قال تقرير لمنظمة حقوق الإنسان الدولية (أمنستي) إن حكومة جنوب السودان والميليشيات الداعمة لها تحتجز أناسا في أكواخ وتقوم بإحراقهم حتى الموت، كما تهاجم المدنيين في القرى النائية بالسواطير.وبيّن التقرير أن هناك أكثر من 1.7 مليون شخص يعانون من مجاعة شديدة من بين 12.5 مليون سكان جنوب السودان، في حين أن هناك 6 مليون يواجهون خطر التعرض للمجاعة. كما أن وبأ الكوليرا يهدد الآلاف، في حين أن نحو مليون شخص لجأوا إلى أوغندا.وقالت أمنستي، التي جمعت تقارير من مناطق المواجهات، إن القوات الداعمة للحكومة وقوات المعارضة قطعوا طرق تزويد المواد الغذائية عن مناطق معينة.وجاء في تقرير أمنستي، الذي نشرته "غارديان"، إنه يتزايد عدد الأطفال والنساء الذين يتعرضون للاختطاف والاغتصاب، في منطقة أوكوتويا، التي تحولت، بحسب أمنستي، إلى ميدان للقتل.وقالت المستشارة في أمنستي، دونتلا روبيرا، إن تصعيد القتال في أكوتوريا أدى إلى وحشية متزايدة ضد المدنيين، حيث أطلقت النار على الرجال والنساء والأطفال، وذبحوا بالسواطير وحرقوا أحياء، كما أن الأطفال والنساء يتعرضون للاختطاف والاغتصاب الجماعي.ويصف تقرير أمنستي حادثة حصلت في أيار/مايو حيث أدخل الجنود ستة رجال في كوخ في قرية كودوفي القريبة من الحدود مع أوغندا، ثم أشعلوا النيران وبدأوا بإطلاق النار. وقتل الجنود أربعة منهم حاولوا الهرب. وقتل ستة آخرون بطريقة مماثلة بعد يومين.ونقل عن زوجة أحد القتلى قولها إنها المرة الخامسة التي يهاجم فيها الجيش القرية. وفي المرات السابقة كان هناك تعذيب ونهب واغتصاب، ولكن بدون قتل.وتحدث شهود عيان عن قوات حكومية تقتل بطريقة مماثلة مرات كثيرة. ونقل عن شابة (23 عاما) تعرضت للاغتصاب قولها "طالما نحن على قيد الحياة فلن نكون بأمان.. النساء والطفلات آمنات فقط وهن ميتات"، على حد تعبيرها.وقالت مستشارة أخرى في أمنستي، جوان مارينر، إن "المأساة القاسية من هذه الحرب هي أن المنطقة الخصبة في جنوب السودان، والتي كانت قادرة على إطعام الملايين قبل سنة، تحولت إلى ميدان قتل".ودعت إلى تقديم المسؤولين عن هذه الفظائع إلى المحاكمة، وحتى ذلك الحين، يجب على الأمم المتحدة أن توفر الحماية للمدنيين من المجزرة المستمرة. على حد قولها.!!