للتجنيد الإجباري.وأوضح المتحدث، أن قوام الميليشيا الوليدة 175 عنصراً، أغلبهم من أكراد مدينة رأس العين والقسم المتبقي من مدينة عين العرب في ريف حلب. لافتاً إلى أن «ب ي د» خصصت مكآفات مالية كبيرة لمجموعات «القبعات الخضر» على حسب قدرتها باعتقال الشبان وتجنيدهم قسراً. وذكر أن «القبعات الخضر» بدأوا في حملة تجنيد إجباري منذ ثلاثة أيام في ريف رأس العين الغربي، ابتداءً من بلدة تل حلف و مرورا بقرى تل الأرقم والعزيزية ومختلة، إضافة إلى حملات مشابهة في منطقة تل تمر والدرباسية وعدة مناطق بمحافظة الحسكة، ولفت الحبش إلى أن المجندين قسراً تم سوقهم إلى معسكر تل بيدر. **المصدر : القدس العربي
www.deyaralnagab.com
|