باريس..فرنسا : خطاب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يثير بوادر انقسام بحركة "السترات الصفراء"!!
11.12.2018
قابل محتجّو حركة "السترات الصفراء" الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء الاثنين، سعياً لتهدئة احتجاجاتهم، بتحفّظ شديد وانقسام.وبحسب ما نشرت الصحافة الفرنسية المحلية، اليوم الثلاثاء، فقد تراوح استقبال المحتجّين لتصريحات ماكرون بين من يرى فيها بوادر تقدّم لمطالبهم، وبين من اعتبرها دليلاً على عدم اكتراث السلطة بالمحتجين. في وقت سخرت المعارضة السياسية من أقصى اليمين وأقصى اليسار من التدابير التي أعلنها الرئيس الفرنسي.وأظهرت أولى ردود الفعل على الإجراءات التي أعلنها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مساء الاثنين، في محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أن وعود الرئيس قد استُقبلت بتحفّظ شديد من جانب محتجي "السترات الصفراء"، كما ظهر من مقابلات أجرتها معهم قنوات تلفزيونية، أو من ردود أفعالهم في أماكن تجمهرهم في مناطق عدة، وفق ما ذكر موقع قناة "فرانس 24" الإخبارية.وبينما رأى بعضهم في وعود الرئيس "بوادر" حل، فقد اعتبروها "غير كافية" أو "غير كاملة" لإيقاف التحركات الاحتجاجية لحركة لا زعيم محدداً لها، ومطالبها متنوّعة ومتعدّدة.وقال آروان، وهو أحد المتحدثين باسم "السترات الصفراء"، في مدينة رين (غرب): "هذه المرة هناك بالفعل تقدّم. بينما كان (ماكرون) يمضي في الكلام كانت ابتسامتي تزداد عرضاً".أما بالنسبة إلى بيار غاييل لافيدر، المتظاهر في مونسو ليه مين (شرق)، فإن "ماكرون لم يعِ حجم ما يحدث". وأضاف: "كل إعلان كان يلقى استهجاناً وكان رد الفعل الأول هو أنهم لا يبالون بنا".بدورها سخرت المعارضة السياسية من التدابير التي أعلنها ماكرون. وقال زعيم اليسار المتطرف، جان لوك ميلنشون: إن "ماكرون اعتقد أن توزيع النقود يمكن أن يهدّئ تمرّد المواطنين الذي اندلع"، متوعّداً بمظاهرة جديدة تنطلق يوم السبت المقبل، "وتشهد تعبئة كبيرة".من ناحيتها قالت مارين لوبان، رئيسة التجمّع الوطني (الجبهة الوطنية سابقاً، يمين متطرف) إن ماكرون "يتراجع لكي يقفز بشكل أفضل".وعلى المستوى الأوروبي أعلنت بروكسل أنها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية وعود ماكرون.وقال مفوّض شؤون اليورو، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فالديس دومبروفسكيس، في ستراسبورغ، حيث يعقد البرلمان الأوروبي جلسة عامة: "إننا نتابع من كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكن لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يُعلن عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل".يُشار إلى أن الشرطة الفرنسية أوقفت 4 آلاف و99 شخصاً خلال المظاهرات التي نظّمتها حركة "السترات الصفراء"، بداية من 17 نوفمبر الماضي وحتى اليوم.ومساء أمس، أقرّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتحمّله "بشكل جزئي" مسؤولية الغضب الشعبي على خلفيّة تلك الاحتجاجات.وقال ماكرون في أول خطاب تلفزيوني عام يلقيه منذ احتجاجات السترات الصفراء: "أتحمل جزءاً من مسؤولية الغضب الشعبي، رغم أن جذور الأزمة الحالية قديمة"، على حد وصفه.ووعد الرئيس الفرنسي بتخفيف الضرائب عن العمال من ذوي الدخل المحدود، وإلغاء الزيادة الضريبية على معاشات المتقاعدين.كما كرّر وعوده السابقة برفع الحد الأدنى للأجور، وتعهّد بإلغاء الضريبة عن ساعات العمل الإضافية، بدءاً من أول يناير المقبل.!!
www.deyaralnagab.com
|