كركوك..العراق :قلق واستنفار في شوارع كركوك.. وأكراد حملوا السلاح واتهامات لقيادات مقربة من طالباني بالتواطؤ مع القوات الحكومية والحشد!!
14.10.2017
في كركوك، أغلقت محال تجارية أبوابها، أمس الجمعة، وتوجه عدد كبير من السكان إلى محطات المحروقات للتزود بالوقود، فيما حمل آخرون أسلحتهم تحسبا للأسوأ، مع سماع أخبار تقدم القوات الحكومية إلى مواقع قوات «البيشمركه» على بعد كيلومترات من مدينتهم.وقال متين حسن، وهو صاحب فرن في مدينة كركوك في شمال العراق، لـ»فرانس برس»: «أغلقت فرني اليوم خوفا من وقوع صدام عسكري يدفع ثمنه المواطن العراقي الفقير».وقال قائد شرطة شرطة كركوك العميد خطاب عمر «الوضع الأمني في مدينة كركوك مستقر ولا توجد مشاكل تذكر»، في المدينة التي تضم أكثر من مليون شخص بينهم أكراد وعرب وتركمان وأقليات أخرى.لكن تصريحات قائد الشرطة لم تكف لطمأنة الاهالي، فسارع كثيرون يحملون حاويات بلاستيكية إلى محطات الوقود للحصول على بنزين وتخزينه.في الأحياء الشمالية ذات الغالبية الكردية، حمل البعض أسلحتهم.وقال خسرو عبد الله وهو يحمل سلاحا في حي رحيم اوه «نحن على استعداد للقتال إلى جانب قوات البيشمركه».وأكد أراس محمود، وهو شاب من حي الشورجة في وسط المدينة، وهو يحمل بندقية كلاشينكوف «سندافع عن كركوك حتى الموت ولن نسمح لاي قوة باقتحامها».أما المواطن علي فوزي (30 عاماً) من أهالي كركوك، فقد قال إن «الأوضاع في داخل المدينة متوترة جداً»، مضيفاً إن «حركة المواطنين في الشوارع والأسواق شبه معدومة».وأضاف: «أهالي المدينة من جميع المكونات يترقبون ماذا سيحصل بعد انتشار خبر منح الحكومة الاتحادية لقوات البيشمركه 48 ساعة للانسحاب من المدينة»، مشيراً إلى أن «المعلومات الواردة تفيد بأن القوات الاتحادية سيطرت على ناحية بشير فقط (ذات الغالبية التركمانية الشيعية، جنوبي كركوك)، من البيشمركه ورفعت العلم العراقي هناك».وحسب المصدر فإن «أهالي كركوك يتزاحمون أمام محطات الوقود وبيع المشتقات النفطية، تحسباً لأي طارئ»، لافتاً في الوقت عينه إلى إن «قوات البيشمركه تنتشر بشكل كثيف داخل أحياء المدينة».وتنقسم محافظة كركوك الشمالية إلى شطرين، الأول يضم المناطق الواقعة إلى الجنوب من المدينة، المتاخمة لمحافظة صلاح الدين- وأغلب سكانه من القوميتين العربية والتركمانية، فيما يشغل الأكراد النسبة الأكبر من سكان الجزء الشمالي من المدنية- المحاذي لمحافظة السليمانية.وتناقل عدد من الناشطين التركمان على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً، تحدثوا فيها عن دخول أعداد كبيرة من الأكراد المدنيين، مع أسلحتهم إلى محافظة كركوك، قادمين من قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية.وأضافوا إن هؤلاء تجمعوا في المناطق الكردية داخل كركوك، منذ ليل أمس الأول الخميس.في حين نشرت صفحة «كركوك مدينتي» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صوراً قالت بأنها توثّق انتشار قوات البيشمركه على جسر الحي الصناعي عند مدخل المحافظة.وكتب محمد البزوني، من أهالي محافظة كركوك، معلقاً إن الأسايش (قوات خاصة كردية) طلبوا من عائلته الخروج من كركوك، بكونهم من أهالي محافظة صلاح الدين.وأضاف: «أخبرناهم بأن المنزل الذي نسكنه ملك لنا رسمياً، لكن من دون أي جدوى».إلى ذلك نشرت صفحة «كركوك الحدث» مقطع فيديو لـ»طوابير السيارات عند محطات تعبئة الوقود في كركوك؛ والأهالي يتخوفون من حدوث مواجهات عسكرية».ويسيطر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، على الحكومة المحلية في محافظة كركوك، التي لم تشهد أي انتخابات منذ نحو 5 أعوام.وسيطرت قوات «البيشمركه» الكردية على المدينة «الغنية بالنفط» بشكل كامل، عقب أحداث حزيران/ يونيو 2014، وسيطرة تنظيم «الدولة» (داعش) على عددٍ من محافظات العراق.لكن إصرار إقليم كردستان العراق على إجراء الاستفتاء في محافظة كركوك في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، «فاقم» الأزمة بين بغداد وأربيل، الأمر الذي دفع الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ عدّة قرارات من بينها «السيطرة» على كركوك. من ناحية اخرى اتهمت وسائل إعلامية كردية، مقربة من الحزب الديمقراطي الكردستاني، برئاسة مسعود بارزاني، قيادات مقربة من عائلة الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، في حزب الاتحاد الكردستاني، بتسهيل دخول قوات الحكومة العراقية و«الحشد الشعبي» للمواقع التي سيطروا عليها في بلدتي بشير وتازه جنوب كركوك. وحسب صحيفة «باسنيوز»، «هناك اتفاق تم سراً بإشراف الجناح المتنفذ في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إذ أن قوات تابعة له انسحبت الليلة الماضية من دون قتال من خط بطول 15 ـ 18 كيلومتراً وبعمق 4 كيلومترات يمتد من منطقة طوزخورماتو حتى منطقة مكتب خالد جنوب كركوك، وتركتها لميليشيات الحشد».وأضافت أن «القيادي في الوطني الكردستاني وستا رسول، هو المشرف على ذلك المحور وهو تابع للجناح المتنفذ في الحزب». وفي السياق، تناقلت مواقع وتعليقات للنشطاء الأكراد، اتهامات وجهت للقيادي في الحزب الوطني الكردستاني، كلاهور شيخ جنكي رئيس مكافحة الإرهاب، وبافيل طالباني، نجل الرئيس الراحل جلال طالباني، بالتعاون مع الحشد الشعبي في كركوك».ووجهت اتهامات لهم بـ«الذهاب إلى بغداد بحجة المشاركة في عزاء الطالباني والتقوا هناك بمسؤولين إيرانيين وتعرضوا لضغوط كبيرة، ما أدى لوصولهم لاتفاق لتسهيل وصول الحشد لكركوك».وكان بافيل طالباني، وشيخ جنكي، أصدرا بيانا يدعوان إلى إدارة مشتركة لكركوك والتفاوض بين الطرف الكردي والعراقي.وربط بعض الكتاب الأكراد بين هذا البيان وبدء خطوات عسكرية لميليشيات «الحشد الشعبي» والقوات العراقية نحو كركوك والمناطق المتنازع عليها، وسيطرتها على مواقع «البيشمركه» المقربة من عائلة طالباني، الذراع القوية داخل الحزب الوطني الكردستاني. أما الذراع الآخر، والذي يمثله كوسرت رسول، قرر التوجه إلى كركوك على رأس قوة مكونة من آلاف العناصر، لحماية المحافظة، وسط انتقادات داخل الحزب الوطني تعتبر هذا التصرف تضحية بـ«البيشمركه» في سبيل مصالح الحزب الديمقراطي بزعامة بارزاني.لكن الرائد في قوات «البيشمركه» اسماعيل شالي، نفى هذه الأنباء، وقال إن «وجود خلاف بين حزبي طالباني وبارزاني، لن ينعكس على كركوك».وأضاف: «القيادة العامة للبيشمركه متمسكة بالدفاع عن كركوك، ولن يكون اتفاق أو انسحاب مهما كان الثمن».وتابع: نعم، هناك خلافات بين الحزبين حول العلاقة مع بغداد، لكن قيادة قوات البيشمركه في كركوك وكردستان، لن تتأثر بالخلافات السياسية، الانسحاب تم من منطقة مفتوحة من قبل فوج من قوات البيشمركه، إلى منطقة أكثر استراتيجية، وفق خطة مرسومة مسبقة للدفاع عن كركوك والمناطق المهمة في أطراف المحافظة».الكاتب الكردي، شيخ مظهر، أكد حصول الانسحابات، بررها بتعليق نشره، بأن «قريتي بشير وتازه، هما تركمانيتان شيعيتان وخارج المناطق الكردستانية، وإن وجود البيشمركه فيها كان بسبب قربها لمناطق سيطرة تنظيم الدولة وبعد استعادتها، لم يعد هناك سبب لبقاء القوات الكردية فيها».!!
www.deyaralnagab.com
|