تصاعدت دعوات في السودان تطالب بسحب قوات الجيش السوداني المشاركة في “حرب إعادة الشرعية باليمن”، ضمن قوات التحالف العسكري العربي، بقيادة السعودية.ودعا نواب في المجلس الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان)، اليوم الإثنين، الحكومة إلى سحب قوات الجيش فورًا من اليمن.وقالت صحيفة “أخبار اليوم” (الخاصة) في عنوانها الرئيس، اليوم: “اتجاه قوي لسحب القوات السودانية من حرب اليمن”.ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة: “بروز اتجاه قوي لدى قيادات الدولة لسحب القوات السودانية من حرب اليمن، بعد مشاركتها وفق أسباب قوية منها لحماية الأراضي المقدسة (في السعودية)، ووقف المد الإيراني في المنطقة”.ومنذ 26 مارس/ آذار 2015 ينفذ التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن، دعما للقوات الحكومة، في مواجهة مسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، المتهمين بتلقي دعم إيراني، والذين يسيطرون على محافظات يمنية، بينها صنعاء منذ عام 2014.ولم يعلن السودان رسميًا عن تعداد قواته المشاركة في عمليات التحالف العربي، لكنه سبق أن أبدى استعداده لإرسال ستة آلاف جندي إلى اليمن.وأوضحت الصحيفة أن أسبابا دفعت لبروز الاتجاه بسحب القوات منها: “تطاول أمد الحرب، وتأثيرها السلبي على العلاقة بين الشعبين اليمني والسوداني، والأجندة الخاصة لبعض المشاركين في الحرب على اليمن”، دون أن تسمّهم.ويعتبر مراقبون الحرب في اليمن حلقة من حلقات الصراع على النفوذ في المنطقة بين إيران والسعودية.وقال النائب البرلماني عن أحزاب “الحوار الوطني”، فيصل يس، “نطالب بسحب قواتنا المسلحة من اليمن، ولا يجب أن نحارب بالوكالة عن الآخرين”. وأضاف “نحن بلد عانى من الحروب الداخلية، فكيف نحارب في دول أخرى دون وجه حق (؟!).. وماذا يعوض أرواح جنودنا في اليمن (؟!)”. وتابع يس “الحكومة تقول إنها تحارب في اليمن لحماية الحرمين الشريفين، ولكننا نقول إن للكعبة رب يحميها”.بدوره، قال النائب عن حزب “المؤتمر الشعبي”، كمال عمر عبد السلام، إن “الجيش السوداني يشارك في معركة باليمن لا تخصه، والمقابل صفر”. وأضاف أن “قرار المشاركة في حرب اليمن سياسي، دون تشاور مع أحزاب الحوار وحكومة الوفاق الوطني، والبرلمان”. ومضى عبد السلام قائلا إن “السودان يستند على علاقات خارجية خاسرة، ونطالب بالسحب الفوري للجيش السوداني من اليمن”.وكانت كتلة “قوى التغيير” في البرلمان السوداني، دعت أمس، إلى سحب قوات الجيش فورًا من اليمن، واعتبرت أن مشاركتها تمثل “مخالفة للدستور والقانون”.وقال الحوثيون، في السابع من أبريل/ نيسان الجاري، أنهم قتلوا جنودا سودانيين، خلال معارك في محيط مدينة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب). ولم يصدر أي تعقيب بشأن تلك المزاعم من التحالف العربي ولا السلطات اليمنية ولا السودانية.بالمقابل دافع النائب السوداني المستقل، مبارك النور، عن مشاركة الجيش السوداني في الحرب باليمن، واعتبرها “ضرورية في إطار التحالفات مع دول الخليج”. ورأى النور أن “التحالفات العربية إيجابية، والانفتاح نحو الخليج يتيح للسودان الكثير من المنافع الاقتصادية”.وفي أكثر من مناسبة، تمسك مسؤولون سودانيون، في مقدمتهم الرئيس عمر البشير ونائبيه ووزارة الخارجية وقادة الجيش، باستمرار مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن، حماية للمقدسات الإسلامية في السعودية!!