جنيف ..سويسرا : الأورومتوسطي : وفاة الطفل أحمد الزعبي هو نتاج العنصرية المتصاعد تجاه اللاجئين في لبنان!!
23.01.2019
أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وفاة الطفل "أحمد الزعبي" (14 عاماً)، وهو لاجئ من سوريا إلى لبنان، إثر مطاردته من قبل عناصر من بلدية بيروت أثناء عمله بمسح الأحذية في حي تلة الخياط، أحد أحياء العاصمة اللبنانية، واعتبر أن ما حدث مع الطفل الزعبي هو "نتاج وتكريس لسياسة عنصرية متصاعدة تجاه اللاجئين في لبنان. وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن قضية الطفل "الزعبي" تضاف إلى العديد من الممارسات العنصرية التي صدرت في الفترة الأخيرة من جهات رسمية وشعبية لبنانية واستهدفت اللاجئين السوريين في لبنان، ومن ذلك ترحيلهم وطردهم من أماكن سكنهم بناء على قرارات من أكثر من 13 بلدية لبنانية، ومنعهم من التجوال بعد ساعات معينة في أماكن سكنهم، فضلا عن تصريحات للرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل أكدا فيها على ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، فيما كانت قناة MTV اللبنانية نشرت على موقعها مقالاً قالت فيه، نقلا عن طبيب، إن اللاجئين السوريين يقفون وراء ارتفاع نسبة السرطان في البلاد.ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات اللبنانية إلى فتح تحقيق فوي وشفاف بقضية الطفل "أحمد الزعبي" والحوادث العنصرية في البلاد تجاه اللاجئين والوقوف أمامها بشكل صارم. منوهاً إلى أن تصرف السلطات اللبنانية في قضية الطفل السوري غير مناسبة، خصوصا أن السلطات اللبنانية لا توفر للاجئين أي مساعدات مالية ما يجبرهم على العمل لتوفير المال، خصوصا في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان، يعيش حوالي 70% منهم تحت خط الفقر، وفق إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.وكان ناشطون حقوقيون لبنانيون تداولوا مقطع فيديو مصوَّر يظهر عناصر مما يعرف ب"فوج حرس بيروت" وهم يطاردون الطفل "الزعبي"، قبل أن يعودوا إلى سيارتهم دون الطفل، فيما عُثر بعد ثلاثة أيام من المطاردة على جثة الطفل في أحد الأبنية قيد الإنشاء في بيروت وذلك إثر سقوطه من ارتفاع عال أثناء مطاردته بسبب عمله في منطقة تمنع البلدية على الباعة المتجولين العمل فيها.وفيما قالت بلدية بيروت إن مطاردة الطفل تمت بسبب سرقة، أكد ناشطون وعائلة الطفل على أن شرطة البلدية اعتادت على ملاحقة أحمد بصورة دائمة، وسبق أن حطمت صندوقة الخشبي الذي يستخدمه لتنظيف وتمليع الأحذية عدة مرات، كما احتجزته مدة 24 ساعة في إحدى المرات.بدوره، دعا "علاء البرغوثي" المسؤول الإعلامي للمرصد الأورومتوسطي المسؤولين اللبنانيين للتوقف الفوري عن تصريحاتهم العنصرية التي تستهدف اللاجئين من سوريا في لبنان، والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية في تعبئة الشارع اللبناني ضد اللاجئين من سوريا، مطالباً في الوقت ذاته السلطات اللبنانية بالتعامل مع قضية اللاجئين من سوريا ببعدها الإنساني بعيداً عن إدخال قضاياهم في السجالات السياسية.وأضاف البرغوثي: "لقد شاهدنا خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من الحوادث المأساوية ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وآخرها الهجوم الذي قام به مجموعة من الأفراد اللبنانيين على اللاجئين السوريين في بلدة عرسال وتدمير ممتلكاتهم والاعتداء عليهم، دون أن تقوم السلطات اللبنانية بتحمل مسؤولياتها تجاه الحدث أو حماية اللاجئين".وأكد البرغوثي على أن استمرار تعامل السلطات اللبنانية بهذه الطريقة مع اللاجئين ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في ظل ما يشهده لبنان من تصريحات عنصرية واستهداف مركز للاجئين السوريين على أراضيه.وفي سياق متصل، لفت المرصد الحقوقي الدولي إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون أوضاعاً غاية في السوء، حيث تقيد السلطات اللبنانية عليهم فيما يتعلق بحرية الحركة والعمل والإقامة، وتضغط عليهم للعودة إلى سوريا بالرغم مما يشكله ذلك من خطورة على حياة بعضهم. وهو الأمر الذي كان أكده وزير شؤون النازحين في لبنان "معين المرعبي"، حيث تحدث عن امتلاكه لمعلومات عن مقتل بعض اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم على أيدي مسؤولين في النظام السوري.ودعا المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي إلى التعاون مع لبنان في تحمل المسؤولية تجاه اللاجئين السوريين في لبنان، ودعمهم في ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشونه، مشددًا على ضرورة الضغط على السلطات لضبط موجة العنصرية الآخذة بالازدياد وتطبيق معايير حقوق الإنسان فيما يتعلق بحقوق اللاجئين.!!
www.deyaralnagab.com
|