الرباط..المغرب : ضرب ودماء: الشرطة المغربية تعتدي بعنف مفرط على اعتصامات المدرّسين المتعاقدين وإضرابات تجتاح معظم المدن المغربية !!
07.03.2019
ليلة مواجهة صدامية تلك التي عاشها الأساتذة المتعاقدون مع السلطات المغربية على إثر الاعتصامات الجهوية التي خاضوها في عدة مدن، ضرب ودماء ورضوض وإغماءات ومراوحات بين المستشفيات ومخافر الشرطة. ومن عاش المطاردات في أزقة المدن حكى عن ليلة من الغريب أن تعيشها كوادر تربوية وتحكي عنها لتلامذتها. هي تفاصيل من ليلة مطاردات عاشها المدرّسون والمدرسات الذين يرفضون صيغة العقود المحددة للعمل، وتطالب بإدماجها في أسلاك الوظيفة العمومية.فبعد المسيرة الحاشدة التي نظمت في العاصمة الرباط تزامناً مع الذكرى الثامنة لانطلاق حركة «عشرين فبراير»، النسخة المغربية للربيع العربي، حيث لم تسلم خلالها وِزرات الأساتذة البيضاء من خراطيم مياه السلطات حين أرادت المسيرة أن تعرج على باب السفراء المحاذي للقصر الملكي بالرباط، دخل الأساتذة المتعاقدون في أشكال احتجاجية أخرى بالمدن، وأصبح شبح سنة بيضاء يحوم على هذه السنة الدراسية بسبب كثرة الإضرابات عن العمل، والسلطات تحاول فك الاعتصامات التي شهدتها الأقاليم ليلة الثلاثاء، والأساتذة يواصلون إضرابهم عن العمل، وتبقى الأقسام الدراسية خالية في معركة الشد والجذب بين الحكومة والأساتذة.وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت صوراً تؤرخ لعنف على أجساد الأساتذة وغضب وإحباط في التعليقات من المعاملة القاسية التي تعرض له مربّو أجيال في مدن الرشيدية والدار البيضاء وخنيفرة ومراكش وفاس ومكناس، فخرجت أشكال احتجاجية أخرى أمس الأربعاء بمدن أخرى لفئات متضامنة مع الأساتذة، نددت بالتنكيل الذي طالهم، وهو ما قام به طلبة الجامعة بالرشيدية (جنوب شرق البلاد) حين خرجوا في مسيرة يعلنون فيها تضامنهم مع الأساتذة المعنفين ومع مطالبهم، ونفس الأمر حصل في الدار البيضاء.فبعد فك الاعتصام، الثلاثاء، في ساعة متأخرة من الليل، خاض الأساتذة صبيحة الأربعاء، ومعهم أساتذة متضامنون غير متعاقدين ونقابيون شكلاً احتجاجياً آخر، فاعتصام الأساتذة في الدار البيضاء أمام الأكاديمية الجهوية بالحي الحسني تدخلت قوات الأمن لفكه منتصف الليل (الثلاثاء-الأربعاء) بالقوة، وحدثت إصابات ومطاردات للأساتذة في الأزقة والشوارع، حسب ما استقته «القدس العربي» من شهادات، وفي اليوم الموالي، أي صباح أمس الأربعاء، استفاق الأساتذة على الإصرار بإكمال أشكالهم الاحتجاجية، احتشدوا في وقفة في ساحة «ماريشال» تنديداً بالقمع الذي طالهم. يقول عادل أومرجيج، أستاذ غير متعاقد وعضو بنقابة الجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي- حضر الاعتصام والوقفة الاحتجاجية، مؤكداً أن الأساتذة ومعهم النقابات مصرون على المضي في البرنامج الاحتجاجي الذي سطرته «التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد» قائلاً في تصريح لـ«القدس العربي»: «حضرت الاعتصام والوقفة التنديدية بالقمع من أجل مساندة هذه الفئة لإسقاط مخطط التعاقد باعتبارها معركة الجميع لإنقاذ المدرسة العمومية والتعليم الذي يعاني وضعية جد مزرية في المغرب، وبخصوص ما تعرض له الأساتذة من هجوم للسلطات فنحن ندينه بشدة وقد شاهدت إصابات وتم نقل البعض إلى المستشفى، ولم نسلم جميعاً من الضرب فتعرض الكاتب الإقليمي لاتحاد شباب التعليم بالبرنوصي لإصابة في رجله نقل على إثرها إلى المستشفى المحلي بالحي الحسني .. ما قامت به السلطات ليس حلاً بل يفاقم الأزمة، الحل هو إدماج هؤلاء الأساتذة في النظام الخاص بموظفي التربية الوطنية».ليست الدار البيضاء وحدها، ففي مدينة مراكش أيضاً عاش الأساتذة المنضوون في أكاديميتها ليلة استثنائية، على حد تعبير حاضرين للاعتصام الذي خاضه الأساتذة أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين قبل أن تتدخل قوات الأمن بعد منتصف ليلة الثلاثاء وينجم عن ذلك إصابات متفاوتة. يوسف الموساوي، منسق جهة مراكش آسفي لـ»التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد» أكد في تصريحه لــ»القدس العربي» أن الأساتذة بمعتصم مراكش نالوا ما ناله زملاؤهم بمدن أخرى، قائلاً: «كما يعلم الجميع فالتنسيقية الوطنية دخلت في معتصمات من أجل الاستجابة لملفها المطلبي (الإدماج في سلك الوظيفة العمومية وإسقاط التعاقد) وكذلك بعد جريمة إيقاف أجور الأساتذة والأستاذات، لكن نُفاجأ بإنزالات لجحافل القوى القمعية وتدخلات وحشية ضد معتصمات الكرامة، نحن في مراكش فتحنا معتصمنا أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين حوالي 12 ليلاً، تم تدخل قوات القمع لفض الاعتصام، وبدأت عملية تفريق المعتصمين والمتظاهرين نتجت عنها إصابات وإغماءات في صفوف الأساتذة، الأساتذة في وضع صحي صعب، مطالبنا إسقاط التعاقد والإدماج في سلك الوظيفة العمومية وصرف أجور فوج 2016».نفس السيناريو عاشه الأساتذة والأستاذات في مدن أخرى، حيث تم فض اعتصام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة، وأصيب العديد من الأساتذة، بل وحتى أعضاء النقابة المتضامنون، وهو ما حدث مع الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم-التوجه الديمقراطي – في أزيلال. اليزيد فضلي الذي لم ينج من الإصابة على يد السلطات الأمنية، حسب شهادات استقتها «القدس العربي»، وفي فاس وأكادير ووجدة عاش الأساتذة مطاردات حتى الساعات الأولى من يوم الأربعاء بعد أن تدخلت السلطات لفض الاعتصامات التي خاضوها.ويتحدث مراقبون عن كون السنة الدراسية أصبحت مهددة بسنة بيضاء، فلا التلاميذ يدرسون ولا الأساتذة استجابت الحكومة لمطالبهم وصاروا مطاردين في شوارع مدن المغرب بعد أن طالبوا بإسقاط نظام التعاقد الذي يجعل وضعهم المهني والاجتماعي غير مستقر، 55 ألف مدرس ومدرسة يضربون عن العمل ابتداء من أمس الأربعاء إلى غاية يوم غد الجمعة، ويخلون الفصول الدراسية، وهي أولى خطوات ما أعلنوا عنه من احتجاجات في مطلع آذار/ مارس، والأساتذة عازمون، حسب تصريحاتهم، على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تسوية وضعيتهم رغم الإصابات وتوقيف الأجور والتوقيفات الإدارية التي طالت البعض منهم جراء الانخراط في الاحتجاج!!
www.deyaralnagab.com
|