القلمون.. سوريا : النظام السوري يترك حزب الله لمصير مجهول في القلمون في ظل تراجع الضربات الجويه للقوات النظامية السورية!!
بقلم : ... 21.11.2014
يواجه مقاتلو حزب الله مصيرا مجهولا في منطقة القلمون في ظل تواتر هجمات المعارضة السورية المباغتة، وتراجع الضربات الجوية للقوات النظامية السورية التي أثارت أزمة بين قيادات الحزب ونظام الأسد.ويعيش عناصر حزب الله اللبناني المتمركزون في مرتفعات القلمون وجرودها بالريف الدمشقي القريبة من الحدود اللبنانية، هذه الأيام، أحلك فتراتهم، في ظل الهجمات المباغتة التي ما انفك مقاتلي المعارضة المتحصنين بالمغاور والأنفاق يشنونها، وسط تراجع الضربات الجوية للنظام السوري في هذه المنطقة، في مشهد يطرح أكثر من سؤال.ولعل آخر الهجمات التي ضجت بها، أمس الخميس، مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لنشطاء سوريين، تلك التي استهدفت مجموعة من عناصر الحزب في منطقة جرود رأس المعرة في الجزء الغربي من القلمون القريب من الحدود مع لبنان.وكشف النشطاء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحزب في هذا الكمين، وقد ترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة استمرت لساعات، فيما سارعت مواقع موالية للحزب إلى نفي الأمر مثل كل مرة، خاصة في ظل حالة التململ التي تشهدها الحاضنة الشعبية له نتيجة ارتفاع عدد القتلى في صفوف أبنائها، رغم عدم وجود إحصائيات رسمية تشير إلى الرقم الحقيقي لخسائر حزب الله البشرية.ولا تقتصر المخاطر التي تواجه مقاتلي الحزب الشيعي في القلمون فقط على هجمات المعارضة السورية وعدد من التنظيمات الإسلامية (على غرار جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي يسجل حضورا ضعيفا في المنطقة) المباغتة، بل تتعداها إلى مسألة لا تقل خطورة وهي المناخ القاسي والطقس العاصف الذي تتسم به هذه المرتفعات، حيث تشهد المنطقة خلال فصل الشتاء انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة فضلا عن هطول الثلوج وهو ما يصعّب مهمة مقاتلي الحزب الذين ليس لديهم سوى الخيم و”الدشم” للاحتماء بها.وهو الأمر الذي دفع بهم إلى إحداث تحويرات في تكتيكاتهم العسكرية خاصة مع تصاعد أعداد خسائرهم المادية، حيث غيروا من أماكن مراقبة عناصر المعارضة ورصدهم. كما خففوا من الدوريات الراجلة وانسحبوا من الأماكن المتقدمة.بالمقابل حرص مقاتلو المعارضة خلال الأشهر الماضية على الاستعداد جيدا لفصل الشتاء من خلال حفر مئات الأنفاق والمغاور في الجبال والمرتفعات، وتخزين المواد الغذائية، رغم الحصار الذي يفرضه سلاح الجو النظامي السوري، مما جعلهم في وضع أكثر أريحية مقارنة بخصومهم.مع الإشارة إلى أن معظم مقاتلي المعارضة ينتمون إلى هذه المنطقة وهم على دراية بمختلف تفرعاتها وتضاريسها الوعرة.ويضاف إلى هذا الوضع المربك الذي يجد عناصر حزب الله أنفسهم محشورين فيه، تراخي النظام السوري في الفترة الأخيرة عن دعمهم من خلال تراجع الضربات الجوية التي كانت تشكل غطاء لعمليات الحزب ضد المعارضة، إلى أدنى مستوياتها.الأمر الذي دفع بمسؤولين (رفضوا ذكر أسمائهم) في حزب الله إلى الخروج إلى العلن وانتقاد النظام، عبر وسائل إعلام موالية لهم، قائلين إن نظام الأسد لا يضع القلمون في سلم أولوياته، على خلاف الجانب اللبناني.وهذه المرة الأولى، منذ بداية الصراع السوري، التي تنتقد فيها مواقع تابعة للحزب النظام، مما يكشف عن وجود أزمة حقيقية بين قيادات النظام وحزب الله.وقد سبق هذا الهجوم “المهذب” أنباء شبه مؤكدة عن رفض عناصر من الحزب الاستمرار في القلمون، في ظل الصعوبات التي يواجهونها، فضلا عن عدم تمكنهم من الحصول على رواتبهم نتيجة ما يمر به الحزب من ضائقة مالية جاءت انعكاسا لتقليص إيران من الميزانية المخصصة للحزب وغيره من أذرعها في المنطقة إلى ما نسبته الخمس والعشرون بالمئة بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية الذي يعتبر أحد أهم موارد طهران. وتشكل معركة القلمون بالنسبة إلى حزب الله أهمية كبري باعتبار أن السيطرة على المنطقة من شأنها إقفال ملف الحدود مع لبنان التي شكلت طيلة الفترة الماضية وإلى الآن تحديا أمنيا كبيرا أمامه، خاصة وأن جل الهجمات الانتحارية يسيارات مفخخة والتي ضربت لبنان وخاصة الضاحية الجنوبية والبقاع منطلقها كان من هذه المنطقة.ويشارك حزب الله منذ بدء الصراع في سوريا في القتال إلى جانب قوات الأسد، الأمر الذي تسبب ولايزال في تهديدات أمنية للبنان لا حصر لها، بدءا بالتفجيرات الانتحارية عبر السيارات المفخخة، وصولا إلى معارك دامية في قلب لبنان آخرها ما حدث في طرابلس الشمالية بين جنود ومسلحين موالين للنصرة (فرع تنظيم القاعدة في سوريا) وتنظيم الدولة الإسلامية مسفرا عن قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.ولا ينفك الساسة والمسؤولون اللبنانيون يحذرون من خطر استمرار الحزب في هذه الحرب، إلا أن المتابعين للمشهد السوري لا يتوقعون انسحابه قريبا من سوريا .وكانت آخر هذه التحذيرات تلك التي صدرت عن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، أمس الخميس، بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الـ71 والتي شدد فيها على ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن الأزمات الإقليمية. وربط سلام القضاء على الإرهاب والانتصار عليه بخروج حزب الله من سوريا.وقال في هذا الصدد إن أمن لبنان “يتعرض منذ فترة إلى اختبارات قاسية”، مضيفا أن “معركتَنا مع الإرهاب صعبةٌ ومديدة”.واعتبر أن “انتصارُنا في هذه المعركة يتطلبُ تعزيزَ المناعة الداخلية، والتزامَ مبدأ النأي بالنفس عن النزاعات الخارجية، والالتفافَ حول قواتنا المسلحة الشرعية لحماية أمننا في الداخل وعلى الحدود”!!
www.deyaralnagab.com
|