الخرطوم..السودان : البشير يعلن حالة الطوارئ في السودان لمدة عام ويدعو إلى الحوار.. والمعارضة متمسكة بتنحيه!!
23.02.2019
أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، مساء اليوم الجمعة، إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة عام.كما قرر البشير حل حكومة الوفاق الوطني وحكومات الولايات وتكوين حكومة تسيير أعمال من كفاءات وطنية، بجانب تعليق التعديلات الدستورية التي تسمح له بالترشح في انتخابات 2020.وأكد البشير على ضرورة المضي قدما في مسيرة الحوار الوطني، لتكون أساسا متينا للم شمل القوى الوطنية بعيدا عن الإقصاء.ودعا إلى النظر إلى دور القوات المسلحة في المشهد الوطني كضامنة للاستقرار، وبما يصون أمن البلاد ويجنبها مصائر شعوب ليست بعيدة عنا.وناشد الشباب والشيوخ والنساء، وكافة قطاعات الشعب في الداخل والخارج إلى التعاون والتضافر والتوحد لبناء الوطن.وقال البشير لا بديل عن الحوار، إلا الحوار بعيدا عن لغة الأقصاء، مؤكدا أنه لا يوجد هناك منتصر ولا مهزوم في قضية الوطن.وأوضح البشير قائلا: لقد سلكنا كل طرق إحلال السلام في البلاد.وأضاف أنه سيستمر رئيسا للبلاد لكنه “سيقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الموالين والمعارضين”.وتعهد بإجراء “تدابير اقتصادية عاجلة”، مشددا أن “الاستقرار السياسي هو المدخل للاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي”.وأوضح أنه عمل طوال المسيرة على تنقية الحياة السياسية وتوسيع مساحة الحريات.وانتقد البشير ما أسماه “محاولة استغلال الاحتجاجات من قبل البعض” باعتبارها تصرفات “غير مقبولة”، لكونها خرجت بمطالب مشروعة في بدايتها.وتعهد البشير بإجراء “تحقيقات شفافة حول القتلى الذين سقطوا خلال الاحتجاجات”، داعيا المحتجين للجلوس على طاولة الحوار لتجنيب البلاد “المصائب.كما حث “قوى المعارضة التي لا تزال خارج الوفاق الوطني على الانخراط في الحوار”، مطالبا حملة السلاح “بالتخلي عن العنف، والانخراط في العملية السياسية”.وأوضح أن “الاختيارات الصفرية والعدمية لن تحل أزمة السودان”، مشيرا إلى “أهمية الحوار من منطق لا غالب ولا مغلوب”.وشدد البشير على أن “نظام الحكم اللامركزي هو الأفضل لقيادة بلاد متنوعة ومتعددة مثل السودان، مشيرا إلى أنه “لم يترك بابا للسلام والاستقرار إلا طرقه”.وقال إن السودان “يجتاز مرحلة صعبة ودقيقة من تاريخه الوطني”، مؤكدا أن “البلاد ستخرج أقوى من هذه الأزمة، وستكون أكثر إصرارا على البناء”.وجاءت كلمة البشير، مساء الجمعة، عقب انتهاء اجتماعه مع المكتب القيادي للحزب الحاكم.وقال الرئيس السوداني إن “البعض حاول القفز على المطالب وقيادة البلاد إلى مصير مجهول”.وأضاف “أننا لن نيأس من دعوة الرافضين إلى الجلوس تحت سقف الوطن بما يجنب البلاد النزاع”، مؤكدا على “الانحياز للشباب وتفهم أحلامهم ومساء الجمعة، سادت حالة ترقب بين أوساط السودانيين مع الإعلان عن “قرارات مهمة” ينتظر أن يعلنها البشير في خطابه.وشهدت أروقة الحزب الحاكم والحكومة تحركات محمومة اليوم، حيث عُقدت اجتماعات طارئة للمكتب القيادي للحزب الحاكم وأخرى لأحزاب الحوار، قبيل الخطاب، منع الإعلام من تغطيتها. أكد تجمع المهنيين السودانيين (تجمع نقابي غير رسمي)، وهو الجهة المنظمة للاحتجاجات في السودان، الجمعة، أن التظاهرات ستستمر حتى يتنحى البشير عن الحكم الذي يتولاه منذ 1989.وقال التجمع في بيان ردا على خطاب البشير “ندعو الشعب السوداني إلى مواصلة التظاهر حتى تحقيق أهداف هذه الانتفاضة والتي هي تنحي رأس النظام ورئيسه وتصفية مؤسساته”.وكان التجمع وحلفاؤه في إعلان قوى الحرية والتغيير في السودان، استبقوا خطاب البشير، مساء اليوم، بإصدار بيان مشترك اعتبرا خلاله “أن أي محاولة للالتفاف على مطالب الشعب السوداني مرفوضة”.وأورد بيان، اطلعت عليه أن “هذه التسريبات أحد ردود فعل النظام لثورة ديسمبر التي هزت عرش النظام وأقضت مضجعه”.وتوعدت قوى إعلان الحرية والتغيير حكومة البشير، معلنة تمسكها بتنحيه من الحكم وتفكيك مؤسسات النظام.وقالت في بيانها “نؤكد أن أي محاولة للالتفاف على مطالب الشعب السوداني لن تجد منا سوى المزيد من الفعل الثوري السلمي في الشوارع. مطالب هذه الثورة واضحة ولا يمكن القفز عليها، وعلى رأسها تنحي النظام ورئيسه وتفكيك مؤسساتهم القمعية وتسليم السلطة لحكومة قومية مدنية انتقالية بحسب إعلان الحرية والتغيير.”ويشهد السودان منذ ما يزيد عن الشهرين سلسلة تظاهرات، تولى تجمع المهنيين السودانيين زمام الدعوة لها للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بإسقاط النظام.وتجددت التظاهرات في عدد من أحياء العاصمة السودانية عقب صلاة الجمعة اليوم حيث خرج المئات في أحياء بالخرطوم وأم درمان مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام، وعملت الشرطة السودانية على تفريقهم بالغاز المسيل للدموع.
www.deyaralnagab.com
|